كتب: علي محمود
يستعد برشلونة الإسباني لمواجهة صعبة أمام كلوب بروج البلجيكي مساء الأربعاء، ضمن منافسات الجولة الرابعة من مرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا. تأتي هذه المباراة في ظل ظرف يضغط على خط الوسط بشكل واضح، وهو وضع يواجه فيه النادي الكتالوني أزمة تنذر بتعقيدات إضافية خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وفقاً لتقرير نشرته صحيفة موندو ديبورتيفو الكتالونية، يغيب لاعب الوسط الشاب بيدري عن الملاعب لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع بسب إصابة، ما يفرض على المدرب هانز فليك إعادة ترتيب المحور الدفاعي جزئياً. وفي خطوة تبدو متوقعة، سيعتمد فليك مجداً على الثنائي فرينكي دي يونج ومارك كاسادو في مركز المحور الدفاعي، كما شاركا أساسياً في الفوز الأخير على إلتشي الذي أعاد جزءاً من الثقة لفريق بعدما سقط في الكلاسيكو. وتصدر الأزمة الآن قائمة نقاط الق، إذ أن دي يونج وكاسادو هما الوحيدان ضمن قائمة برشلونة المهدين بالإيقاف حال حصول أي منهما على بطاقة صفراء أمام بروج، وهو ما قد يغيّب أحدهما عن المواجهة المرتقبة أمام تشيلسي يوم 25 من الشهر الجاري على ملعب ستامفورد بريدج. وتزداد المخاوف في برشلونة بسب عدم جاهزية مارك بيرنال الذي يعود تدريجياً إلى الملاعب بعد أكثر من عام من الابتعاد بسب إصابة خطيرة في الركبة، إضافة إلى الشكوك المحيطة بموعد عودة بيدري، ما يجعل خيارات قلب الوسط محدودة لغاية في الفترة القادمة. وفي ظل هذه المعطيات، يأمل فليك في عبور مواجهة بروج دون خسائر فنية جديدة، سواء في النتيجة أو في عد البطاقات، لحفاظ على حظوظ برشلونة في التأهل إلى الدور التالي من دوري الأبطال، خصوصاً في ظل مرحلة حاسمة تنتظر الفريق على المستوين المحلي والأوروبي.
أزمة برشلونة أمام بروج وتداعيات التشكيلة
تفرض مواجهة بروج قراءة خاصة في وضعية خط الوسط. فغياب بيدري بسب الإصابة يفتح أمام فليك خيارين: إما الاعتماد على دي يونج وكاسادو في عمق الوسط، أو البحث عن حلول بديلة قد لا تكون في موضعها الأمثل. هذه التداعيات تطرح أسئلة حول مدى قدرة المحور الدفاعي على فرض سيطرة أمام فريق بلجيكي منظم يحاول فرض أسلوبه داخل الملعب. الاضطرار إلى الاعتماد على لاعبين بعينهما في منطقة المحور يعز من أهمية التحرك التكتيكي من جانب الجهاز الفني، خاصة مع وجود مباراة تشيلسي المرتقبة في الأفق.
الفوز الأخير على إلتشي أعاد جزءاً من الثقة إلى برشلونة ورفع من الروح المعنوية في أجواء النادي، لكن ذلك الانتصار ليس كافياً لتعويض الغياب الكبير في خط الوسط. وجود بيدري خارج الحسابات لفترة ليست قصيرة يجعل الفريق في موضع الاختبار المستمر، خصوصاً أمام منافس مثل بروج الذي يسعى لاستغلال أي ضعف في الوسط. في المقابل، تبقى الخيارات المتاحة محدودة في قلب الملعب، ما يحتم على فليك إيجاد التوليفة المناسبة التي تحافظ على تماسك الدفاع وتمنح الهجوم المساحة الازمة.
إلى جانب ذلك، يظل احتمال حصول دي يونج أو كاسادو على بطاقة صفراء أمام بروج شاهداً على استمرار الق من التبعات المحتملة لإيقاف أحدهما أمام تشيلسي، الأمر الذي قد يطرح تعقيدات إضافية في التشكيلة المختارة لمباراة التالية. كيف سيُدير فليك هذا التوازن بين الحفاظ على القوة في المحور وتجنب مخاطر الإنذارات؟ هذا السؤال يظل محورياً قبل صدام برشلونة مع بروج.
