كتب: سيد محمد
تعقد الوكالة الدولية لطاقة الذرية بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، المتمثلة في إدارة الإسكان والموارد المائية والحد من الكوارث – قطاع الشؤون الاقتصادية، اجتماعاً فنياً إقليمياً يأتي ضمن إطار تنفيذ خارطة الطريق العربية لتعاون في مجال الاستعداد لطوارئ الإشعاعية والاستجابة النوية والإشعاعية. يشارك في الاجتماع، الذي بدأ اليوم الإثنين 3 نوفمبر ويستمر حتى الجمعة القادمة، خبراء من الدول العربية والوكالة الدولية لطاقة الذرية، وذلك في إطار مشروع التعاون التقني الإقليمي لوكالة الدولية لطاقة الذرية. وأكد السفير/ د.علي بن إبراهيم المالكي، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، أن هذا الاجتماع يعكس التزام الدول العربية بتعزيز الأمن الإشعاعي والنوي وحماية الإنسان والبيئة من مخاطر الإشعات من خلال تطوير أطر التعاون العلمي والتقني مع المنظمات الدولية المعنية، وفي مقدمتها الوكالة الدولية لطاقة الذرية.
إطار التعاون العربي في مجال الاستعداد لطوارئ الإشعاعية والاستجابة النوية
تندرج هذه المبادرة ضمن سياق الجهود العربية المتواصلة لرفع جاهزية المنطقة في مواجهة الحوادث النوية والإشعاعية المحتملة، وتماشى مع استراتيجية الحد من مخاطر الكوارث العربية التي تغطي الفترة من 2018 إلى 2030. وتؤكد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن الاجتماع يهدف إلى الاستثمار في القدرات العربية المشتركة وتعزيز التكامل بين الدول الأعضاء في مجالات التأهب والاستجابة. ويأخذ التعاون الفني بين الدول العربية والجهات الدولية في الحسبان أفضل المارسات العالمية، في حين يسعى إلى تعزيز العمل الجماعي وتبادل الخبرات والتجارب بين الدول العربية والوكالة الدولية لطاقة الذرية والهيئة العربية لطاقة الذرية.
المحاور الفنية المرتبطة بالاستعداد لطوارئ الإشعاعية
يُعَرَض خلال الاجتماعات محوراً هاماً يركز على تقيم الأخطار النوية وتحديد السكان المعرضين لمخاطر وتقويم الآثار المحتملة. كما تناقش المحاور استراتيجيات الحماية القياسية والإجراءات الوقائية الازمة لحماية الصحة العامة والبيئة. كما ستضمن مناقشات استخدام أدوات النمذجة والتنبؤ بالانتشار الإشعاعي، ومراجعة شبكات الرصد الإشعاعي الوطنية والإقليمية كأداة أساسية لإنذار المبكر والاستجابة السريعة. إضافة إلى ذلك، ستولي النقاشات اهتماً خاصاً بآليات التواصل أثناء الأزمات وشفافية المعلومات والقدرة على إيصال الرسائل الصحيحة لمجتمعات المحلية والهيئات المعنية، فضلاً عن استخلاص الدروس المستفادة من الحوادث السابقة لتحسين الأنظمة والإجراءات مستقبلاً.
دور الجامعة العربية والجهات المعنية في تعزيز الأمن الإشعاعي
يؤكد القائمون على الاجتماع أن الدور المحوري لجامعة العربية يتجاوز التنسيق الدولي إلى تفعيل أطر التعاون الفني وتبادل الخبرات بين الدول الأعضاء. مع انعقاد الاجتماع في العاصمة النمساوية فينا، يعبر المشاركون عن اعتزازهم بالتعاون مع الوكالة الدولية لطاقة الذرية والهيئة العربية لطاقة الذرية، من أجل بناء قدرات وطنية وإقليمية في مجالات الاستعداد والاستجابة لطوارئ النوية والإشعاعية. ويعز الاجتماع منطق التكامل بين مؤسات الدول العربية المعنية بإدارة الموارد المائية والتخطيط الحضري والحد من المخاطر والكوارث، وهو ما يعز الثقة في قدرات المنطقة على التصدي لأي طارئ إشعاعي محتمل. كما تشد الأمانة العامة على أهمية الدعم الفني الذي تقدمه الوكالة والهيئة في تنفيذ خارطة الطريق العربية وتوفير الإطار المؤسي والكوادر الازمة لتطوير الأنظمة الوطنية والقدرات التشغيلية.
التنسيق بين الوكالة الدولية لطاقة الذرية والجهات العربية المعنية
تؤكد المصادر المشاركة أن الاجتماع جزء من مشروع التعاون التقني الإقليمي الذي تديره الوكالة الدولية لطاقة الذرية، والذي يهدف إلى تعزيز تبادل المعرفة وتعزيز القدرات التقنية في الاستعداد والاستجابة. وتبرز قيمة التنسيق مع الجهات العربية المعنية، بما في ذلك الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وقطاع الشؤون الاقتصادية وأصحاب العلاقة في مجال الإسكان والموارد المائية والحد من الكوارث، من أجل تطبيق آليات عمل مشتركة وموحدة تناسب مع خصوصيات الدول العربية وتحدياتها. كما يشير المشاركون إلى أن الاجتماعات ستساعد في وضع آليات لتقيم المستمر وتحديث الاستراتيجيات بما يضمن رفع جاهزية الأنظمة الوطنية وتفاعلها مع الإرشادات الدولية.
الأثر الإقليمي المتوقع والتزامات المستمرة
ينطلق المجتمعون من رؤية أن تعزيز القدرات العربية في مجال الاستعداد لطوارئ الإشعاعية سيقل آثار الكوارث المحتملة ويعز من قدرة المنطقة على التصدي لحوادث النوية والإشعاعية. ويُشار إلى أن الاجتماع يشكل خطوة مهمة في إطار التزامات العربية بتنفيذ الاستراتيجية العربية لحد من مخاطر الكوارث وتفعيل آليات التنسيق العربية لحد من مخاطر الكوارث، بما يسهم في رفع جاهزية المنطقة وتقليل الأضرار المحتملة. كما يبرز الدعم الذي تقدمه الوكالة الدولية لطاقة الذرية والهيئة العربية لطاقة الذرية كعنصر حاسم في تمكين الدول الأعضاء من اعتماد أفضل المارسات والمعاير الدولية في الأمن الإشعاعي والنوي.
التزامات وآفاق تعزيز التعاون العربي المشترك
تؤكد المصادر أن اجتماعاً كهذا يعز الاستثمار في القدرات العربية البشرية والتقنية، ويدفع بتطوير مشاريع وتدريبات تقنية مشتركة. كما يعز التفاعل مع المنظمات الدولية المعنية ويتيح وضع خط عمل ملموسة لتعزيز إدارة مخاطر الأشعة ومعالجة الأسئلة الفنية والوجستية المرتبطة بالطوارئ الإشعاعية. وفي ختام الفعاليات، من المتوقع أن تسفر مناقشات المحاور عن توصيات وإطار عمل يمكن عرضه على الدول العربية لتعزيز مستوى التأهب والاستجابة الوطني والإقليمي. يجسد الحدث أيضاً التزام الجامعة العربية والجهات المعنية بالتضامن والعمل المشترك من أجل بيئة آمنة وصحية ومستدامة لمواطنين والبيئة على حد سواء.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































