كتبت: إسراء الشامي
أكد رئيس مجلس النواب البناني نبيه بري أن حزب اله التزم بشكل كامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار، كما أشار إلى أن الجيش البناني نشر أكثر من 9 آلاف ضابط وجندي في منطقة جنوب اليطاني، وهو قادر على الانتشار على الحدود المعترف بها دولياً. وفي تصريح نقلته قناة القاهرة الإخبارية، أوضح بري أن السب الرئيس الذي يعرقل اكتمال هذا الانتشار هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الأراضي البنانية الجنوبية. كما كشف بري عما دار خلال زيارة الموفدة الأمريكية مورجان أورتاغوس لبيروت من نقاشات تمحورت حول موضوعين أساسين: الأول يتعلق بادعاءات إسرائيل حول استمرار تهريب السلاح من سوريا، والثاني يتعلق بالمفاوضات الجارية بين الجانبين. وفي ختام حديثه، أكد بري أن الادعاءات الإسرائيلية بشأن نقل السلاح عارية تماً من الصحة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة، التي تملك وسائل مراقبة متطورة عبر أقمار صناعية، تدرك جيداً أن تلك المزاعم غير صحيحة.
التزام حزب اله والواقع الميداني لنشر
أوضح بري أن حزب اله أبدى التزاماً كاملاً بمقتضيات وقف إطلاق النار، وهو التزام الذي يتم ترجمته على صعيد الميدان من خلال تحركات وتدابير تهدف إلى ضبط الوضع الأمني والتهدئة في المنطقة. يعكس التصريح رغبة حقية في الحفاظ على استقرار الجنوب البناني وتوفير بيئة مناسبة لانتشار المؤسة العسكرية وفقاً لاتفاقات المعقودة، بما يضمن الحفاظ على السلم الأهلي وتنظيم الحدود في ظل ظروفٍ حساسة يمر بها البلد. وفي هذا السياق قد يتبدى أن النبرة الرسمية تؤكد وجود ركيزة صلبة من التفاهمات التي تصب في مصلحة الحفاظ على الهدوء على صعيد الجنوب، وتؤكد أن المسار المتبع يلتزم بإطار اتفاق وقف النار المعلن. كما يندرج حديث بري في إطار ربط التزام العسكري بالاستقرار السياسي، وهو ما ينسجم مع المسار القائم الذي يحاول الجمع بين قدرات الجيش ومراقبة الوضع الأمني لضمان استمراره ضمن الحدود المتفق عليها.
الجيش البناني ينتشر في جنوب اليطاني: نطاق الانتشار والحدود
وضع نبيه بري الضوء على وجود انتشار فعلي لجيش البناني في منطقة جنوب اليطاني، حيث أشير إلى أن أكثر من تسعة آلاف ضابط وجندي باتوا متواجدين في تلك المنطقة الحيوية. يلفت هذا الوصف إلى قدرة المؤسة العسكرية على التمد والت presence على الأرض، بما يجعلها قادرة على المشاركة الفاعلة في حماية الحدود المعترف بها دولياً وتثبيت الاستقرار في محيط مستمر في تقلباته السياسية والتهديدات الأمنية. ويُفهم من خلال التصريح أن هذا الانتشار ليس هدفه إدخالية واسعة فحسب، بل إظهار جاهزية الجيش لانتشار وفقاً لحدود الرسمية المعترف بها التي تخص السيادة البنانية وتحديداً في منطقة جنوب البلاد. ويعكس هذا الوضع أيضاً قراءة اقتصادية وسياسية تذهب إلى أن الاستعداد العسكري العالي يمكن أن يساهم في الردع وفرض واقع آمن لمدنين والمؤسات وسط حالة إقليمية مضطربة. وعلى الرغم من وجود قوى خارجية تشارك في تموضع القوى الإقليمية، فإن الرسالة الأساسية تركز على قدرة الدولة البنانية على ضبط حدودها وتوفير مظلة أمنية واسعة داخل نطاق جنوبها.
