كتب: صهيب شمس
أصدرت دار الإفتاء المصرية توضيحاً رسمياً عبر موقعها الرسمي بشأن موضع ابتداء الصف خلف الإمام، رداً على سؤال ورد إليها حول حالة وجود مساحة ضيقة في الصف الأول أثناء الصلاة. تؤكد الدار أن ابتداء الصف في صلاة الجماعة يتم من خلف الإمام، حتى يكون الإمام متوسطاً الصف ومتمايزاً عن المأمومين من جهة اليمن واليسار. بهذا الترتيب يحظى كلّ من المأمومين بحظه من السمع والقرب من اله، كما تُشير إلى أن الكعبة تمثل مركز الأرض من حيث البركة لكل من حولها. وتؤكد الفتوى أن ترتيب الصف يهدف إلى تكامل المأمومين وتلاقيهم كجسد واحد في عبادة تجمعهم وتوحّد كلمتهم. تأتي هذه التوضيحات لتبيان آداب الصفوف في صلاة الجماعة وتحديد موضع الإمام من الصف الأول وصولاً إلى الصفوف الخلفية وفق منهج واضح يضمن انتظام الحركة والسماع والخشوع في المسجد.
ابتداء الصف خلف الإمام
يُبيّن النص أن ابتداء الصف في صلاة الجماعة يبتدئ من خلف الإمام، وذلك لضمان أن يكون الإمام في موضع المتوسط من الصف، متقدماً على المأمومين. عندما يحضر المأمون في المسجد وتام وجود فراغ في الصف الأول، فإن الترتيب الشرعي يقضي بأن يبدأ الصف الجديد من خلف الإمام وليس من جداره الجانبي فحسب. الهدف من هذا الترتيب هو أن يمتد الإمام في موضع المقدمة وهو يسبق المأمومين، فينشأ خلفه صفوف متساوية ومرتبة يكتمل بها السلوك والأذان بالقرب من الخشوع. وفي هذا السياق يُلاحظ أنه يتاح وجود من يقف على يمين الإمام ومن يقف عن يساره، بحيث يحصل كل واحد على نصيبه من السماع والقرب من البركة الإلهية. كما تُؤكد الدار أن الكعبة تشبه وسط الأرض في موقعها الذي يمنح الجميع حظهم من البركة عند الأداء الجماعي لعبادة.
ويؤكد الواضح من الحديث النبوي أن مقصود التوسّط هو وضع الإمام في مركز الصف لا كي يكون المأمون مساوين له في المركز، وإنما ليكون الإمام متقدماً عليهم مع وجود من يقف إلى جانبه من جهة اليمن ومن جهة اليسار. وهذا الوضع يساعد في تنظيم الصفوف ويمنع حدوث خل في الترتيب يجعل أحد المأمومين بعيداً عن موقع الإمام. وبناء على ذلك، تبرز فائدة الترتيب في تقليل الفراغات وتحقيق التماسك الجماعي أثناء أداء الصلاة، وهو ما يعز معنى الجماعة بوصفها شعباً واحداً متكتلاً أمام اله.
وتُعبِّر الإجراءات التي تُذكر عن كيفية وضع الإمام في الوسط بحيث يكون محاذياً إلى يمينه المأموم الأول، وإلى يساره مأموم آخر، لضمان وجود توازن عملي يمنح كل واحد فرصة جيدة لاستماع والتواصل الروحي مع الإمام وباقي المصلين. كما يُشار إلى أن وجود هذا النظام يساعد في استيعاب حركة الصف أثناء الصلاة، وتوزيع العمالة الروحية بشكل متوازن بين المصلين، وهو ما يُعزِّز أيضاً معنى “المLinejoin” والتكاتف بين الجميع.
فضيلة صلاة الجماعة
من أجل تعزيز روح الوحدة والتآلف بين المؤمنين، تبرز فضيلة صلاة الجماعة كجسد واحد في مجتمع المؤمنين. تمثل صلاة الجماعة مظهراً من مظاهر لَمِّ شمل المؤمنين وتوحيد كلمتهم، وإظهار حقيقة أنهم يدٌ واحدةٌ مُعتَصِمُون بحبل اله المتين. وتُركز النصوص على وجوب تنفيذ أمر اله تعالى في قوله سبحانه: ولَا تَفَرَّقُوا، ما يعز معنى الوحدة والتعاون بين المسلمين في المسجد وخارجه. وفي هذا السياق تُروى فضائل متعدة لصلاة الجماعة، منها أنه عاصمة من الشيطان وحزبه؛ فإقامة الجماعة تقوّي مناعة المجتمع المسلم وتصدُّ الشيطان ونزغه عن ارتكاب المعاصي والفساد. كما يرد في الحديث الشريف: “مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ إِلَّا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ.” وهذه النصوص تبرز قيمة الجماعة كدافع قوي لثبات في الدين والتزام بالعبادات.
كما يؤكد الحديث النبوي آخر أن صلاة الجماعة تفوق صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة، وهو تعبير يعكس عظمة الأجر المرتبط بإقامة الصلاة مع الآخرين. وبذلك تصبح صلاة الجماعة أكثر من مجرد أداء عبادي؛ إنها آلية اجتماعية تربط بين الناس وتوحدهم في حضرة اله، وتكون بمثابة بناء روحي متين يحد من الانفصال والتشت في المجتمع الإسلامي. وتُظهر هذه الفضائل أن الجماعة ليست مجرد عادة اجتماعية بل هي ركيزة من ركائز الحياة الروحية لمسلمين.
