كتب: علي محمود
أعلنت وزارة الثقافة عن تدخلها لبحث أزمة مكتبة حسن كامي، في خطوة تعكس حرص الدولة على تراث ثقافي نادر. تحتوي المكتبة على آلاف المخطوطات والكتب النادرة، وترد تقارير عن اختفاء بعض المخطوطات ومحاولات منظمات وجهات أجنبية لشرائها. قال الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة في تصريح خاص لـ القاهرة 24 إنه سيفحص أمر مكتبة حسن كامي ويصدر قراً يحفظ مقتنياتها. وتقع المكتبة في حي عابدين وتعود إلى أوائل القرن التاسع عشر، حيث أنشأها يهودي من أصل سويسري يقيم في مصر يدعى فيلدمان. وعندما رحل فيلدمان عن مصر مع العدوان الثلاثي عام 1956، انتقلت ملكية المكتبة إلى شارل بحري. وكان حسن كامي شغوفاً بالذهاب لمكتبة واستعارة الكتب منها، ومع زيادة شغفه قر شراءها وأهداها إلى زوجته السيدة نجوى. وبعد وفاتها عام 2012 استرد كامي المكتبة مرة أخرى. وتؤكد إحدى المصادر أن أزمة مكتبة حسن كامي مشتعلة منذ عام 2018، مع وجود محاولات عديدة لشراء المكتبة من ورثة الراحل من قبل منظمات عالمية ودور نشر ورجال أعمال من الخارج. وأضاف المصدر أن هناك بعض الكتب النادرة والمقتنيات فُقدت من المكتبة.
أزمة مكتبة حسن كامي: جذور تاريخية وتحديات راهنة
تمتاز هذه الأزمة بتشابك تاريخي طويل مع وقائع اقتصادية وثقافية تؤثر في حفظ التراث. تبرز في الوقائع أن المكتبة الموجودة في حي عابدين كانت ولا تزال مركزاً مهماً لاستعارة المخطوطات والكتب النادرة، وهو ما يجعلها هدفاً لمحافظة التراث ودرء مخاطر الضياع. كما أن شغف مؤسها وتناقل الملكية عبر سنوات طويلة يضيفان طبقة من التعقيد إلى مسألة الحفاظ على مقتنياتها، خاصة أن بعض هذه المواد يُعد ثميناً نسبياً من الناحية الثقافية والبحثية. وفي ضوء ذلك، فإن تدخل الوزير ليس مجرد إجراء إداري بل رسالة واضحة حول أهمية ترسيخ قيم حفظ التراث أمام أي مخاطر محتملة.
أصل وتاريخ المكتبة وحكايتها
تبع المكتبة تاريخاً يربطها بواقع مدينة القاهرة في القرون السابقة. تقع في حي عابدين وتأست في أوائل القرن التاسع عشر على يد يهودي من أصل سويسري يدعى فيلدمان، كان مقيمًا في مصر. عندما غادر فيلدمان مصر مع العدوان الثلاثي عام 1956، انتقلت ملكية المكتبة إلى شخص يُدعى شارل بحري. كان حسن كامي صاحب علاقة عميقة بالمكتبة، فكان يحب زيارة المكان والاعتماد على مقتنياته النادرة وطلبها كجزء من هوايته واهتمامه بالعلم والتوثيق. قر لاحقاً شراء المكتبة وأهداها إلى زوجته نجوى. وبعد وفاة نجوى في 2012 استردّ حسن كامي المكتبة مرة أخرى لتبقى بين يديه كمورد ثقافي صدقة لمجتمع. هذه القصة الطويلة تعكس كيف ارتبط تاريخ المكتبة بملاك متعدين وتكامل الملكية عبر العصور، وهو ما يضيف أبعاداً معقدة إلى مسألة أداء دورها وحفظها كتراث ثقافي.
