كتب: صهيب شمس
دشنت مديرية الشؤون الصحية بمحافظة قنا عداً من عيادات الدعم النفسي داخل وحدات ومراكز الرعاية الأولية على مستوى المحافظة، في إطار سعياً مستمرًا لتحسين جودة الحياة لمواطنين وتوفير خدمات الصحة النفسية في بيئات قريبة ومألوفة. وأوضح الدكتور أحمد محمود صادق، وكيل وزارة الصحة بقنا، أن العيادات الجديدة بدأت العمل بكل من وحدة المراشدة الريفية بإدارة الوقف الصحية، ومركز عائشة المرزوق بإدارة قنا الصحية، ومركز طب أسرة جراجوس بإدارة قوص الصحية، وذلك لتقديم خدمات الدعم النفسي لمواطنين في بيئات قريبة وسهلة الوصول. وأشار إلى أن هذه العيادات ستقدم العديد من الخدمات الطبية والنفسية المهمة، من بينها الكشف المبكر عن الاضطرابات النفسية، وإدارة الحالات النفسية، والتثقيف الصحي النفسي، مشيرًا إلى أن الهدف من تشغيلها هو تخفيف الأعراض النفسية، وتعزيز المهارات الشخصية، وتنمية القدرات المختلفة، وتحقيق الاستقرار النفسي لفرد، ودعم التكيف الأسري والمجتمعي. كما أكد صادق أن افتاح وتشغيل عيادات الدعم النفسي يأتي تنفيذًا لتوجيهات وزارة الصحة والسكان بضرورة دمج خدمات الصحة النفسية ضمن منظومة الرعاية الأولية، بما يسهم في تحسين جودة الحياة النفسية لمواطنين والارتقاء بمستوى الخدمات داخل وحدات الرعاية الأساسية. وأشار إلى أن الفرق المشاركة تلقت تدريبًا مكثفًا في العيادة المركزية بالوزارة على أيدي أطباء متخصين في الطب النفسي، بما يضمن تقديم رعاية صحية آمنة ودقيقة لمتردين على تلك العيادات، مؤكدًا استمرار المتابعة الميدانية لضمان تقديم أفضل خدمة مكنة لمواطن القنائي. من جانبها، أوضحت الدكتورة إيناس فاروق مدير إدارة الرعاية الأساسية بمديرية الصحة أن الإدارات الصحية المعنية قامت بتنفيذ كافة التجهيزات الفنية والتدريبية والوجستية لتشغيل العيادات، مع تأهيل الفرق الطبية من خلال برامج تدريبية متخصة تُمكّنهم من التعامل مع الحالات النفسية بمهنية عالية. وأضافت أن العيادات تم دعمها بفرق طبية مؤهلة قادرة على تقديم خدمات نفسية متكاملة توافق معاير الجودة والرعاية الصحية الشاملة.
المواقع التي تشهد تطبيق خدمات الدعم النفسي وتوسعها في قنا
تأكيداً لمبدأ الوصول العادل إلى الرعاية الصحية، تقر تشغيل عيادات الدعم النفسي في ثلاث مناطق حيوية هي الوحدة الريفية بالمراشدة ضمن إدارة الوقف الصحي، ومركز عائشة المرزوق في نطاق إدارة قنا الصحية، وأخيراً مركز طب أسرة جراجوس ضمن إدارة قوص الصحية. هذا التوزيع يهدف إلى تقليل الحواجز الجغرافية أمام الخدمات النفسية وتوفير رعاية متخصة قريبة من المواطنين لاسيما في القرى والمناطق التي تحتاج إلى تعزيز وجود خدمات الرعاية الأولية المتقدمة. كما ينسجم ذلك مع خط دمج الصحة النفسية في الرعاية الأولية، بما يفتح آفاق أوسع لتوفير الدعم النفسي بصورة مستمرة وميسورة. ويعكس اختيار هذه المواقع حرص الوزارة على الوصول المباشر إلى شرائح المجتمع وتقديم رعاية مناسبة لظروف المحلية، مع التزام بمعاير الجودة والسلامة في تقديم الرعاية النفسية. وتُظهر خطوة افتاح العيادات في هذه المواقع الثلاثة التزام الجهات الصحية بإتاحة خيار صحي نفسي متكامل لمواطنين في سياق يدمج الصحة النفسية ضمن منظومة الرعاية الصحية الأولية، وهو ما يسهم في تعزيز الثقة في النظام الصحي وتسهيل التفاعل مع الخدمات الطبية المتخصة عند الحاجة. يتوازى ذلك مع خطة مدروسة لتوسيع نطاق الخدمة تدريجياً في بقية الإدارات الصحية بمختلف المناطق بما يضمن الاستمرارية وتوفير رعاية عالمية المستوى وفق متطلبات الجودة المعتمدة.
