كتب: علي محمود
سجّلت مدينة ساوث بارينغتون في ولاية إلينوي الأميركية واقعة جديدة مرتبطة بنظام القيادة الذاتية من تسلا، حيث اصطدمت سيارة تسلا بدورية شرطة أثناء تشغيل النظام الآلي خلال توقف الدورية. وأوضحت السلطات أن الاصطدام وقع عندما كانت السيارة في وضعية التوقف، ما أدى إلى أضرار جسيمة في السيارتين؛ الفورد إكسبلور التابعة لشرطة تعرض لأضرار أيضاً. لحسن الحظ لم تسجل إصابات خطيرة، وأكد البيان أن الشرطين بخير، في حين اعترف السائق بأنه كان نائمًا عندما كان النظام يعمل. فيما بعد أُلقي القبض على السائق وتوجيه عدة مخالفات مرورية ضده.
تفصيل الحادث الأخير في إلينوي
أوضح مسؤولون أن حادث اليوم وقع أثناء تفعيل نظام القيادة الذاتية من تسلا، بينما كانت الدورية متوقفة في إطار عملها. أبلغت صفحة المدينة على فيسبوك وقسم الشرطة بأن الاصطدام كان بين خلفية سيارة تسلا ومقدمة دورية الشرطة من طراز فورد إكسبلور. وذكرت المصادر أن الأضرار اقتصرت على السيارتين دون تسجيل إصابات بين أفراد الشرطة أو السائق، وأن السائق اعترف بأنه كان نائمًا أثناء تشغيل النظام. تم توقيف السائق لاحقًا وتوجيه المخالفات المرورية له، في إطار إجراء روتيني في مثل هذه الحالات.
حوادث سابقة مرتبطة بنظام القيادة الذاتية من تسلا
ليس هذا الحادث الأول الذي يربط سيارات تسلا بأنظمة مساعدة لسائق بحوادث مع الشرطة. في عام 2017 اصطدمت سيارة تسلا بدراجة نارية تابعة لشرطة في أريزونا، وصفت الواقعة حينها بأنها تصادم خفيف. وفي عام 2021 وقع حادث أقوى عندما اصطدمت سيارة تسلا موديل 3 بسيارة شرطة في ميشيغان، وهو ما أدى إلى أضرار جسيمة لسيارتين. هذه الحوادث أوجدت سابقة تضع تسلا ومستخدمي أنظمتها في موضع التحدي المستمر من جانب الأجهزة التنظيمية وتقيمات الأمان.
الإطار التنظيمي والتحقيقات في الولايات المتحدة
خضعت تسلا منذ سنوات لتحقيقات متعدة من الإدارة الوطنية لسلامة المرورية على الطرق السريعة (NHTSA) بسب تسجيل مئات الحوادث أثناء استخدام أنظمة القيادة الآلية. وتضمّن العديد من هذه الحوادث وفيات، ما دفع الهيئة إلى فتح تحقيق موسع في عام 2024 حول أداء هذه الأنظمة وسلامتها. وفي سياق مشابه، تشد السلطات الأمريكية على ضرورة أن تكون المسؤولية في أغلب الحالات على السائقين، رغم أن بعض المحاكم بدأت في توجيه جزء من الوم إلى الشركة نفسها تبعًا لنتائج قضائية حديثة.
حكم فلوريدا وتوزيع المسؤولية على تسلا
في حكم صدر مؤخرًا بولاية فلوريدا، حمّلت هيئة محلفين تسلا جزءًا من المسؤولية عن حادث ميت وقع عام 2019، وألزمتها بدفع تعويضات تجاوزت 20 مليون دولار بعد اصطدام سيارة تسلا متوقفة، فيما أدى الحادث إلى مقتل امرأة وإصابة رجل بجروح دماغية خطيرة. يعكس هذا الحكم مدى انقسام الآراء القانونية حول حدود مسؤولية الشركات المصنعة لأنظمة القيادة المساعدة، خصوصًا حين تكون التقنية على نحو معقد مرتبطة بسلوك السائق.
الجدل المستمر حول نظام القيادة الذاتية
تعيد هذه الحوادث تسليط الضوء على الجدل الدائر حول أنظمة القيادة الذاتية التي تقدمها تسلا، والتي يراها الخبراء حتى الآن أنها ليست قيادة ذاتية كاملة بل هي أنظمة مساعدة لسائق. ومع استمرار التحقيقات والمساءلات القانونية، يتزايد النقاش حول مدى جاهزية هذه التقنية لاستخدام الواسع الآمن، وكيفية تنظيمها قانونيًا في مختلف الولايات. كما تبرز أهمية وجود إطار تشريعي واضح يحسم مسألة المسؤولية بين المصنع والسائق والمستخدمين في حالات الحوادث التي تحدث أثناء تفعيل هذه الأنظمة.
التحديات التقنية والقانونية نحو مستقبل السيارات ذاتية القيادة
يُجمع خبراء السيارات والسلطات التنظيمية على أن الطريق نحو السيارات ذاتية القيادة بالكامل ما يزال طويلاً. تطلب هذه الرؤية تعزيزاً شاملاً لسلامة، وتحسيناً في موثوقية أنظمة القيادة الآلية، إلى جانب وضع أطر قانونية واضحة تحد حدود المسؤولية وتلزم الشركات الماليّة والتقنية بمبادئ الشفافية والقدرة على التبع. وفي هذا السياق تبقى الحوادث الأخيرة مثالاً على التحديات التقنية والتزامات القانونية التي تواجه تطوير مثل هذه الأنظمة، وتبقي الساحة مفتوحة لنقاشات بين المصنعين والجهات التنظيمية والسائقين.
أثر الحوادث على مستقبل تنظيم القيادة الآلية
بمرور الوقت، قد تؤدي مثل هذه الوقائع إلى مراجعة أطر السلامة التنظيمية وتعديل السياسات المرتبطة باستخدام أنظمة القيادة الآلية في المركبات، بما في ذلك تحديد معاير تقيم الأداء ومتطلبات التدقيق المستمر. وفي المحصلة، تُسهم هذه التطورات في رسم مسار تشريعي وتقني أكثر وضوحاً يوازن بين الابتكار والتدابير الوقائية لحماية الأرواح والمتلكات.
أخيراً، تبقى المعطيات متداخلة بين الحوادث الفردية وتقيمات سلامة الأنظمة وسياقات المحاكم، ما يجعل النقاش حول مستقبل القيادة الذاتية في الولايات المتحدة مستمراً ومتعد الأوجه. الطريق نحو سيارات ذاتية القيادة كاملة ما يزال بعيداً عن التحق النهائي، ويعتمد بشكل كبير على الدمج بين إنجازات التقنية من جهة وتقنينها من جهة أخرى لضمان أمان مستخدمي الطريق.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































