كتب: صهيب شمس
عقدت مصر والولايات المتحدة المسار الإفريقي من الحوار الاستراتيجي بين البلدين في القاهرة، مؤكّدتَين التزامهما المشترك بتعزيز الاستقرار والأمن والازدهار الإقليمي وفق بيان صدر عن السفارة الأمريكية مساء اليوم نفسه. وقد استضاف القاء وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وترأس الجانب الأمريكي كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون العربية والإفريقية مسعد بولوس، وضم الوفد الأمريكي نائب وزير الخارجية لإدارة والموارد مايكل ريجاس، وسفيرة الولايات المتحدة لدى مصر هيرو مصطفى جارج، والقائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة بل ليبيا جيريمي بيرندت، إضافة إلى مثلين عن إدارتَي مكافحة المخدرات الأمريكية وإدارة الجمارك وحماية الحدود التابعة لوزارة الأمن الداخلي. وتبيَّن من البيان أن الحوار رَكَّز على ثلاث مجالات رئيسية هي حل النزاعات وتحقيق الاستقرار، الأمن المائي، والتهديدات العابرة لحدود. كما أكدت واشنطن والقاهرة التزامهما المشترك بدعم السلام الدائم في ليبيا والعمل على تسوية النزاعات الإقليمية في السودان، وفي منطقة الساحل والقرن الإفريقي، وفي منطقة البحيرات العظمى. وقرّرا تكثيف الجهود من أجل التوصّل إلى هدنة إنسانية، وتوسيع نطاق إدخال المساعدات، وضع مسار نحو سلام مستدام في السودان، بما يتوافق مع رؤية الرئيس ترامب القائمة على “السلام من خلال القوة”. وبخصوص ليبيا، ركّزت المناقشات على جهود تحقيق الاستقرار وضع خريطة طريق سياسية لتوحيد المؤسات وتوسيع الفرص الاقتصادية. كما جرى تبادل وجهات النظر بشأن الجهود المشتركة لتعزيز اتفاق السلام بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، إضافة إلى قضايا أخرى مثل استقرار الصومال. كما ناقش الطرفان خطوات التعاون في إطار حوض نهر النيل، بما في ذلك الحاجة إلى تحليلات متقدمة لحوض النهر وتحسين مارسات إدارة المياه. وأكّد مثلو الولايات المتحدة إدراكهم لطبيعة المصيرية لاحتياجات مصر المائية وأهمية نهر النيل لشعب المصري، وشدّدوا على دعمهم لوصول إلى حل دبلوماسي يأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف. جدّدت مصر والولايات المتحدة شراكتهما في مواجهة التهديدات العابرة لحدود، بما فيها مكافحة الهجرة غير الشرعية، إضافة إلى جهود مكافحة الإرهاب ومكافحة المخدرات، وأشادت الولايات المتحدة بدور مصر كشريك أساسي في إحباط الهجرة غير الشرعية ومنع ومكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر. كما ناقش الجانبان تحديات الهجرة الإقليمية وسبل تعزيز جهود مصر لحد من الهجرة غير الشرعية نحو نصف الكرة الغربي والولايات المتحدة. وتناول الطرفان تعزيز التعاون من خلال أنظمة وبرامج تركّز على تبادل المعلومات المتعلقة بيانات المسافرين والبضائع. كما ناقش المشاركون فرص التعاون في الجهود والبرامج الإقليمية لمكافحة الإرهاب. وتقدمت واشنطن بمعلومات حول مسارات جديدة لتهريب المخدرات، بما في ذلك عبر القارة الإفريقية، وتبادل الطرفان أفكاراً لتعاون الإقليمي من أجل تبادل الخبرات وتطوير استراتيجيات المنع والمكافحة. وفي ختام الاجتماعات، عبّر الطرفان عن التزامهما بمواصلة هذه الجهود وتعميق الشراكة من أجل تعزيز السلام والأمن والازدهار في القارة الإفريقية.
أبعاد الحوار الاستراتيجي الأميركي المصري
تشير النُسخ الرسمية إلى أن الحوار الاستراتيجي الأميركي المصري يُمثل مساراً مكمّلاً لجهود المتبادلة لتثبيت الاستقرار الإقليمي. وتبرز فيه أطر تعاون محدّدة وغايات مشتركة تجاه قضايا حيوية مثل الاستقرار في ليبيا، تسوية النزاعات في السودان والمنطقة الأوسع، إضافة إلى معالجة التهديدات العابرة لحدود. وقد حرص الطرفان على أن تكون هذه النقاشات رافعة لتعزيز التعاون الأمني والإنساني والاقتصادي بما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما في الوقت نفسه.
