كتبت: إسراء الشامي
يتقدم السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال في الجامعة العربية، بتأكيد واضح على أن التعاون العربي الصيني في مجال الإعلام ساهم منذ سنوات في وضع أس مهنية راسخة لبناء خطاب إعلامي متوازن ومسؤول يعكس قيم المجتمعين العربي والصيني، ويحق توازناً في عرض الأحداث وتعد وجهات النظر. وفي حديثه خلال فعاليات الدورة السابعة لملتقى التعاون الصيني العربي في مجال الإذاعة والتلفزيون، الذي استضافته الصين، جد خطابي التأكيد على أن هذا التعاون ليس مجرد تبادل خبرات عابر، بل هو إطار استراتيجي يعز المهنية في المرافعة الإعلامية ويشجع على تأسيس أساليب إنتاج تسم بالشفافية والمسؤولية. كما أشار إلى أن انعقاد الدورة السابعة من الملتقى يعكس عمق العلاقات وتماسكها، ويؤكد وجود لبنة جديدة في مسيرة الشراكة العربية الصينية التي تأست منذ توقيع مذكرة التفاهم المؤسة لمنتدى التعاون العربي الصيني عام 204، ومارست تأثيرها بإيجابية منذ ذلك الحين، وصولاً إلى القمة العربية الصينية التي عقدت في الرياض عام 202، والتي أُعطي بيان الرياض فيها أهمية كخارطة طريق لتعزيز الروابط بين العالم العربي وجمهورية الصين الشعبية. كما أكد أن ما تحق في مجال التعاون العربي الصيني في قطاع الإعلام السمعي البصري يمثل ترجمة واقعية لشراكة، حيث راكمت هذه العلاقة إنجازات ملموسة جعلت من الملتقى منصة حيوية لتبادل الخبرات والتباحث بشأن سبل التعاون في إنتاج الأفلام والمسلات والبرامج التلفزيونية التي تعكس القيم المشتركة وتروّج لثقافتين العربية والصينية بطريقة تعز التعايش وتفتح آفاق جديدة أمام الجمهور.
إطار تاريخي يعز التعاون العربي الصيني في الإعلام
تسهم هذه الفعالية الدورية في تعزيز أُطر التعاون التي تربط الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية في قطاع الإعلام بشكل عام، وبخاصة في مجالات الإذاعة والتلفزيون والسمعي البصري. فالتعاون العربي الصيني ليس وليد لحظة عابرة، وإنما مشروع طويل الأمد استند إلى مذكرة تفاهم تم وضعها قبل قرابة عقد من الزمن، ثم تطور إلى منتدى يساعد على تشكيل مسار عمل مشترك. وفي هذا السياق، يبرز بيان الرياض الذي صدر عن القمة العربية الصينية كمرشد عملي يحد خطوط التعاون ويؤطر العلاقات الثنائية بما يضمن استدامة وتنوع التعاون الإعلامي، عبر آليات تشاركية وحوار مستمر يفتح أبواباً لزيارات وتبادل الخبرات والبرامج التدريبية. وبناء على ذلك، فإن دورة الملتقى الحالية تشكل محطة تؤكد ترسيخ أس التعاون وتطويرها بما يتواءم مع التحولات العالمية في تقنية الإعلام والاتصال.
إنجازات ملموسة في القطاع السمعي البصري
لا يمكن إغفال أن التعاون العربي الصيني في المجال الإعلامي حفّز مساراً من الإنجازات الموسة في الإذاعة والتلفزيون والملحقات المرتبطة بها. فقد جاءت نتائج هذا التعاون، كما يؤكد المسؤولون، بمثابة منافع عملية تمتد إلى تقنيات الإنتاج والتوزيع والتسويق لمحتوى الإعلامي. وتبرز أهمية هذه الشراكة في تقديم فرص لتبادل الخبرات بين المؤسات الإعلامية العربية والصينية، ما أتاح إنتاج أعمال مشتركة تعكس القيم المتبادلة وتثري الثقافة العربية والصينية عبر منصات سمعية وبصرية واسعة. كما أن هذه الإنجازات لا تقتصر على الإنتاج فحسب، بل تشمل أيضاً إجراءات تنظيمية وتنموية تؤدي إلى تحسين جودة المحتوى وتطوير مقايس المهنية في العمل الإعلامي، وتوفير بيئة أكثر شفافية ومسؤولية على مستوى التغطيات والتعليقات والحوار العام. هذه النتائج تيح لمشغلي الإعلام في الدول العربية والصين أن ينهجوا أساليب جديدة في التغطية، وتوافر خبرات متبادلة في مجالات الإذاعة والتلفزيون والتقنيات المرتبطة بها، وهو ما يسهم في تقليل الهوة بين الإعلام في البلدين وتوطيد العلاقات المهنية القائمة بينهما.
