كتب: صهيب شمس
تصاعدت في الأيام الأخيرة تصريحات وانتقادات من أسامة حسني، الاعب السابق في النادي الأهلي، تجاه اتحاد الكرة بسب مكان إقامة بعثة الأهلي في السوبر الإماراتي قبيل خوضه كأس السوبر المصري المقر بين 6 و9 نوفمبر الجاري. وفي تصريحات بثتها قناة MBC MASR، شد حسني على أن هذا الاختيار ليس مجرد تفصيل بل عامل يؤثر في جاهزية الفريق وراحته البدنية والذهنية، وهو ما يفتح باً لنقاش حول مدى العدالة والتعادل في المعاملات بين الأندية المشاركة في البطولة القادمة.
أشار حسني خلال حديثه إلى أن الأهلي سيسافر إلى دبي ثم ينتقل سيراً على الأقدام عبر أتوبيس يقرب من ساعتين ليصل إلى العين، وهو مسار يرى فيه الاعب تلويحاً بتفاوت محتمل في وتيرة التحضير لمباراة الحاسمة. وفي حال نجح الأهلي في تخطي سيراميكا كليوباترا، فإن مسار الإعداد قد يستمر بالعودة إلى أبوظبي لعب مباراة أخرى في إطار نفس البطولة، وهو أمر يراه حسني كإثارة لسؤال المساواة بين الأندية في التنظيم والجدول. وفي هذا السياق قال أسامة حسني: الأهلي مسافر على دبي بعد كده ياخد أتوبيس ساعتين يروح بيها العين، ولو كسب سيراميكا هيرجع يلاعب الزمالك أو بيراميدز في أبو ظبي الي قاعدين مريحين هناك وهيلعبوا في أبوظبي. وأضاف حسني: فين مبدأ المساواة بين الأندية هنا؟. الأهلي بطل الدوري يعني لازم يكون ليه تميز لأنه مشارك كبطل الدوري مشارك بكارت. فأنت بترهق الأهلي سفر من هنا لهنا وأندية مريحه.
حول مكان إقامة بعثة الأهلي في السوبر الإماراتي
يؤكد أسامة حسني أن موضوع مكان إقامة بعثة الأهلي في السوبر الإماراتي ليس مجرد اختيار لوجستي بسيط، بل مسألة تمس جاهزية الفريق وتوازنه النفسي قبل مواجهات الكأس الكبرى. وهو يعبر عن قلقه من أن تكون هناك فروقات في رحلات السفر والاستعداد بين الأهلي وبقية الفرق المشاركة، وهو ما قد ينعكس سلباً على الأداء على أرض الملعب. قبل هذا النقد، كان الترتيب المعلن يركز على طول مسار الرحلة وروتين الانتقال، وهو ما رآه حسني سلوكاً يفتح باب النقاش حول ما إذا كانت المعاملة نفسها ستخدم جميع الفرق أم أنها تعطي ميزة لأندية معينة في ظل المارسات التنظيمية الراهنة. في هذا السياق، اتساع الصورة يطرح سؤالاً دفاقاً حول مدى تطبيق مبدأ التكافؤ في الإجراءات الإدارية التي ترافق الفرق المتنافسة في البطولة، وخاصة عندما تكون هناك فوارق زمنية وتكلفة لوجستية تؤثر بشكل مباشر في الإعداد البدني والذهني لاعبين.
