كتب: سيد محمد
أعلنت وزارة الصحة والسكان عن تحقيق سلة من الإنجازات المرتبطة بتنفيذ التوصية الحادية عشرة ضمن النسخة الثانية من المؤتمر العالمي لسكان والصحة والتنمية البشرية لعام 2024، والتي تيح تعزيز منظومة التأمين الصحي الشامل. وتأتي هذه التوصية في إطار الجهود الرامية إلى الوصول إلى التغطية الشاملة، وتطوير منظومة الرقابة والجودة، وبناء منظومة صحيّة رقمية متكاملة. كما أكد البيان أن هذه الإنجازات تفتح صفحة جديدة في تنفيذ رؤية البلاد نحو صحة أفضل لمواطنين وتحسّن مستوى تقديم الخدمات الصحية عبر المحافظات المستهدفة. وتؤكد هذه النتائج أن التغطية الشاملة لمواطنين بات أقرب إلى الواقع، وأن الجهود مستمرة لوصول إلى أهداف النسخة الثة من المؤتمر PHDC’25.
التغطية الشاملة في المحافظات الست وتطوير الرعاية الأولية
أوضح الدكتور حسام عبد الغفار أن المرحلة الأولى من المنظومة تم تشغيلها في ست محافظات من أصلها الست هي: بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية، جنوب سيناء، أسوان، والسويس. وقد شهدت هذه المحافظات رفع كفاءة وتطوير أكثر من 30 منشأة صحية، شملت مستشفيات ومراكز طب أسرة، بما يعز وصول المواطنين إلى خدمات الرعاية الأولية بجودة موحّدة. كما تم تسجيل واعتماد غالبية المنشآت لدى الهيئة العامة لاعتماد والرقابة الصحية (GAHAR)، وهو الشرط الذي يضمن توحيد معاير الجودة وتطبيقها على مستوى المحافظات الست. وتأتي هذه الخطوات في إطار محوري التغطية الشاملة التي تستهدف توسيع نطاق الخدمات الصحية وربطها بنظام واحد يضمن عدالة الوصول وجودة الخدمة عبر مختلف المرافق.
التحول الرقمي وتوحيد المعاير في الخدمات الصحية
في محور التحول الرقمي، أفاد المتحدث بأن المنظومة الإلكترونية تم تفعيلها بالكامل في منشآت الرعاية الأولية بنسبة 10%. كما بلغ إجمالي السجلات الطبية الميكنة 4.38 مليون سجل، وهو ما يسهم في دقة البيانات وتسهيل تداولها بين مقدمي الخدمة. وتم تطبيق أدلة عمل إكلينيكية موحدة لضمان حصول المريض على نفس مستوى الجودة بغض النظر عن المنشأة التي يتلقى فيها العلاج. وتأتي هذه الإجراءات في سياق بناء نظام صحي رقمي متكامل يسهّل متابعة الحالات وتبادل المعلومات الطبية بين المؤسات بشكل آمن وفعّال.
تطوير الكوادر وتدريب مستمر لتعزيز الأداء الطبي
وأشار عبد الغفار إلى أن 3,4 دورة تدريبية إلزامية قد نُفذت، مع تصميم خط تدريبية متكاملة بناءً على الاحتياجات الفعلية لرفع كفاءة الكوادر الطبية. وتضمنت هذه الخط اعتماد برامج تدريبية متخصة بالتعاون مع شركاء النجاح مثل أكاديمية الأميرة فاطمة، وشركات الأدوية، والمنظمات الدولية، إضافة إلى بعض الجمعيات العلمية. كما تم اعتماد منشآت الرعاية الأولية وبعض الأقسام الطبية في المستشفيات كمراكز تدريبية خاصة بالبورد المصري. وتدل هذه الجهود على التزام مستمر بارتقاء المهارات المهنية وتوفير التدريب العلمي المستمر لضمان جودة الخدمات الصحية المقدمة لمواطنين.
النتائج الصحية والإنجازات السرية في الرعاية الأم والولادة
أشار المصدر إلى أن التزام بالبروتوكولات العلاجية وتدريب الطواقم الطبية أدى إلى انخفاض ملموس في نسب وفيات حديثي الولادة في الحضانات من 12% إلى 9%. كما جرى تشجيع الأطباء على تعزيز الولادة الطبيعية وتعميم استخدام أداة البـ’بارتوجرام’، مع زيادة الوعي المجتمعي حول أهميتها، ما أدى إلى خفض نسبة الولادات القيصرية إلى 37.7% في مايو 2025. هذه النتائج تبرز أثر التوجيهات الإكلينيكية الموحدة والتثقيف الصحي على تعزيز النتائج السرية وتقليل المخاطر المرتبطة بالإنجاب في السياق الصحي العام.
المبادرات الصحية والمبادرات المناخية والصحة الخضراء
في إطار الصحة العامة والمبادرات الصحية، انطلق 62 مبادرة وحملة توعوية صحية تمكنت من الوصول إلى أكثر من مليونين من المواطنين. كما تم تفعيل مبادرات لصحة أطفال المدارس من خلال الكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم، ما يعز الكشف المبكر والتدخل المبكر لدى فئة الطلاب. وفي إطار توجهات صحة المناخ والجهود نحو التحضر الأخضر، تم إنشاء 14 محطة لطاقة الشمسية في المنشآت الصحية، وجرى الاعتراف الدولي لمستشفين خضراوين هما: شرم الشيخ الدولي ومستشفى الرمد التخصي بورسعيد. كما وضع الوزارة خطة لترشيد استهلاك الطاقة حقت ترشيدًا يصل إلى 50% في بعض المنشآت، مع العمل على تطبيق الذكاء الاصطناعي في التشخيص وإعداد تطبيقات لدعم الأطباء، بالإضافة إلى تشغيل المستشفى الافتراضي بالإسماعيلية.
خدمات الدم والهيموفيليا والرعاية المتخصة ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل
إدراكًا لطبيعة المزمنة لمرض الهيموفيليا ومضاعفاته، أولت الوزارة اهتمامًا خاصًا بتوفير جميع الخدمات الازمة لتشخيص وعلاج ومتابعة المرضى من خلال استشارين متخصين في أمراض الدم، وإتاحة كافة الفحوصات المعملية الازمة، مع ضمان توفير العلاج الأمثل وفق المحدات العالمية، وإدراجه ضمن حزمة التأمين الصحي الشامل، إلى جانب توفير التدريب العلمي المستمر لكادر الطبي. وتؤكد هذه الإجراءات على التزام بسياسات التأمين الصحي الشامل وتوفير الخدمات المتخصة ضمن إطار التغطية الشاملة، بما يحسن مستويات الرعاية والحياة لمرضى المصابين بهذا المرض المزمن.
النتائج العامة والمواءمة مع رؤية مصر 2030
وختامًا، أشاد المتحدث الرسمي بأن هذه الإنجازات حقت رضا المنتفعين بنحو 90%، وقدمَت أكثر من 68 مليون خدمة طبية حتى الآن. وتُعد هذه النتائج خطوة أساسية في مسيرة بناء نظام صحي قوي ومستدام، يعز من الاستعدات الوطنية ويواكب أهداف رؤية مصر 2030. وتؤكد هذه التطورات التزام وزارة الصحة والسكان بالاستمرار في تعزيز التغطية الشاملة، وتطوير الرعاية الأولية، وتحديث البنى الرقمية والتدريب الطبي، لإرساء نموذج صحي مستدام يخدم المواطنين بجودة وكفاءة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































