كتبت: سلمي السقة
في العاصمة الأردنية عمان استُهلت الزيارة الرسمية بلقاء مهم جمع بين علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري، ونظيره الأردني المهندس صائب خريسات، وذلك في مستهل الدورة الجديدة لجنة المصرية الأردنية الزراعية المشتركة. تركز النقاش الأول على تعزيز العلاقات الزراعية المصرية الأردنية وتفعيل أطر التعاون بين البلدين، مع بحث مستفيض في آليات زيادة التبادل التجاري الزراعي والاستثمار المشترك، إضافة إلى تشجيع الاستثمار في المجال الزراعي بين مصر والأردن. كما جرى التطرق إلى تذليل العقبات التي تعيق انسياب حركة التبادل الزراعي وضمان تلبية احتياجات السوقين، مع التأكيد على تعزيز نقل التقنيات الحديثة في الري والزراعة الذكية وتبادل الخبرات الفنية لرفع كفاءة الإنتاج، فضلاً عن تفعيل الشراكة في مجالات الأمن الغذائي وتشجيع الاستثمار الزراعي بين القطاعين الخاصين في البلدين.
أطر التعاون الزراعي وآفاقه
واتفق الطرفان على أن تعزيز العلاقات الزراعية المصرية الأردنية يمثل منطلقاً ثابتاً لتدفقات تعاون مستدامة. كما تم التأكيد على أهمية التعاون في النقل التكنولوجي ورفع كفاءة الإنتاج من خلال تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة في الري والزراعة الذكية. وتناول القاء تقوية آليات التعاون في مجالات الأمن الغذائي وتفعيل الاستثمار الزراعي المشترك، بما يعز قدرات البلدين في مواجهة التحديات الإقليمية المرتبطة بالغذاء والمناخ. وفي إطار ذلك، تَباحث الجانبان حول سبل تعزيز التجارة الزراعية وتسهيل إجراءاتها وتوسيع حجمها بما يلبّي احتياجات السوقين ويعكس روح الشراكة.
الجنة المشتركة كإطار تنسيقي رئيسي
أكدا على أن الجنة المشتركة تمثل إطاراً محورياً ومهماً لتنسيق المستمر بين الجانبين لمواجهة التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في المنطقة. كما تم الإشارة إلى أهمية عقد اجتماع يجمع بين بعض المستثمرين ورجال الأعمال المصرين والأردنين، لتشاور وبحث فرص الاستثمار الزراعي بين البلدين وتحقيق الأمن الغذائي المشترك. وقد عبر الوزيران عن تطلعها لاستمرار التعاون وتوسيع آفاقه بما يخدم مصالح الشعبين الشقين، ويعز الدور العربي المشترك في مجالات الأمن الغذائي والاستدامة الزراعية.
ختام الدورة الفنية الزراعية المشتركة
شهد الوزيران ختام أعمال الدورة الثامنة لجنة الفنية الزراعية المشتركة المصرية- الأردنية، والتي استضافتها الملكة الأردنية الهاشمية في إطار اتفاق بين الرؤى والأهداف المشتركة. وتولى رئاسة اجتماعات الجنة على مستوى كبار المسؤولين الفنين الدكتور سعد موسى، نائب رئيس مركز البحوث الزراعية والمشرف على العلاقات الزراعية الخارجية من الجانب المصري، وعطوفة المهندس محمد الحياري، أمين عام وزارة الزراعة الأردنية عن الجانب الأردني. وقد أكد الطرفان أن هذا الاختام يعكس توافقاً كاملاً في الرؤى والأهداف ويمهد لخريطة طريق جديدة لتعاون الزراعي بين البلدين الشقين.
