كتبت: فاطمة يونس
أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن افتاح دورته الخامسة بعرض فيلم العملاق لمخرج البريطاني-الهندي روان أثالي، وهو سيرة حياة بطل الملاكمة نسيم حميد الذي يحمل الهوية الإنجليزية واليمنية. سيُعرض الفيلم لمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتاريخ 4 ديسمبر 2025، وهو يشارك في بطولته الفنان المصري-البريطاني أمير المصري. من خلال قصة العملاق، يسرد العمل مسار هذا البطل الملهم من بداياته المتواضعة وصولاً إلى بلوغ العالمية وتحقيق ألقاب رياضية بارزة، مع التركيز على الرحلة التي أوصلته إلى مصاف أبرز رموز الملاكمة في الملكة المتحدة. يعكس الفيلم أيضاً العلاقة العميقة مع مدرّبه الإيرلندي بريندان إنجل والدور المحوري الذي لعبه في بناء مسيرته الرياضية الباهرة. كما يسعى العمل إلى إظهار التكامل بين المواهب العربية والإنتاجات العالمية من خلال حضور مثلين عالمين إلى جانب نجوم عرب، وسط سياق يحكي قصة كفاح وتحد وإصرار.
يركز الفيلم على تفاصيل حياة نسيم حميد ومسيرته الرياضية الملهمة، فينقل المشاهد من طفولته المتواضعة إلى رحلته نحو بطولات العالم وتاريخ طويل من الإصرار والتحدّي. يعرض العمل بالتفصيل التحديات التي واجها رياضياً واجتماعياً، خصوصاً مع وجود عنصر العنصرية والكراهية تجاه الإسلام التي شهدها ثمانيات وتسعينيات القرن الماضي، ما يجعل من قصته نموذجاً لتحول من محناً المجتمع إلى إنجازات رياضية تستحق الاعتراف العالمي. يعز الفيلم هذا الخيط بالرومانسية العملية لعلاقة بين البطل ومدرّبه، وهو الدور المحوري الذي لعبه المدرب بريندان إنجل، حيث تمثل هذه الشراكة نقطة ارتكاز في مسيرة نسيم حميد والنجاحات التي حقها. إن حضور هذه الشراكة في العمل يتيح لمشاهد فهم تأثير الإرشاد الرياضي والتزام المهني على صناعة بطل عالمي.
ويؤكد الإعلان عن افتاح الدورة الخامسة لمهرجان أن اختيار فيلم العملاق ليس مجرد عرض سينمائي، بل هو احتفاء ذو صدى فني بالمواهب الإقليمية التي أظهرت حضورها القوي في الإنتاجات السينمائية العالمية. يبرز الفيلم قدرة بطل عربي عالمي في رياضة الملاكمة وتفوقه على الصعوبات عبر قصة كفاح طويلة، ترويها شخصيات العمل وتكثفها أحداثه. كما يسعى إلى تقديم نموذج بارز عن الاعتزاز بالهوية الوطنية وفتح آفاق جديدة أمام القص العربية لتصل إلى جمهور عالمي. تُظهر هذه الخطوة التزام المهرجان بمسار يربط بين الوطن العربي وسينما العالم، ويعز حضور المبدعين العرب ضمن الإنتاجات الدولية، مع الإبقاء على قيم التميز والإبداع في قلب التجربة الفنية.
وفي إطار تصريحات رسمية من المؤسة المنظمة، أشار فيصل بالطيور، الرئيس التنفيذي لمؤسة البحر الأحمر السينمائية، إلى أن اختيار فيلم العملاق يعبّر عن احتفاء عميق بالمواهب الإقليمية ويؤكد قدرة القص العربية على تناول قضايا إنسانية ورياضية ذات طابع عالمي. وأوضح أن قصة الأمير العربي حميد تعكس إرادة الإنسان عندما يواجه التحديات ويفتح أبواب النجاح أمام شريحة أوسع من الجمهور، وهو أمر يبرز قوة السينما العربية كقوة مؤثرة على المشهد العالمي. تأتي هذه الرؤية لتؤكد أن الإنتاجات العربية لم تعد مقصورة على محيط محدود، بل بات لها حضور متنامٍ بجوار نجوم عالمين في سياق سرد قصي يلامس قضايا الهوية والإصرار والنجاح.
وتحتفي مدينة جدة، عروس البحر الأحمر، بعرض أفضل إنتاجات السينما العربية والعالمية في إطار مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. يضم البرنامج فئات وأقسام متنوعة تستقطب في كل دورة أفلام من مختلف أنحاء العالم فقط، وتبدأ عروضه من الكنوز السينمائية الدفينة المرمّمة بأحدث تقنيات العرض، وتنتهي بعروض لأفلام المواهب الواعدة. ويهدف البرنامج إلى توفير منصة لصناع السينما لاكتشاف فرص جديدة وتبادل الخبرات مع جمهور يزداد شغفاً بمشاهد سينمائية رفيعة المستوى. كما يتيح المهرجان مساحة لتسليط الضوء على قص من العالم العربي إلى جانب أعمال دولية، وهو ما يعكس التوجه الإستراتيجي نحو تعزيز التبادل الثقافي والإبداعي وتوسيع الرقعة التي تصل إليها صناعة السينما العربية.
في سياق السير نحو مستقبل أكثر اتساعاً، يواصل مهرجان البحر الأحمر تعزيز دوره كمنصة تجمع بين التجارب المحلية والإشعاع العالمي. ترسخ جدة كمركز ثقافي يرحّب بالسينما كقوة تواصل لا تعرف الحدود، وتُعدُّ الدورة الخامسة محطة مهمة على طريق تمكين قص ملهمة من جميع بقاع العالم، خصوصاً تلك التي تبرز بطولة وشجاعة شخصية مثل نسيم حميد من خلال فيلم العملاق. يعكس هذا التوجه حرص المهرجان على أن تكون قاعدة العلاقات بين الفنانين والمشاهدين أكثر تفاعلاً وأن تكون الأعمال المعروضة بمثابة نافذة تُفتح على تجارب بشرية غنيّة ومتنوعة. وإنه لمن المتوقع أن تواصل الفعالية استقطاب جمهور واسع من عشاق السينما، وتفتح الباب أمام نقاشات فنية عميقة حول مسارات رياضية وثقافية جديدة، بما يخدم تعزيز قيم الإبداع والهوية في عالم تسارع فيه وتيرة الإنتاجات السينمائية.
تختم هذه الرؤية بأن مهرجان البحر الأحمر يدعو إلى فهم أوسع لفنون السرد السينمائي، مع التقدير لقيمة القص التي تقودها بطولات فردية وتستند إلى علاقات إنسانية راسخة، كما هو الحال في العملاق الذي يعرض قصة حياة نسيم حميد وتفاصيل علاقة البطل بمدربه ودوره في مسيرته الحافلة. وتؤكد الفعالية مرة أخرى أن جدة تظل مدينة التقاء لصناع الأفلام والجمهور، وأن الدينامية الإبداعية في المنطقة تواصل كتابة فصول جديدة في تاريخ السينما العربية والعالمية من خلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































