كتب: صهيب شمس
سجلت الملكة المتحدة خلال عام 2024 ارتفاعاً حاداً في عد طلبات الجوء وفق بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، حيث بلغ عد الطلبات 108 آلاف طلب لجوء، بزيادة قدرها 28 في المئة مقارنة بعام 2023 الذي بلغ 84 ألفاً. وهذا المستوى يمثل أعلى طلبات لجوء في أوروبا وفق البيانات المتاحة، وتجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 103 آلاف طلب في عام 202. كما سجلت الملكة المتحدة نحو 4 ألف محاولة دخول غير شرعي خلال 2024، معظمها عبر عبور القنال الإنجليزي، مقارنة بـ37 ألفاً في 2023. وتوضح البيانات أن أكثر من 10 آلاف طالب لجوء جاءوا من باكستان في العام نفسه، بينما جاءت أفغانستان وإيران في المرتبتين الثانية والثة بأكثر من eight آلاف طلب لكل منهما. ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن الزيادة في بريطانيا فاقت ما شهده عد من الدول الأوروبية الأخرى، حيث شهدت فرنسا وألمانيا انخفاضاً في عد طلبات الجوء خلال الفترة نفسها. كما أشار إلى أن الرقم المسجل في 2024 يتجاوز الرقم القياسي السابق في 202، وهو ما يعز حال الق من تداعيات الهجرة غير النظامية والضغوط على النظامين الوطني والهجرة في الملكة المتحدة. وفي سياق متصل، أثارت هذه الأرقام مخاوف جديدة بشأن أزمة عبور المهاجرين عبر القنال الإنجليزي (المانش) والقدرة الحكومة على الحد من الوصول غير الشرعي. وكان رئيس الوزراء السير كير ستارمر قد اعترف في سبتمبر الماضي بأن حزب العمال “تجاهل” قلق البريطانين من أعداد المهاجرين غير الشرعين، مؤكدًا أن دخول البلاد والبقاء فيها بشكل غير قانوني “أصبح سهلًا لغاية”. وتظهر البيانات أن نحو 4 ألف محاولة دخول غير شرعي سُجلت في الملكة المتحدة خلال عام 2024، مقابل نحو 37 ألفاً في 2023، وهو ما يعز من نقاشات السياسات المرتبطة بالهجرة وسبل ضبط الحدود. وبالنظر إلى أعداد طالبي الجوء من باكستان، تبين أكثر من 10 آلاف طالب لجوء قدموا من هذه الدولة، فيما جاءت أفغانستان وإيران في المرتبتين الثانية والثة، بأكثر من 8 آلاف طلب لكل منهما، وهو ما يبرز تباين الجنسيات التي تستضيفها الحماية الدولية في الملكة المتحدة.
أعلى طلبات لجوء في أوروبا: قراءة في النتائج
تؤكد الأرقام التي نشرتها OECD أن بريطانيا سجلت في 2024 أعلى مستوى على الإطلاق من طلبات الجوء عند 108 آلاف طلب، وهو رقم يفوق ما سُجل في دول القارة الأوروبية الأخرى خلال الفترة نفسها. ينتج عن هذا التطور سؤالين رئيسين: الأول يتعلق بمدى تأثير هذه الارتفاعات على سياسات الهجرة البريطانية، والثاني يتعلق بالأولويات التي ستعتمدها الحكومة البريطانية في معالجة ملف الجوء والجوء غير النظامي. رغم أن الارتفاع يبرز كظاهرة ميزة لبريطانيا مقارنة بالدول الأوروبية الكبرى التي شهدت انخفاضاً في عد الطلبات، يبقى من المرشد أن الأرقام تفتح باً لنقاش حول آليات الاستقبال وإجراءات التحق والتسريع في إجراءات الجوء، إضافة إلى آليات رصد العبور غير القانوني والمخاطر المرتبطة بها.
تفاصيل الأرقام بحسب OECD
بحسب بيانات OECD، بلغ إجمالي طلبات الجوء في الملكة المتحدة 108 آلاف طلب خلال عام 2024، ما يمثل ارتفاعاً سنوياً قدره 28 في المئة مقارنة بعام 2023 الذي شهد 84 ألف طلب. كما أظهرت البيانات أن نحو 4 ألف محاولة دخول غير شرعي سُجلت خلال 2024، ومعظمها عبر عبور القنال الإنجليزي. إذاً، لا يتعلق الأمر بارتفاع في الطلبات فحسب، بل أيضاً بارتفاع في عد المحاولات لوصول بطريقة غير قانونية إلى الأراضي البريطانية. وفي الوقت نفسه، يلاحظ أن أكثر من 10 آلاف من طالبي الجوء قدموا من باكستان، بينما كان كل من أفغانستان وإيران في المرتبتين الثانية والثة بأكثر من 8 آلاف طلب لكل منهما. هذه المعطيات تعكس تبايناً واضحاً في خلفيات طالبي الجوء وتوزيعهم عبر قارات العالم، وتفتح نافذة على التحديات التي تواجها الملكة المتحدة في إدارة ملف الهجرة.
المقارنة مع الدول الأوروبية الأخرى
على النقيض من بريطانيا، شهدت فرنسا وألمانيا انخفاضاً في عد طلبات الجوء خلال الفترة نفسها بحسب التقرير. وبهذا، فاقت زيادة الملكة المتحدة معدلات الدول الأوروبية الأخرى في ما يخص طلبات الجوء والارتفاع العام، ما يحوّل بريطانيا إلى محور رئيسي لنقاش السياسي والحقوقي في سياق الهجرة والجوء. هذه المقارنة تبرز أن المسألة ليست محلية فقط، بل هي جزء من مشهد أوروبي يتغير بتغير السياسات والتدفقات الإنسانية. وتؤكد البيانات أن بريطانيا تبقى وجهة رئيسية لطالبي الجوء، لكنها مع ذلك تواجه تحديات تعلق بالحد من الوصول غير الشرعي وخدمات الاستقبال والدمج.
أبعاد الأزمة عبر القنال الإنجليزي والانعكاسات السياسية
أدى ارتفاع أعداد طالبي الجوء والارتفاع الملحوظ في المحاولات غير الشرعية إلى إعادة طرح الأسئلة حول مدى فاعلية الإجراءات المتخذة لحد من عبور القنال ومنع الوصول غير القانوني. في هذا السياق، تطرح الأنباء السياسية مخاوف جديدة تعلق بقدرة الحكومة على إدارة تدفقات الجوء وتوفير الحماية وفق معاير إنسانية وشفافية، كما تٌطرح أسئلة حول كيفية تفعيل سياسات جديدة أو تعديل السياسات القائمة بما يضمن التوازن بين التزامات الإنسانية ومتطلبات الأمن والهندسة الاقتصادية والاجتماعية لمجتمعات المستقبلة لمهاجرين.
أبرز الدول المنشأ لطلبات في 2024
تسجل البيانات أن باكستان كانت من بين الدول التي قدم مواطنوها عدًا كبيرًا من طلبات الجوء خلال 2024، حيث بلغ عد طالبي الجوء من هذه الدولة أكثر من 10 آلاف حالة. وفي المرتبتين التاليتين، جاء الأفغان والإيرانيون، حيث تجاوز كل منهما 8 آلاف طلب. هذا التوزيع يشير إلى بواعث وهويات مختلفة لطالبي الجوء، ويؤشر إلى انعكاسين: الأول على المستوى الإنساني الدولي، والثاني على التحديات التي تواجها الملكة المتحدة في معالجة هذه الحالات وتحديد وضعيات الحماية وفترة الإقامة ومنح الجوء.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