التحديات والابتكار في الثورة الرقمية
لا يخفي الخطاب الرسمي أهمية التفاعل مع الثورة التكنولوجية والرقمية الكبيرة التي شملت كافة أوجه الإنتاج الإعلامي وتوزيعه. فأمام هذه الثورة تواجه المؤسات الإعلامية الصينية والعربية تحديات تقنية ومحتوى تطلب سرعة التفاعل والتطور المستمر، إضافة إلى التغيرات المستمرة في أنماط البث والطلب على المحتوى وتنوع المنصات. لذا يلاحظ المتابع أن تعزيز الانفتاح والاستفادة من التجربة الصينية الرائدة في هذا المجال يمثل خطوة ذات فاعلية كبيرة. وفي هذا الإطار، تشد المساعي المشتركة على أهمية رفع مستوى التدريب والكفاءة البشرية، وتوفير برامج مهنية متقدمة لعاملين في الإعلام لمواكبة ثورة الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في تحسين جودة الإنتاج وتطوير أساليب التوزيع. كما تبرز الحاجة إلى تشجيع المؤسات الإعلامية من الجانبين على تكثيف القاءات وتبادل الزيارات والزيادات في برامج التدريب، بما يسهم في بناء قدرات بشرية قادرة على التعامل مع أدوات العصر الرقمي وتحدياته بكفاءة ومسؤولية. كل ذلك يهدف إلى ضمان استمرارية مسار التعاون ومرونته في مواجهة أي تغيّرات مستقبلية قد تفرضها التقنية وتغيرات السوق العالمية.
دور الإعلام في بناء جسور الحوار والسلام واحترام الخصوصيات الثقافية
يؤكد الخطاب الرسمي أن الإعلام، خصوصاً قطاع الإذاعة والتلفزيون، يحمل دوراً محورياً في تشكيل وعي الجمهور وبناء جسور الحوار بين الشعوب. من هذا المنطلق، يسعى التعاون العربي الصيني إلى تعزيز قيمة الحوار والتفاهم عبر محتوى إعلامي يعكس الاحترام المتبادل لخصوصيات الثقافية ويشجع على تبني مبدأ السلام والتعايش. في زمن تزايد فيه التحديات وتنوع درجات التبعية التقنية، يبقى الإنتاج الإعلامي مسؤولاً عن نقل صورة متوازنة تسمح بفهم أعمق لآخر وتقل من الانغماس في التحيزات أو الاستقطاب. وتؤكد التجربة الراهنة أن التزام المؤستين الإعلاميتين العربية والصينية بتقوية الروابط وتبادل المعارف يعز التضامن بين وسائل الإعلام المختلفة، ويفتح آفاق جديدة لشراكات المهنية التي تساهم في تطوير المحتوى وتوسيع قاعدة الجمهور، بما يحق مبدأ الاحترام المتبادل والكياسة في تناول المواضيع الحساسة.
آليات التعاون وآفاق التطوير في منتدى التعاون الصيني العربي
يُعد ملتقى التعاون الصيني العربي في مجال الإذاعة والتلفزيون آلية تعاون تأست بشكل مشترك ضمن إطار منتدى التعاون الصيني العربي، وتُعقد فعالياته بشكل منتظم بمعدل مرة كل عامين. وقد شهد حتى الآن ست دورات ناجحة شاركت فيها جهات حكومية مسؤولة عن الإذاعة والتلفزيون من الصين والدول العربية، إضافة إلى وسائل الإعلام والشركات في قطاع السمعي البصري ومنظمات دولية، مثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية واتحاد إذاعات الدول العربية. وقد أسهمت هذه المنظومة في توقيع أكثر من خمسين اتفاقية تعاون شاملة، وإطلاق العديد من مشاريع التعاون العملي، ما جعله منصة فعالة لتعزيز الحوار والتعاون بين وسائل الإعلام الصينية والعربية. كما أن الملتقى لعب دوراً حيوياً في تعزيز التضامن الإعلامي بين الجانبين، وتطوير الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الصين والدول العربية، وهو ما يعكس إرادة مشتركة لمضي بثبات نحو آفاق أوسع من التعاون في المستقبل القريب. وفي هذا السياق، يظل الهدف الأساسي لواء الإعلام هو الحفاظ على مسار مستدام يعز البناء المشترك لخطاب الإعلامي المتوازن، ويدعم نشر قيم التعاون والاحترام وتبادل المعارف والخبرات بين الطرفين بما يخدم مصالح شعوب المنطقة بشكل عام.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