آلية ترتيب الصف حول الإمام
تُبيّن التعاليم أن موضع ابتداء الصف خلف الإمام ليس عشوائياً، بل هو نتيجة منطقية لتقويم الصفوف وضبطها وفق مركز الإمام. إذ يجب أن يكون الإمام في الوسط بين جناحي الصف، حتى يتيح وجود من يقف إلى يمينه ومن يقف إلى يساره. ويؤدي هذا الوضع إلى توازن عملي يتيح لكل مأموم فرصة مناسبة لانخراط في السماع والاقتراب من الحركة الروحية التي يقوم بها الإمام. وعندما يبدأ الصف الثاني في الصلاة، ينبغي أن يُركز على أن يقف خلف الصف الأول بشكل محاذٍ ليمين الإمام، ثم إذا حضر مصلّ آخر، يذهب إلى جهة يساره ليكون خلف من يلي الإمام. وهكذا يظل النظام قائماً وتظل حركة الصفوف متسقة، ما يحفظ النظام في المسجد ويعز الخشوع.
وتظهر الحاجة إلى الترتيب في أن الإمام ليس مجرد فرد يقف في مكان محد، بل دورُه يتيح تنظيم الصفوف وفق مرتبة معينة. فالوظيفة الأساسية لإمام هنا هي التقدم على المأمومين، وليس أن يكون في وسطهم كالمتماثلين، وذلك حتى يعطي الآخرين فرصة كاملة لسماع والمشاركة. عند اكتمال هذه الصورة، يستقر الصف ويتوازن صوتهم وقوفهم، وينتظم حضور الصف الأول، يليه الصف الثاني ثم الث بما يضمن الوصول إلى صفوف متكاملة تنسجم مع حركة الصلاة.
وعند وجود حضور إضافي الصفوف، يوضح الترتيب أنه عندما يحضر آخر، يجب أن يقف خلف الصف الأول بمحاذاة يمين الإمام، ثم إذا حضر ثالث ي مشابها، يقف إلى يساره كجزء من ترتيب خلف الإمام. هذا الترتيب يضمن أن يكون الإمام محاطاً بصفوف متوازنة من جميع الجهات، وبذلك يتحق التوازن البصري والروحي في أثناء أداء الصلاة. كما أن وجود هذه التنظيمات يسهل على المأمومين اتباع الحركة وتطبيقها بشكل دقيق في المسجد، خصوصاً في صلاة الجمعة أو الصلوات الجماعية الأخرى، حيث تزداد كثافة المَصلين وتزداد الحاجة إلى دقة الترتيب لتفادي الخل في الصفوف.
إرشادات عملية في ترتيب الصفوف
لإفادة العملية، تعلق الإرشادات بسلوك المصلين أثناء تواجدهم في المسجد. عندما يحضر شخص جديد، يجب أن يندمج في حركة الصف وفق النظام المذكور: يقف خلف المأموم الأول محاذياً ليمين الإمام، ثم إذا حضر آخر، يقف إلى يساره خلف من يلي الإمام. هذا الأسلوب يحق الاستواء والتجانس بين المصلين، ويحافظ على تماسك الصفوف في مواجهة التحديات التي قد تُحدثها المساجد المزدحمة. كما أن هذا التنظيم يساعد في إزالة الخل في الصفوف، وهو أمر مهم لظهور الصوت العذب لمصلين وخشوعهم في الصلاة.
ومن المهم أن يلتزم المصلون بهذا الترتيب في كل صلاة جماعة، خاصة في المساجد الكبيرة التي تشهد ازدحاماً مستمراً. التزام يساعد في تقليل الوقفات غير المتوقعة وتخفيف الحركات غير المبرة داخل الصفوف، ما يحافظ على هدوء المسجد ويتيح لجميع فرصة المشاركة في الصلاة بشكل منسجم وسلمي. بهذا الشكل، تبرز الفكرة الأساسية في ابتداء الصف خلف الإمام كعنصر بنائي في تنظيم المجتمع المسلم داخل المسجد، وهو ما يعز الروح الجماعية ويحق المعنى العملي لصلاة كعبادة جماعية تجمع المؤمنين على صلة واحدة باله.
تؤكّد هذه التوضيحات أن الهدف من ترتيب الصفوف ليس فقط اتباع شكلية، بل تكوين جسد واحد متكافئ يتفاعل مع الإمام ويستمع إلى كلام اله، بحيث تكتمل صورة الصف وتحق البركة من تكونه وتكامل أعضائه مع الإمام. في النهاية، يظل التزام بمبدأ ابتداء الصف خلف الإمام والتزام بترتي صفوفه العامل الأساسي في حفظ النظام والروحانية داخل المسجد، وهو ما يعز ثقة المصلين في إدارة أمور الصلاة الجماعية والحفاظ على قدسيتها في كل زمان ومكان.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































