كتب: أحمد خالد
اجتمع صباح اليوم نيافة الحبر الجليل الأنبا ميخائيل، أسقف إيبارشية حلوان والمعصرة وتوابعها، مع مجمع كهنة الإيبارشية في كنيسة السيدة العذراء مريم بالمطرانية في حلوان. جاء القاء الشهري في إطار تواصل الرؤى وتبادل الخبرات بين قيادة الإيبارشية وكهنة الأبرشية، بهدف تنسيق العمل الكنسي وتطوير الأداء الروحي والخدمي في المناطق التابعة لها. وتناول الاجتماع عداً من المحاور التي تصل بحياة الكاهن وخدمته، وبمشروعات ترسخ الانتماء المسيحي وتُعز دور الكنيسة في المجتمع. كما أُكدت في discusions أهمية الحفاظ على مبادئ الكنيسة كبيت لصلاة والدعاء، وتأكيد الاستقلالية عن السياسة في خطاب الكنيسة وشعاراتها. وتخل القاء تشديد على التعايش مع الأمة المصرية بروح المحبة والاحترام المتبادل، مع فتح أبواب الكنيسة أمام جميع أبنائها في ضيافة مناسبة وفي أماكن مخصة لأنشطة الاجتماعية والثقافية، بعيداً عن أي شكل من أشكال الدعاية السياسية. وفي نهاية الاجتماع، أعلنت الإيبارشية عن سيامة خمسة شمامسة جد في رتبة القسية لخدمة مذبح الرب ولتلبية احتياجات الإيبارشية من الكهنة العموم، وذلك في إطار تعزيز الحضور الكنسي وخدمة الشعب. كما شد الأنبا ميخائيل على أهمية تنظيم رحلات مدروسة لمتحف المصري الكبير كجزء من الوعي التاريخي والثقافي لمؤمنين، بما يعز المجتمع المدني ويربط بين الإيمان والحياة اليومية.
تأملات بولس الرسول وتطبيقها على حياة الكاهن في إيبارشية حلوان
تحدث الأنبا ميخائيل عن استمرار سلة التأملات التي تُستقى من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل روميه، الفصل العاشر، كمرجعیة روحية وعملية في حياة الكاهن وخدمته. تم التأكيد على أن مسألة القلب الكهنوتي ليست مجرد شعائر خارجية، بل هي مسألة انتماء إلى مشيئة اله وخضوع لإرادته. وتساءل الأنبا ميخائيل عن طبيعة مسرة قلب الكاهن: هل يظلّ طامعاً في بر ذاتي أم يخضع لبر اله ويقبل التحديات التي تفرضها الرسالة والخدمة؟ كما أثيرت أسئلة حول الدعاء: هل ندعو باسم الرب بالحق أم بالباطل؟ وكيف تكون البركة التي يحظى بها الكاهن أداة لخدمة حاضرة في التبشير والتعليم والتوعية؟ هذه الأسئلة تبرز دور الكاهن بوصفه رسولاً لمصالحة وخادماً لسلام ولمعرفة، بما يحمله من مسؤولية أمام اله والناس. في هذا السياق، أكد الأنبا ميخائيل أن البركة التي يمنحها الكهنوت هي أداة في يد اله، ليست لخدمة الذات بل لخدمة الشعب ورفع قدراته الروحية والأخلاقية. ورغم أن المحور ليس اجتماعياً بحتاً، إلا أن الحوار تضمن أمثلة عن أساليب العيش الكنسي التي تشد على التواضع والعمل الدؤوب وتقديم الصورة الصحيحة لمؤمنين في مواجهة التحديات اليومية.
دور الكنيسة في الحياة الوطنية والعبادة والحياد السياسي
ركز القاء أيضاً على مسألة مكانة الكنيسة في المجتمع كبيت لصلاة والدعاء، وبكونها مؤسة وطنية لا تدخل في العمل السياسي، وإنما تستقبل أبناء الوطن من جميع الشرائح وتفتح أمامهم مساحات مناسبة لاحتفال والتعبير عن الارتباط بالإيمان. أكد المجتمعون أن الكنيسة ليست منبراً لدعاية الانتخابية، وأن الهدف الأساسي هو بناء الإنسان وروحه، وتوفير فضاءات روحية وترفيهية و تعليمية تراعي خصوصية كل الأجيال وتحتضنهم في أجواء روحية هادئة وآمنة. وفي هذا الإطار، شدت الإيبارشية على ضرورة تنظيم فعاليات كنسية تصل بذكرى القديس أثناسيوس الرسولي وشعاره وقيمه، بما يعز الهوية المسيحية المصرية ويعمّق الانتماء الوطني؛ إلا أن ذلك يتم ضمن إطار يحفظ احترام دور الكنيسة كبيت صلاة لا كمنصة سياسية. كما أُشير إلى أن الإيبارشية ترحب بكل أبناء مصر وتستقبلهم في ضيافة مناسبة، مع التزام بالمكان المخص المناسب لعبادة ولنشاطات الاجتماعية، بعيداً من أي تجاوز قد يمس قدسية أماكن الصلاة أو يخل بالنظام العام.