التوقيت والجدول وتأثير مكان إقامة بعثة الأهلي في السوبر الإماراتي
من جهة أخرى، أشار حسني إلى أن الجدول الزمني لمباريات المحلية في الأيام الأخيرة قبل السوبر شهد تنظيمات قد تزيد من سوء التوازن في الإعداد بين الأهلي وبقية المنافسين. وقد لفت إلى أن الرابطة حرصت على أن تلعب الزمالك وبيراميدز مباريات في يوم الأحد قبل موعد السوبر، وهو أمر يترك الزمالك وبيراميدز في القاهرة عند الساعة الخامسة مساءً، بينما خاض الأهلي مبارياته في الإسكندرية عند الساعة الثامنة مساءً، ثم عاد إلى القاهرة لسفر إلى الإمارات. هذه التفاصيل، كما يرى حسني، يمكن أن تؤثر في حالة الاعبين من حيث التعب والانتقال بين المدن ونمط الاستشفاء والاستعداد لمنافسة الوشيكة. وهو بذلك يربط بين ترتيبات مباريات الدوري والانتقال لسوبر بشكل دوري، مؤكدًا أن مثل هذه الترتيبات ليست محايدة وليست بلا تبعات على الأداء خلال البطولة القارية المحلية في آن واحد.
المواجهة القادمة ونطاق البطولة
يُذكر أن الأهلي سيخوض نصف نهائي كأس السوبر المصري أمام سيراميكا كليوباترا مساء يوم الخميس المقبل، في حين أن الفائز من هذا القاء سيواجه الفائز من نصف النهائي الآخر الذي يجمع الزمالك وبيراميدز. وهذا يفرض على الأهلي ترتيباً يضع في الحسبان سلة من المتغيرات التنظيمية والرياضية التي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر في نتيجة المباراة النهائية لبطولة. وفي ضوء ذلك، تبرز مسألة التقدير الإداري لمكان الإقامة وتوقيت المباريات كعنصر حاسم يهم الجهاز الفني والاعبين والجماهير على حد سواء، خاصة في ظل الحضور القوي لأندية المنافسة ورغبتها في استثمار أي متغير يكفل لها أفضلية إضافية.
تداعيات المطالبة بالعدل وتوازن المصالح
لا تقتصر تبعات هذه الانتقادات على مجرد وجهة نظر فردية، بل تحمل إشارات إلى مطالبة موثقة بالعدل وتكافؤ الفرص بين الأندية في إطار تنظيم البطولة والجدول المصاحب لها. يرى أسامة حسني أن حق الأهلي كحامل لدوري ينبغي أن يحظى بمعاملة خاصة تراعي تاريخ النادي ومسيرته في البطولات، مع الإشارة إلى أن المشاركة كبطل الدوري لا ينبغي أن ترجم إلى امتياز يؤدي إلى إرهاق السفر والتنقل مقابل أندية أكثر راحة في الاستعداد. وهذا الطرح يفتح باب النقاش حول سياسات الاتحاد وطرق تخطيط الترتيبات بما يضمن تحقيق التوازن والعدالة بين جميع الأندية المشاركة، دون أن يترك مجالاً لتأويلات تشير إلى وجود انحياز لصالح فريق على حساب آخر. وفي ظل هذا النقاش، تبقى مسألة التوقيت والانتقال ومسافة السفر عوامل ذات أثر واضح في النتائج على المدى القريب والمتوسط، وهو ما يجعل من الحوار حول هذا الموضوع ضرورياً وليس مجرد جدل إعلامي.
تظل كرة القدم بشكل عام عرضة لتأثيرات تنظيمية ولوجستية كثيرة، وفي سياق كأس السوبر المصري، يعبر صوت أسامة حسني عن قراءة لم تعد تقتصر على مباراة بعينها وإنما تشكل مدخلاً لإعادة تقيم منظومة العمل الإداري المرتبطة بالرياضة الاحترافية في البلاد. وبعيداً عن رصد المواقف والتصريحات، يبقى التساؤل الأكبر حول ما إذا كانت الاتحادية ستعيد ترطيب الإجراءات وتعيد ضبط أساليب ترتيب الإعداد لمباريات الكبرى بما يتوافق مع مبادئ العدالة والتكافؤ، أم أن تبقى هناك نوافذ محتملة لاختلاف بين الأندية في إطار التنظيم والوجستيات.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.












































































