ثلاث مجالات رئيسية حدها الحوار
ركز الحوار على حل النزاعات وتحقيق الاستقرار كهدفين مركزين، ثم الأمن المائي كمسألة حيوية لمليارات من السكان في المنطقة، إضافة إلى التهديدات العابرة لحدود التي تستدعي إجراءات مشتركة وتنسيقاً استخبارياً ومسبات استدامة. وقد أُكد أن هذه المجالات الثلاثة ستكون إطاراً لعمل خلال المسارات القادمة، مع إشارة إلى الأولويات التي ترتبط بمناخ سياسي داخلي وإقليمي لا يزال يتطلب تنسيقاً وتنسيقاً متجداً.
التزامات تجاه ليبيا والسودان والساحل والقرن الإفريقي
أكّد الجانبان التزامهما باستقرار ليبيا والعمل على وضع خريطة طريق سياسية توحّد المؤسات وتفتح الباب أمام فرص اقتصادية أوسع. كما جرى التأكيد على سعيهما إلى دعم السلام المستدام في السودان وتوطيد الاستقرار في مناطق الساحل والقرن الإفريقي وبقية مناطق البحيرات العظمى، مع الإشارة إلى أن هذه المسارات يجب أن تناغم مع مبدأ “السلام من خلال القوة” الذي يتبناه الرئيس السابق ترامب. كذلك استعرض القاء آفاق تعزيز السلام بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية كجزء من جهود إقليمية أوسع يهدف إلى تخفيض مخاطر النزاعات وفتح مسارات اقتصادية مستدامة لعد من الدول المتداخلة في المنطقة.
التعاون في الموارد المائية وحوض النيل
ناقشت مصر والولايات المتحدة خطوات التعاون في قضايا المياه وضع تصور لمستقبل مشترك في حوض النيل. وتطرقا إلى الحاجة إلى تحليلات متقدمة لحوض النهر وتحسين مارسات إدارة المياه لضمان تلبية الاحتياجات المائية المصرية وغيرها من الدول المتداخلة. وأكد الطرفان إدراكهما لطبيعة المصيرية لهذه المسألة، مع التأكيد على أن الحل الدبلوماسي الذي يحترم مصالح جميع الأطراف هو خيار أساسي ومطلوب في هذه المرحلة الحساسة. كما أشار الطرفان إلى أهمية مواصلة المنتدى بين الدول ذات العلاقة لضمان توازن المصالح وتبادل الخبرات في قطاع الموارد المائية.
مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب والمخدرات
تطرق الحوار إلى التحديات المرتبطة بهجرة غير شرعية عبر الإقليم، وتكثيف الجهود في مواجهة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر، والتصدي لإرهاب ومكافحة المخدرات. وأشاد الجانب الأميركي بدور مصر في إحباط الهجرة غير الشرعية ومنع مهربي البشر، مع الإعراب عن رغبة مشتركة في تعزيز التعاون في أنظمة وبرامج تبادل البيانات المتعلقة بالمسافرين والبضائع. كما بحث الجانبان آفاق التعاون في إطار برامج إقليمية تُعزّز قدرات الدول المعنية في مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة لحدود، إضافة إلى تبادل المعارف والخبرات في مجالات الوقاية والمراقبة وتبادل المعلومات.
التعاون الإقليمي وتبادل البيانات والجهود المستقبلية
أكّد الطرفان أهمية العمل على تعزيز توافق الرؤى والتنسيق بشأن قضايا الأمن الإقليمي ومكافحة المخاطر العابرة لحدود من خلال آليات تبادل البيانات والمعلومات المتعلقة بيانات المسافرين والبضائع. كما تطرقا إلى إمكانات توسيع نطاق البرامج الإقليمية التي من شأنها رفع مستوى التعاون في مكافحة الإرهاب والاتجار بالمخدرات وتبادل الخبرات التقنية وتطوير استراتيجيات الشراكة التي تجمع بين الشركاء الدولين والإقليمين. وتمت الإشارة إلى أن هذه الجهود ستوفر إطاراً لإعادة تقيم الاستراتيجيات بشكل دوري بما يخدم مصالح الدول المعنية ويؤمن استقرار المنطقة.
استمرار الشراكة وتوسيع آفاقها
أُعرب في الختام عن التزام البلدين بمواصلة العمل وتعميق الشراكة من أجل تعزيز السلام والأمن والازدهار في القارة الإفريقية. وفي هذه الحظة من التعاون، يظل الهدف الأسمى هو ترسيخ أس الاستقرار الإقليمي، وتنسيق الجهود في مواجهة التهديدات العابرة لحدود، وتوفير الموارد التي تيح لشعوب المنطقة أن تعيش في بيئة أكثر أمناً وازدهاراً. وتؤكد التصريحات أن الحوار الاستراتيجي الأميركي المصري ما يزال إطاراً فاعلاً لتعاون الثنائي والإقليمي، بما يعود بالنفع على مصالح البلدين وشعبيهما وعلى الاستقرار في القارة السمراء بشكل عام.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