الاحتلال الإسرائيلي كعائق أمام الانتشار الكامل
إلا أن بري أشار إلى أن العائق الأكبر أمام اكتمال هذا الانتشار يتمثل في استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الأراضي البنانية الجنوبية. وهذا يعني أن وجود الاحتلال يفرض قيود متفاوتة تعيق حركة القوات وتحديد مسارات انتشارها، وهو أمر يرى فيه مختلفون أن له تبعاتين دبلوماسيتين وأمنيتين: الأولى تعلق بتمديد حالة الاستقرار والثاني بتأثيره على قدرة الجيش البناني على الانتشار وفق ما تخط له القيادات. وفي إطار الحديث عن هذه العائق، يبرز أن أي تقدم في تطبيق بنود وقف النار يظل رهناً بمتابعة العلاقات الدولية والتطورات الإقليمية، خاصة في ظل وجود طرف إقليمي وربما دولي تُثار حوله مخاوف من أي تصعيد. وفي هذا السياق، يظل الهدف الأساسي تعزيز الاستقرار وتوفير بيئة آمنة لعيش اليومي لمواطنين في الجنوب، مع دعم فعل من قبل الدولة وأجهزتها لضمان أن تكون منطقة الحدود جزءاً من نظام أمني متين يحافظ على هدوء الميدان رغم التحديات.
مداولات الموفدة الأمريكية: أورتاغوس وتداعياتها
أما المحور الآخر الذي دار حوله الحديث وفقاً لبري فهو ما دار خلال زيارة الموفدة الأمريكية مورجان أورتاغوس لبيروت. فقد جرى نقاش موضوعين أساسين بخصوص ملفين يهمان الدولتين، الأول يركز على ادعاءات إسرائيل حول استمرار تهريب السلاح من سوريا، فيما كان المحور الثاني يخص المفاوضات الجارية بين الأطراف المعنية. وفي هذا السياق، بدا أن الأمريكين تحملون قناعة بوجود معطيات وتقديرات حول المسألة الأمنية، وهذا ما عكسه الحوار مع الموفدة الأمريكية حول قضايا حساسة تمس الأمن الإقليمي وتطورات النزاع على محاور مختلفة. ويشير ذلك إلى وجود متابعة أمريكية متواصلة لأحداث في المنطقة، مع وجود رغبة في بلورة مسار تفاوضي يأخذ في الاعتبار معطيات الواقع على الأرض والتزامات المتبادلة بين الأطراف المختلفة.
إدارة المزاعم الإسرائيلية وموقف واشنطن
وفي التحيد النهائي لادعاءات الإسرائيلية، أشار بري إلى أن تلك المزاعم حول نقل الأسلحة غير صحيحة على الإطلاق، واصفاً إياها بأنها غير دقيقة ومسيّسة. أضاف أن الولايات المتحدة، التي تمتلك وسائل مراقبة متطورة عبر الأقمار الصناعية، تدرك جيداً أن هذه الادعاءات غير صحيحة، وهو ما يعز لدى شريحة من الرأي العام تصوراً بأن هناك رغبة في تحسين الصورة الدولية أو التهوين من شأن ما يجري على الأرض. وفي هذا السياق، يبرز أن الموقف الأمريكي يتماشى مع خطاب يطلب البرهان وتوثيق الأدلة، وهو ما يعز الثقة في أن هناك متابعة جادة ومعلومات رصد دقيقة تفضي إلى كشف الحقيقة. وبناء عليه، يتم التأكيد على المبدأ القائل بأن التصريحات المعاكسة التي تناول مسألة السلاح تُرى من خلال عدسة الواقع الميداني والتقارير الاستخبارية والدولية، من دون الدخول في تفاصيل قد تكون جزءاً من خطاب سياسي أو دبلوماسي يهدف لإدارة الضغط والتأثير على مسار المفاوضات والجهود الهادفة إلى الاستقرار.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