سيامة خمسة شمامسة جد في رتبة القسية لخدمة مذبح الرب
في إطار تعزيز الخدمة الكهنوتية وتلبية احتياجات الإيبارشية من رجال كهنة عموم، أعلنت الإيبارشية عن سيامة خمسة شمامسة جد في رتبة القسية. تأتي هذه الخطوة في سياق خطة رعوية تهدف إلى تعزيز حضور الكهنة على مذبح الرب وتوفير رصيد من الخدمات الكنسية لمناطق التابعة لمجمع الإيبارشية. وأكد الأنبا ميخائيل أهمية هذه السيامة كجزء من الاستعداد لتغطية نشاطات الكنيسة المختلفة، بما فيها التوعية والتعليم والتبشير وخدمة المجتمع، مع الإبقاء على روح الانضباط الكنسي وتوجيه العمل الرعوي نحو خدمة الناس والمحتاجين. وتابع الأب الأقباطي الحديث عن الحاجة إلى كهنة عموم قادرين على تلبية متطلبات الإيبارشية وتلبية احتياجات الشعب الروحية والاجتماعية على حد سواء. كما تم الإشارة إلى أن اختيار هؤلاء الشمامسة الخمس تم بمقتضى معاير الخدمة والتقوى، وأنهم سيباشرون رسالتهم الجديدة ضمن شبكة كهنة الإيبارشية لإيصال رسالة الخلاص والمحبة إلى جميع أبناء الإقليم.
رحلات المتحف المصري الكبير وتفاعل إيبارشية حلوان معها
ولم تغفل الجلسة الدعوة إلى تنظيم رحلات لمتحف المصري الكبير، كإحدى وسائل التلاقح الثقافي بين الروح والتاريخ. شد الأنبا ميخائيل على أن مثل هذه الرحلات يمكن أن تسهم في بناء جسر بين الإيمان والتاريخ المدرَس، وتُعز فهم المؤمنين لتراث المصري وتاريخ حضارته. وتُعتبر هذه المبادرة جزءاً من توجهات الإيبارشية لتوفير أنشطة تعليمية وترفيهية تواكب حياة المؤمنين وتثري معرفتهم بالهوية المصرية المشتركة. كما أُشار إلى أن تنظيم مثل هذه الرحلات يجب أن يتم بشكل مدروس وبما يراعى أطر السلامة والاحترام لمكان، وبأن تكون جزءاً من برامج التوعية الدينية والثقافية التي تستهدف في الأساس الفرد والمجتمع كلاً ليكونوا أكثر توازناً وانسجاماً مع قيم الإيمان. وقد أُلزم الجميع بالتنسيق المسبق وتحديد جداول زمنية مناسبة تضمن نجاح هذه الرحلات دون الإخلال بسير العمل الكنسي اليومي وخدمات الكنيسة الأساسية.
خلاصة التوجه الكنسي في إيبارشية حلوان بين الإيمان والخدمة
تبرز من خلال هذا القاء رؤية كنيسة إيبارشية حلوان والمعصرة وتوابعها إلى موازنة فعلية بين الحياة الروحية والتزامات الخدمة الاجتماعية والتعليمية. فقد تم التأكيد على أهمية التأملات الرسولية كمرشد لدعوة والرسالة والخدمة، وعلى أن الكهنة هم أبناء الكنيسة المسؤولون عن تعليم المؤمنين وتبشيرهم وتوعيتهم. كما جرى التأكيد على أن الكنيسة هي بيت لمحبة والوئام والضيافة، وتعمل وفق قيمها الوطنية وتحرص على أن تبقى بعيدة عن أي لون سياسي، مع توفير أماكن مناسبة لاستقبال المؤمنين وتفعيل الأنشطة في إطار يحفظ قدسية أماكن العبادة. وفي نهاية القاء، تم إعلان قرات عملية من بينها سيامة خمسة شمامسة جد وتخطيط رحلات ثقافية إلى المتحف المصري الكبير، بما يعز الترابط بين الإيمان والهوية الثقافية لمجتمع، ويؤكد دور إيبارشية حلوان كرافعة روحية واجتماعية في المنطقة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