التوصيات والآفاق المستقبلية لتعاون
أبرزت المباحثات توصيات مهمة تعكس روح التعاون بين البلدين. من بين هذه التوصيات التأكيد على زيادة حجم التبادل التجاري الزراعي، وإبداء الرغبة في إقامة شراكة استراتيجية لتعاون في إنتاج البذور وتقاوى المحاصيل الاستراتيجية، إضافة إلى الأسمدة. كما تضمن الحوار عقد دورات تدريبية لكوادر الأردنية في مجالات حيوية مثل مكافحة الآفات ومعاملات ما بعد الحصاد. كما أُشير إلى أهمية عقد اجتماعات ثنائية فنية لتقريب وجهات النظر وتسهيل إجراءات تسجيل المبيدات والأسمدة والبذور، إضافة إلى إعداد مشروع مذكرة تعاون لتبادل الخبرات في مجال الزراعة العضوية. وفي إطار التعاون البيئي الزراعي، أُعلن عن موافقة الجانب الأردني على تنظيم زيارة وفد فني في نهاية ديسمبر المقبل لاعتماد المحجر البيطري المصري لتصدير الخيول التابع لقوات المسلحة، ولمعاينة المنشآت المصرية الراغبة في تصدير لحوم الدواجن المجمدة لسوق الأردني.
التسهيل الفني وتطوير الإطار الإداري
مُثِلت الإجراءات العملية جانباً محورياً من النقاشات، حيث أُبرزت أهمية عقد اجتماعات فنية ثنائية تقرّب وجهات النظر وتسرّع إجراءات تسجيل المبيدات والأسمدة والبذور. كما تضمن المسار إعداد مذكرة تعاون تُعنى بتبادل الخبرات في مجال الزراعة العضوية، وهو ما يعكس رغبة مشتركة في رفع معاير الإنتاج والزراعة المستدامة في كلا البلدين. وتؤكد هذه النقاط على التزام المشترك بتطوير الأطر الإدارية والتشريعات الازمة لتسريع التعاون وتسهيل حركة الاستثمارات الزراعية.
التعاون الأمني الغذائي والاستثمار المشترك
أشار الطرفان إلى أن التعاون الزراعي بين مصر والأردن يمثل ركيزة أساسية لتعزيز الأمن الغذائي العربي المشترك. في هذا السياق، أشاد فاروق بالجهود المثمرة لبناء الفني الرفيع من جانب الجنة، معبراً عن شكره وتقديره لجانب الأردني وحسن الضيافة. كما أكد أن التوجيهات المستمرة من قيادتي البلدين تساهم في تعزيز التكامل والتنسيق بما يخدم مصالح الشعبين الشقين ويعز مسار العمل العربي المشترك في مواجهة تحديات الغذاء والمناخ والتنمية المستدامة. وتُعد هذه الرسائل بمثابة دعم سياسي واقتصادي يعزّز منظومة التعاون الزراعي والنظام الغذائي العربي المشترك.
إشادة وتقدير بالمسار القيادي
وقد عبر وزير الزراعة المصري عن تقديره العميق لدور القيادي لكلا البلدين، مؤكدًا أن العلاقات المصرية الأردنية تمثل نموذجاً راسخاً لتعاون العربي المخلص. وتناولت الكلمات تبادلاً لتهاني وتقدير فخامة رئيس الجمهورية إلى جلالة الملك، مع الإشارة إلى الاستمرار في تعزيز التعاون الزراعي بما يخدم مصالح الشعبين ويعز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات المشتركة في الغذاء والمناخ والتنمية المستدامة.
الفعالية القادمة ومشاركة الوزير في الحوار الإقليمي
ومن المقر أن يشارك علاء فاروق أيضاً في فعاليات الحوار الإقليمي رفيع المستوى حول تمكين المرأة والوصول لتمويل لتعزيز الزراعة الدائرية في المنطقة العربية. ستضم هذه الفعالية حضوراً لعد من وزراء الزراعة والأمن الغذائي بالدول العربية، وهو ما يعكس استمرار التزام مصر والأردن بتعزيز التعاون الزراعي وتطويره بمشاركة أطراف إقليمية ودولية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































