كتب: أحمد خالد
في إطار المتابعة الدبلوماسية لأوضاع السودانية وتداعياتها المحتملة على الاستقرار الإقليمي، صدر توضيح رسمي من مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشئون العربية والإفريقية، حول إمكانية عقد لقاء قد يجمع بين عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، ومحمد حمدان دقلو المعروف بـحميدتي، قائد قوات الدعم السريع، وذلك خلال وجودهما في واشنطن. وأشار بولس في تصريحات صحفية أُدلت بها بحضور القاهرة 24 إلى أن الولايات المتحدة لم تعلن عن أي لقاء محتمل حتى الآن. كما أوضح وجود تواصل مع الطرفين بشكل منفصل، مؤكداً أن هذه الاتصالات لم تطرأ عليها مفاوضات حتى الحظة، مع التعبير عن الأمل في التوصل إلى اتفاق قريباً إذا ما توفرت الظروف والإرادات الملائمة. هذه التصريحات تسلط الضوء على مسار دبلوماسي يظل مفتوحاً وتخضع له مجموعة من الاعتبارات والظروف التي تحكم في حركة الأطراف السودانية نحو أي محطة حوار محتملة.
لقاء البرهان وحميدتي في واشنطن… الحديث عن مسار قادم دون إعلان رسمي
قال مسعد بولس إن المسألة المرتبطة بـ “لقاء البرهان وحميدتي” لم تدخل بعد طور الإعلان الرسمي من قبل واشنطن، وهو ما يعكس حذراً سياً معمولاً به في قنوات التفاوض والدبلوماسية الأمريكية عند تناول ملفات معقدة مثل الوضع السوداني. وفيما يخص أي إمكانية لقاء في واشنطن، أشار إلى أنه لم يتم الإعلان عن أي ترتيب أو جدول زمني حتى الآن. هذا التوضيح يعكس رغبة الطرف الأمريكي في إبقاء المسار بمرونة وتحت سقف التوقعات، مع الإبقاء على قنوات الاتصال الحية مع الطرفين بشكل منفصل. وفي هذه النقطة يظهر أن الحوار ليس في مرحلة التفاوض المباشر ولا يدخل في مسارات اتخاذ القرار النهائي، رغم وجود تقاطعات وتباينات محتملة لا بد من التعامل معها بحذر.
وجود تواصل مع الطرفين بشكل منفصل وتثبيت حدود المفاوضات
تأكيد وجود قنوات تواصل منفصلة مع البرهان من جهة، ومع حميدتي من جهة أخرى، يشير إلى أسلوب تفاوضي يعتمد على معالجة القضايا بشكل ثنائي قبل أن يدخل أي حوار في إطارٍ جماعي أو رسمي. وهذا الأسلوب يعكس أيضاً حساسية الملف السوداني وتعد أوجه، إذ أن كل طرف يحافظ على خطوطه وتفسيره لموقف بشكل مستقل. وفضلاً عن ذلك، فإن الإشارة إلى أن هذه الاتصالات ليست مفاوضات في لحظة الإعلان، توحي بأن المراجعة والتمحيص والتنسيق بين الأطراف لا تزال هي السمة الأساسية لعمل، حتى يكون هناك مبر واضح لدخول أي مسار تفاوضي رسمي. وهذا يعز من احتمالات أن تكون القاءات المحتملة مقيدة بزمن وتوقيت يراجع فيه الطرفان مصالحهما وتقيمهما لظروف الراهنة.
لم تكن هناك مفاوضات بشأن ذلك ونأمل في التوصل لاتفاق قريبًا
أكد المسار الإعلامي لمسألة عدم وجود مفاوضات جارية حتى الآن، وهو مؤشر مهم على أن ما يثار من إشارات حول لقاء محتمل يبقى في إطار الاستعدات وتبادل وجهات النظر وليس في إطار صفقات أو اتفاقات نهائية. هذا التصريح يتضمن أيضاً رسالة أمل وتوقع بأن يمكن الوصول إلى تفاهم خلال مرحلة لاحقة من الحوار، بشرط أن توافق الأطراف وتهيأ الظروف الملائمة. وهو ما يعكس منطق العمل مع ملفات معقدة تطلب وقتاً إضافياً لمراجعة والتقيم وتحديد المصالح المشتركة والفروقات المحتملة بين الطرفين، قبل الدخول في أي صيغة تفاوضية رسمية.
الأولويات الأمريكية في هذه المحطة الدبلوماسية تظهر بوضوح من خلال التصريحات
في ضوء التصريحات التي صدرت عن كبير مستشاري ترامب، يبدو أن واشنطن تابع التطورات في السودان بعناية وتحرك وفق نهج تقشفي يهدف إلى ضبط المسار وتحديد القواعد الأساسية لعمل الدبلوماسي. إذ أن تصريحات مثل هذه توافر فيها إشارات عن تمسك واشنطن بمبدأ الحوار كخيار وحيد لوصول إلى حلول، مع الحرص على ألا تكون هناك خطوات عجالة تقود إلى نتائج قبل الأوان. كما أن الحضور الإعلامي عبر قناة صحفية مثل القاهرة 24 يعز من وضوح الرسالة ويتيح لجمهور فهم النقاط الأساسية التي تحكم في مسار العلاقات الأمريكية السودانية. وبهذا المعنى، قد تجه الأنظار إلى طبيعة ونوعية القاءات المستقبلية وكيفية ضبطها ضمن إطار زمني محد وتحت شروط قد تسمح بتقدم ملموس في مسار الحوار.