الخدمات المقدمة وآليات العمل في عيادات الدعم النفسي
تُعنى عيادات الدعم النفسي بتقديم حزمة من الخدمات الأساسية التي تركز على الوقاية والعلاج والتثقيف الصحي النفسي. وتشمل الخدمات الأساسية فحصاً مبكراً لكشف عن الاضطرابات النفسية المحتملة، إلى جانب إدارة الحالات النفسية الشائعة وتقديم خط متابعة فردية تناسب مع ظروف كل مريض. كما تشتمل الخدمات على التثقيف الصحي النفسي الذي يساعد المجتمع في فهم الصحة النفسية وتبديد الوصمة المرتبطة بمشاكلها. يتم ذلك عبر فرق طبية مؤهلة مدربة على التعاطي مع الحالات النفسية بمهنية عالية وتقديم رعاية آمنة وفق المعاير المعتمدة. وتعد هذه العيادات جزءاً منظومة متكاملة تركز على السلامة والخصوصية وتوفر بيئة استقبال مناسبة لمواطنين، بما يسهّل الإبلاغ عن الأعراض مبكرًا ويعزّز من فرص التدخل المبكر الذي يحد من تفاقم الاضطرابات. كما تؤكد الجهات الصحية أن التدريب المستمر لفرق الطبية سيتواصل، بما يضمن رفع كفاءة الرعاية وتطوير مهارات التعامل مع الحالات النفسية وتكيفها مع احتياجات المجتمع المحلي. وتُسهم هذه الإجراءات في بناء ثقة المجتمع بخدمات الصحة النفسية وتأكيد التزام الوزارة بتقديم رعاية صحية آمنة وشاملة في بيئة الرعاية الأولية، وهو ما يعز قبول المجتمع لهذه العيادات ويشجع على استخدام الدعم النفسي عند الحاجة.
أهداف البرنامج والتأثير المتوقع على المجتمع
ت Nouا أهداف هذا البرنامج في إطار تعزيز جودة الحياة النفسية لمواطنين وتحسين واقع الرعاية الصحية الأولية. فالإجراءات المعلنة تسعى إلى تخفيف الأعراض النفسية المرتبطة بمختلف الاضطرابات، وتكوين مهارات شخصية لدى الأفراد تُمكنهم من التكيف بشكل أفضل مع الحياة اليومية. كما يهدف المشروع إلى تعزيز الاستقرار النفسي لفرد وتطوير قدراته المتنوعة، إضافة إلى دعم التكيف الأسري والمجتمعي في بيئة مستقرة وآمنة. بالاعتماد على هذه الرؤية، فإن التشغيل المبكر لعيادات الدعم النفسي داخل وحدات ومراكز الرعاية الأولية يسهم في الحد من التحديات النفسية على المستوى الفردي والجماعي، ما يعز من جودة الحياة ويدعم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لمجتمع المحيط. علاوة على ذلك، فإن دمج خدمات الصحة النفسية في منظومة الرعاية الأولية يهدف إلى رفع مستوى الخدمات داخل وحدات الرعاية الأساسية وتوفير رعاية متكاملة وشاملة لمواطنين، وهو ما يعكس التزام الوزارة بتطوير منظومة صحية متكاملة وقادرة على الاستجابة لاحتياجات المتنوعة لمجتمع. مع وجود خط متابعة وتقيم ميدانية مستمرة، يتوقع أن تكون لهذه الخطوة آثار إيجابية على مؤشرات الصحة النفسية وعلى قدرة المجتمع على التعايش مع التحديات النفسية بشكل أكثر وعيًا ومرونة.
التدريب والجاهزية والجودة والمتابعة الميدانية
أشار الدكتور أحمد محمود صادق إلى أن الفرق المشاركة في العيادات قد تلقت تدريبات مكثفة في العيادة المركزية بالوزارة بقيادة أطباء متخصين في الطب النفسي، ما يضمن تقديم رعاية صحية آمنة ودقيقة لمتردين على العيادات. وتأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز الجودة والتزام بمعاير الرعاية الصحية الشاملة. كما أكدت الدكتورة إيناس فاروق أنها أشرفت على تجهيز الإدارات الصحية المعنية وتجهيزاتها الفنية والتدريبية والوجستية الازمة لتشغيل العيادات بنجاح، مع تهيئة الفرق الطبية من خلال برامج تدريبية متخصة تُمكّنهم من التعامل مع الحالات النفسية بمهنية عالية. وتضيف أن العيادات دعمت بفِرَق طبية مؤهلة قادرة على تقديم خدمات نفسية متكاملة وفق أعلى معاير الجودة. وتؤكد الجهات المختصة أن هناك متابعة ميدانية مستمرة لضمان تقديم أفضل خدمة مكنة ولرصد أي تطورات تحتاج إلى تعزيز إضافي. وتُبرز هذه المتابعة التزام السلطات الصحية بتوفير رعاية متواصلة وفعالة لمواطنين، مع التزام بضمان سلامة وجودة الخدمات المقدمة داخل وحدات الرعاية الأولية في محافظة قنا.
التجهيزات الفنية والوجستية وتوفير الموارد البشرية
أعلنت الإدارات الصحية المعنية أنها أنهت تنفيذ كافة التجهيزات الفنية والتدريبية والوجستية الازمة لتشغيل العيادات بكفاءة، مع تأهيل الفرق الطبية من خلال برامج تدريبية متخصة تُمكّنهم من التعامل مع الحالات النفسية بمهنية عالية. وتؤكد المصادر أن العيادات تدعمها فرق طبية مؤهلة تمتع بقدرات متكاملة في تقديم الدعم النفسي، بما يضمن معيارية تقديم الرعاية وتماشيها معاير الجودة والمرضية الشاملة. وتأتي هذه الجهود في سياق تعزيز بنية الرعاية الأولية في المحافظة وتوفير آليات يسهل من خلالها الوصول إلى خدمات الدعم النفسي، مع التزام بتوفير بيئة آمنة تحافظ على خصوصية المتردين وتلبي احتياجاتهم الصحية بشكل فعّال ومهني. وبالتوازي مع ذلك، تستمر المتابعة الميدانية لضمان استمرارية تقديم الخدمة وتحسينها وفق مخرجات التقيم المستمر، بما يعز من قدرة العيادات على تحقيق أهدافها في دعم الصحة النفسية لمواطنين في قنا.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