خطوات الوزير وتبعاتها المحتملة
أعلن الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة عن تدخله لبحث أمر المكتبة واتخاذ قرار بشأنها بما يحفظ ما بها من مقتنيات. هذه الخطوة تعكس اهتماً حكومياً حقياً بالحفاظ على تراث ثقافي لا يقتصر على قيمة فنية فقط، بل يمتد إلى كونه رصيداً بحثياً ومعرفياً لمجتمع. وتؤكد الشواهد أن الوزارة ستقوم بفحص الوضع الراهن لمكتبة وتحديد آليات لحفظ والصيانة وربما إعادة تنظيم الملكية بما يضمن استغلال المقتنيات بصورة مسؤولة وآمنة. هذا الإجراء يهدف إلى توجيه مسار المكتبة بعيداً عن مخاطر الضياع أو التلاعب أو فقدان جزء من المخزون، خاصة في ظل تقارير عن اختفاء بعض المخطوطات وأن بعض الجهات الأجنبية قد أبدت اهتماً بالشراء. الخطوات الحكومية المعروضة تركز في مجملها على حماية القيمة التاريخية لمكتبة وتوفير إطار واضح لإدارة متلكاتها والارتقاء بمكانتها البحثية.
شبهات حول اختفاء المخطوطات ومحاولات الشراء الأجنبية
أفادت مصادر بأن أزمة مكتبة حسن كامي مستمرة منذ عام 2018، مع وجود محاولات لشراء المكتبة من ورثة الراحل من قبل منظمات عالمية ودور نشر ورجال أعمال من الخارج. كما أشار المصدر ذاته إلى أن بعض الكتب النادرة والمقتنيات فُقدت من المكتبة خلال الفترة التي سبقت الحديث عن التدخل الحكومي. هذه المعطيات تثير أسئلة حول مدى حماية المخطوطات والوثائق النادرة، وتضع مسؤولية إضافية على الجهات المعنية لضمان أي نقل لملكية أو أي صفقة محتملة يتم وفق آليات شفافة وتحت إشراف رسمي يضمن الحفاظ على المخزون التاريخي. وفي هذا الإطار، تبرز الحاجة إلى إجراءات رقابية وتوثيقية تسجّل كل متلكات المكتبة وتحد وضعها القانوني وتاريخها وتكاملها مع مكونات الثقافة الوطنية.
آفاق الحفاظ على التراث والمستقبل
في ضوء مجريات التطورات، يبدو أن هدف الوزارة ليس مجرد التعامل مع مشكلة آنية، بل وضع إطاراً طويل الأجل لصون تراث المكتبة. وجود آلاف المخطوطات والكتب النادرة يجعل المكتبة أحد المحاور الأساسية لبحوث العلمية والأنشطة الثقافية في مصر، وهذا يقتضي حماية مستمرة وتحديثاً في آليات التوثيق والتصويت على سياسة إدارة المكتبة. كما أن وجود تاريخ طويل لمكتبة يعز من أهمية وضع استراتيجية تجمع بين حفظ المواد القديمة وتسهيل وصول الباحثين والقراء إليها بطريقة آمنة ومسؤولة. ويبقى التحدي الأكبر في ضمان استمرار المكتبة كخزانة معرفية مفتوحة لمجتمع، مع الحفاظ على قيمتها التراثية وقابليتها لبحث والدراسة والقراءة.
مصادر المعلومات وتوثيقها
تشير الإفادات التي وردت في التصريحات إلى وجود تصريح واضح من جانب وزارة الثقافة بشأن فحص أمر المكتبة واتخاذ قرات تحافظ على مقتنياتها. كما أُشير إلى تصريحات صحفية من وزير الثقافة خلال لقاءات إعلامية مع وسائل إعلام محلية، وتوثيق بعض التفاصيل عبر تقارير صحفية منشورة. كما وردت إشارات إلى مصادر مستقلة ذكرت أن الأزمة كانت تمتد جذورها إلى سنوات سابقة، بالتوازي مع وجود منظمات عالمية وشركات ورجال أعمال من الخارج أبدوا اهتماً بشراء المكتبة أو أجزاء منها. جميع هذه المعطيات تبقى ضمن إطار الأخبار المتداولة وتُستخدم كمرجعية إعلامية لنقل ما يحيط بقصة هذه المكتبة العريقة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