ربط المسألة بإطار الحوار وتطوراته المحتملة في المستقبل القريب
من وجهة نظر المراقبين، التصريحات الأخيرة تضع إطاراً عاماً لتطور المسألة، وتفريغها من أي دلات مبكرة عن إنجازات أو نتائج نهائية قبل أن توفر عناصر واضحة ومشترك عليها. وهذا يفتح باً لنقاش حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستلعب دوراً قيادياً في الدفع نحو تفاهم بين الأطراف السودانية، أم ستكتفي كونهامل دور الرصد والتسهيل في هذه المرحلة. وبغض النظر عما إذا كان هناك لقاء محتمل أم لا، يبقى الإطار العام في مسار الحوار هو الأساس، وهو ما أكدته تصريحات بولس حين أوضح أن هناك تواصلاً مع الطرفين بشكل منفصل وأن الأفق نحو اتفاق قريب ليس بعيداً عن باب الاحتمالات.
التأثير المحتمل لهذه التصريحات على المشهد السوداني والإقليمي
على المستوى النظري، تحمل مثل هذه التصريحات رسائل تؤثر في ديناميكيات المشهد السوداني، وتحديداً في علاقتها بالجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى استقرار الوضع في البلاد. فوجود تواصل أمريكي مع الطرفين بشكل مستقل وعدم الإعلان عن أي لقاء محتمل حتى الآن يترك باً لقراءة متأنية حول الترتيب الزمني لخطوات القادمة، وكيف يمكن أن يتدرك الطرفان المسارات المكنة التي تؤدي إلى فتح باب الحوار بشكل رسمي. كما أن وجود مثل هذه التصريحات يمكن أن يخلق أجواء من الانضباط واليقين في سلوك الأطراف المعنية، بما يساهم في تخفيف التوتر وتوفير مناخ سياسي قد يمهد لخطوات عملية في المستقبل.
خريطة الطريق المحتملة وفق التصريحات وتوقيتها
إذا جرى ترتيب لقاء محتمل في واشنطن أو في مكان آخر في المستقبل، فإن السياق الذي تضعه التصريحات يمكن أن يشير إلى أن الطريق نحو اتفاق سياسي قد يتطلب خطوات تدريجية تضمن التزاماً من الطرفين وتوافقاً على القضايا الجوهرية. وفي حال وصول إلى نقاط تفاهم فإنها ستخضع لمراجعة دقيقة وتنسيق مع الجهات المعنية، إلى حين إعلان رسمي يوضح طبيعة المحاور والجدول الزمني وآليات التنفيذ. وفي كل الأحوال، يظل المفتاح في استمرار التواصل وعدم الانقطاع وتحق قدر كافٍ من الثقة المتبادلة لترجمة أي تفاهم إلى خطوات ملموسة على الأرض. وهذا ما أكدت عليه التصريحات من حيث وجود قنوات اتصال منفصلة وعدم الدخول في مفاوضات حالياً، مع رفع سقف الأمل بأن يترجم ذلك إلى واقع قريب إذا استدعت إليه الظروف والآراء المشتركة.
تذكير بالتحديد: مسار واضح دون إعلانات مبكرة
يظل الموقف الرسمي المشار إليه في التصريحات، بأن لا إعلان عن لقاء محتمل، بمثابة تذكير بأن السياسة الدولية تطلب ضبطاً وتحديداً زمنياً في مساراتها. فالتعامل مع ملف سوداني حساس لا يعتمد على سرعة التصعيد أو الإعلان، بل على ضبط التوقيت والدقة في اختيار القنوات والدعائم التي تضمن استدامة الحوار وفعاليته. والجديد هنا أن وجود تواصل مع الطرفين بشكل منفصل يحافظ على هذه القاعدة، ويعكس رغبة الأطراف في الحفاظ على مسار هادئ يُمكّن من بناء الثقة تدريجياً تمهيداً لأي خطوة قد تطرأ في المستقبل.
خلاصة الظرف الراهن وتوقعات المستقبل القريب
مع استمرار الحديث عن إمكانية لقاء البرهان وحميدتي وتأكيد عدم وجود إعلان رسمي، يبقى الباب مفتوحاً أمام احتمالات مختلفة قد تغير وفق المعطيات السياسية والظروف على الأرض. إلا أن الرسالة الأساسية التي تحملها تصريحات بولس هي أن الحوار هو الخيار المدعوم وليس التفاوض الجاري في لحظة التصريح، وأن هناك حرصاً أمريكياً على متابعة التطورات وتقديم مسار يحظى بالقبول من الأطراف المعنية. في النهاية، تبقى الصورة مفتوحة على احتمالات متعدة، مع تأكيد أن وجود قنوات اتصال منفصلة وعدم الانخراط في مفاوضات حالية يشير إلى مرحلة تمهيدية لحوار، وليست مرحلة التفاوض النهائي.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































