كتب: سيد محمد
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الإثنين، إذ حدّ صعود الدولار من مكاسب المعدن الأصفر، وذلك في ظل ضبابية السياسة النقدية الأمريكية وترقب توجهات الفيدرالي الأميركي خلال الفترة المقبلة. وأشار تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات إلى أن الأسعار في السوق المحلية ارتفعت بنحو 10 جنيهات، حيث سجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 5360 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بنحو 14 دولارًا لتصل إلى 4017 دولارًا. كما سجل عيار 24 نحو 6126 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 4594 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهبي عند 4280 جنيهًا. وكانت الأسعار قد تراجعت الأسبوع الماضي بنحو 20 جنيه محليًا و1 دولارًا عالميًا، لكنها لا تزال مرتفعة على أساس شهري بنسبة 3.3% في مصر و4% على المستوى العالمي.
تأثير الدولار والسياسة النقدية الأمريكية على حركة الذهب
أوضح التقرير أن الذهب يواجه صعوبة في مواصلة المكاسب القوية في ظل الدعم المستمر لدولار الأمريكي بعد أن خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع الإشارة إلى عدم وجود نية لمزيد من التيسير النقدي هذا العام. هذا الموقف عز قوة الدولار، وقيد شهية المستثمرين تجاه الذهب، في حين ساهم تحسن شهية المخاطر وارتفاع الأسهم العالمية في تقليل الطلب على أصول الملاذ الآمن. وبهذا الشكل يصبح المشهد في الأسواق أكثر ازدحامًا بالتفسيرات المتناقضة حول الطريق الذي ستسلكه السياسة النقدية الأمريكية، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على تحركات المعدن الأصفر.
التوترات التجارية والطلب المؤسي كعوامل داعمة ومحدِّدة
وأشار التقرير إلى أن تهدئة الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين حدّت من جاذبية الذهب كملاذ آمن في المدى القصير، لكن المعدن النفيس يظل مدعومًا بطلب مؤسي وبالمخاطر الجيوسياسية المستمرة التي تبقي الاتجاه العام صعوديًا على المدى الطويل. وفي هذا السياق أعلن البيت الأبيض عن اتفاق تجاري مؤقت مع بكين يتضمن تخفيف قيود التصدير الصينية على المعادن النادرة، مقابل تمديد واشنطن لتعليق بعض الرسوم الجمركية، وذلك عقب لقاء الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية. هذه التطورات ترك الباب مفتوحًا أمام سيناريوهات متعدة لحركة الذهب تبعًا لتقيم الأسواق لتطورات العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين.
ضغوط من الصين وتعديل ضريبة القيمة المضافة على الذهب
تحت تأثير القرار الصيني، واجه الذهب ضغوط إضافية بعد إعلان وزارة المالية في الصين عن خفض إعفاء ضريبة القيمة المضافة على الذهب المُشترى من بورصة شنغهاي لذهب وبورصة شنغهاي لعقود الآجلة من 13% إلى 6% بدءًا من الأول من نوفمبر 2025. وأشار بنك ANZ لأبحاث إلى أن القرار اعتبر خيبة أمل بالنسبة لمستثمرين الصينين، إذ يلغي ميزة ضريبية ساهمت في تعزيز تداولات السبائك، محذرًا من تداعيات محتملة على الطلب الاستثماري وسوق التجزئة في الصين، وهي أكبر مستهلك لذهب عالميًا. ونتيجة لهذا القرار، تراجعت أسهم شركات المجوهرات الصينية في الأسواق الإقليمية، حيث شهدت تشاو تاي فوك انخفاضًا بنحو 12% في هونغ كونغ، وتشاوا سانج بأكثر من 8%، ولاوبو جولد بارتفاع تجاوز 9%. وفي تحليل لسيتي جروب، رأى المحلون أن الشركات قد تضطر إلى رفع أسعار منتجاتها لتعويض تكاليف الضرائب الجديدة، وهو ما قد يضغط على الطلب الاستهلاكي في قطاع المجوهرات.
انعكاسات القرار على الشركات والأسواق وتوقعات المستقبل
مع استمرار الضغوط الضريبية في الصين وتطورات السياسة النقدية الأمريكية، تبقى صورة الذهب مزدوجة بين الدعم والضغط. يشير بعض المحلين إلى أن الطلب من Before Banks والمؤسات الاستثمارية ما زال قوياً في ظل مخاطر إغلاق حكومي أمريكي محتمل وتداعياته على الاقتصاد الأميركي. كما أن وجود طلب من البنوك المركزية العالمية يضفي عامل دعم إضافي على المعدن النفيس كأصل استراتيجي يحظى باهتمام محافظ الاستثمار حول العالم. في المقابل، فإن التكاليف الإضافية الناتجة عن التعديل الضريبي وتزايد تكاليف الإنتاج بالنسبة لشركات المجوهرات قد تفرض ارتفاعات طفيفة في أسعار المنتجات، وهو ما قد يحد من جاذبية الذهب كاستثمار سريع في المدى القريب.
الذهب ضمن نطاق ضيق وتكوينات السوق الراهنة
إجمالاً، يبدو أن حركة الذهب حاليًا في نطاق ضيق حول مستوى 40 دولار لأوقية، متأرجحة بين ضغوط الدولار والتغيرات الضريبية في الصين، وبين دعم مستمر من العوامل الجيوسياسية والطلب المؤسي. الأسواق ترقب إشارات جديدة من الفيدرالي الأمريكي ومؤشرات الاقتصاد الأمريكي لتحديد الاتجاه المقبل لمعدن النفيس. وعلى الرغم من الضغوط الناتجة عن السياسة الضريبية وتوقعات تشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة، يبقى الذهب واحدًا من الأصول التي يحافظ على جاذبيتها كملاذ آمن ورأس مال استراتيجي لعديد من المستثمرين حول العالم، خصوصًا في ظل التوترات الاقتصادية العالمية وتزايد المخاطر الجيوسياسية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