اعتماد فليك على دي يونج وكاسادو في المحور
إعادة فليك لثنائي دي يونج وكاسادو إلى قلب الوسط تعتبر خطوة ذات بُعدين؛ فهي تضمن استقراً دفاعياً في محور القوة، لكنها تزيد من أهمية تحمل الاعبين لمسؤوليات ثقيلة في خط الوسط أمام فريق منظم مثل بروج. وجود دي يونج كأحد أبرز عناصر الخبرة في الوسط يمنح برشلونة عمقاً وتوزيعا لجهود الدفاعية، فيما يقدم كاسادو حلولاً جديدة في الإمداد الهجومي وتغطية المسافات. هذا التوليف قد يمنح الفريق توازناً مطلوباً في الشقين الدفاعي والهجومي، خاصة مع وجود غيابات أخرى تحيط بالفريق.
القرار الفني يضع دي يونج وكاسادو في موقع الحذر والدقة خلال المواجهة، فكل تحرك إضافي الوسط قد يؤثر بشكل مباشر على إيقاع العب وعلى القدرة على حماية خط الدفاع أمام بروج. من جهة أخرى، يعتمد فليك على تباعد الملعب بشكل يسمح لثنائي الدفاع الخلفي بالبقاء في مواقعهما عند الحاجة، مع التحرك السريع لإغلاق المساحات التي قد يفتحها المهاجم البلجيكي. هذه الترتيبات تطلب قدرة عالية على قراءة المباراة وتقيم المخاطر بشكل فوري، خصوصاً في ظل وجود توتر الشكوك حول جاهزية بقية لاعبي الوسط، ما يجعل القرار مرهونا بالواقع الميداني خلال دقائق المباراة الأولى.
من المؤكد أن وجود دي يونج وكاسادو يمنح برشلونة خيارات أكثر من الاعتماد على لاعب واحد في قلب الوسط، وهو ما قد يساعد الفريق على مواجهة بروج من دون الاستعانة بتشكيلة مزدحمة أو الاعتماد بشكل كامل على التكتيل الدفاعي. إلا أن المسؤولية تبقى كبيرة على الاعبين لقيام بواجباتهم الدفاعية والهجومية بشكل متوازن، بما يحافظ على خطوط الفريق متماسكة ويقل من فرص الفتور أو الانفراط في الأداء خلال المباراة.
غيابات أخرى وموعد عودة بيدري وبيرنال
إلى جانب غياب بيدري عن المنافسات بسب الإصابة، يبرز اسم مارك بيرنال كجزء من معادلة برشلونة لوصول إلى حلول مستدامة في الوسط. يعود بيرنال تدريجياً إلى العب بعد فترة طويلة من الابتعاد بسب إصابة في الركبة، وهو ما يمنح الفريق خياراً إضافياً في مركز المحور في الأسابيع القليلة المقبلة. غير أن وجود بيرنال في ملعب المباراة ليس مؤشراً على عودته الفورية إلى التشكيلة الأساسية، إذ يظل التقيم الموضوعي لحالته الصحية هو الحاسم قبل إعادته إلى المنافسة المنتظمة.
ولا تزال الشكوك تطارد موعد عودة بيدري نفسه. غيابه المستمر يفرض على الجهاز الفني استمرار البحث عن حلول وسطية في قلب الملعب، والاعتماد على الثنائي دي يونج وكاسادو حتى تضح الصورة بشأن جاهزية الاعب الشاب. هذا الوضع يجعل خيارات برشلونة في محور العب أكثر تحفظاً في هذه الفترة، حيث تكثف الضغوط على فليك من أجل تهيئة الوسط بشكل يسمح بفك التكتل الدفاعي الذي قد يفاجئ برشلونة في مواجهة بروج.
المدرب الألماني يُدرك أن مباراة بروج ستضيف إلى رصيد التحديات التي يواجها الفريق في الأسابيع المقبلة، خصوصاً مع وجود مساعي لاستعادة بعض الاستقرار في مستوى الاعبين المصابين. مع ذلك يبقى الهدف الأساسي هو الحفاظ على توازن الفريق وتجنب تفك المنظومة في مواجهة فريق منظم يملك من المهارات ما قد يفرض عليه اختباراً حقياً في كيفية تنظيم العب من الخلف إلى الأمام.
التحديات أمام بروج والرهان على تعويض الغيابات
المباراة أمام بروج ليست مجرد اختبار فني أمام خصم منظم، بل هي كذلك فرصة لبرشلونة لإظهار قدرته على تعويض الغيابات وتحقيق نتيجة تضمن له التقدم في المسابقة الأوروبية. الفريق البلجيكي يأتي بروح جماعية وتنظيم في خطوطه، وهو ما يستلزم من برشلونة استثمار خبرة دي يونج وكاسادو في وسط الملعب مع الحفاظ على الاستقرار الدفاعي. في هذه المواجهة، سيكون التحدي الأكبر في ترجمة السيطرة إلى أهداف، وهو أمر يتطلب تركيزاً عالياً من جانب الاعبين وتخطيطاً مؤسياً من الجهاز الفني لتجنب أي مناسبة لبروج لضغط.
من جهة أخرى، يفرض الوضع القائم على برشلونة أن يكون الأداء جماعياً بلا اعتمادية على مصدر واحد لعب. غياب بيدري يعز الاعتماد على مبدأ التكاتف بين لاعبي الوسط والهجوم، وهو ما يجعل التمارين والتكتيك خلال الأيام الأخيرة قبل المباراة ذات أهمية قصوى. بيرنال يعود تدريجياً إلى التشكيلة، وهذا يعز من خيارات فليك في أمور مثل رفع التشكيلة أو إعادة توزيع المهام وفقاً لسير المباراة واحتياجاتها.
صحيح أن صعبة المواجهة أمام بروج ليست نهاية المطاف، لكنها تمثل محطة مهمة لاختبار مدى قدرة برشلونة على إدارة الحالات الحرجة والتعامل مع التحديات الإدارية والفنية في آن واحد. كرة القدم الأوروبية لا تنتظر أحداً، والفريق مطالب بإظهار قدرته على الحفاظ على هدفه الأول وهو التقدم إلى أدوار متقدمة من البطولة مع وجود مخاطر متواصلة تطلب معالجة فورية وقرات دقيقة من الجهاز الفني.
التوقعات والسيناريوهات المحتملة لمواجهة
من المتوقع أن يذهب برشلونة إلى المباراة بنهج عملي يركز على استغلال وسطه الذي يتحدى الغيابات، مع الاعتماد على دي يونج وكاسادو في عمق الملعب لتوفير التوازن الدفاعي والتغطية أمام بروج. إذا تألق الثنائي في هذا المركز وتجنب الإنذارات، فسيملك الفريق فرصة أقوى لاستثمار المساحات في الهجوم وتوجيه العب نحو مرمى الخصم.
أما في حال تعثرت منظومة الوسط كما حدث في فترات سابقة، فقد يجد برشلونة نفسه أمام خيارٍ ميداني يتطلب الجوء إلى حلول سريعة وتبديلات تستعيد القدرة على التحكم بالوتيرة وتوزيع الكرة بشكل صحيح. وفي هذه الحالة ستكون النتيجة مرتبطة بالتعامل مع الضغط الذي يفرضه بروج وتجنب فقدان الكرة في مناطق عالية الخطورة. توقعات المباراة تبقى مفتوحة، وتكمن الفرصة الأكبر في الحفاظ على الاستقرار الدفاعي والفعالية الهجومية معاً، مع الإشارة إلى أن تأثير البطاقة على دي يونج أو كاسادو قد يغيّر المعادلة، خصوصاً عند مواجهة تشيلسي في الجولة التالية.
أزمة برشلونة أمام بروج
هذه الفقرة تظل مُهيأة كمرجعية تُشير إلى العنوان الذي يصف حالة الفريق قبل المواجهة الأوروبية المرتقبة، حيث تبقى المعطيات متداخلة بين الغيابات المؤثرة واحتياجات التوازن في خط الوسط والدفاع. كل خطوة فنية من فليك تحتاج إلى دقة عالية واختباراً واقعياً في الملعب لإثبات أن برشلونة قادر على الحفاظ على توازنه وتجاوز هذه المرحلة الدقيقة بنجاح. أزمة برشلونة أمام بروج تظل عنواناً يحاكي التحدي الفعلي الذي ينتظر النادي، مع الاستعداد لخطوات لاحقة بناء على نتائج المباراة القادمة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.
