كتب: صهيب شمس
استقبل الدكتور أيمن رشاد الشهابي، محافظ دمياط، اليوم الإثنين، الدكتور نظير محمد عياد مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون مع دار الإفتاء في دمياط وتوثيق أواصر التواصل بين المحافظة ودار الإفتاء المصرية. كما جرى تناول سبل دعم العمل الدعوي والمجتمعي بما يسهم في خدمة المواطن المصري، وتعزيز وعيه وبناء استقراره النفسي والأسري. وفي ختام القاء، ألقى فضيلته كلمة في الندوة العلمية التي عقدت بجامعة دمياط، بما يعز من آفاق التعاون بين المؤسة الدينية والجامعة وتطبيق مفاهيم الإفتاء في واقع المجتمع. تعتبر الزيارة في مجملها خطوة نحو ترسيخ أطر التعاون والتنسيق مع دار الإفتاء المصرية وتحديد آليات لدعم الخدمات الشرعية والتوعوية المقدمة لمواطنين في المحافظة.
أطر التعاون وتبادل الخبرات بين المحافظة ودار الإفتاء
وعُقد القاء في جو من الحوار البناء حول أطر التعاون وتبادل الخبرات بين جهة العمل الرسمية في المحافظة ودار الإفتاء المصرية، حيث تركزت المناقشات على سبل تعزيز العمل الدعوي والمجتمعي بما يعز رسالة الإفتاء في خدمة المواطن وتوفير قاعدة معلومات رصينة تساهم في استقرار المجتمع. وعبر الطرفان عن ارتياحهما لنتائج الأولية التي توصلت إليها المناقشات، مؤكّدين أن تعزيز التعاون مع دار الإفتاء في دمياط يمكن أن يحفز على تنظيم جهود التوعية والتربية الدينية بشكل منهج يراعي خصوصيات المجتمع المحلي ويضمن وصول الرسالة الشرعية إلى الشرائح كافة. كما جرى التأكيد على ضرورة وجود آلية موحدة لاستقبال الاستفسارات الشرعية وتوجيها نحو قنوات الإفتاء المعتمدة بما يحفظ دقة المعلومة ويقصر المسافة بين طالب الفتوى والمتلقي لها بشكل فعّال ومؤثر.
فرع دار الإفتاء في دمياط كخيار استراتيجي لتواصل المعرفي
ومن جانبه، ناقش المحور الخاص بإمكانية إنشاء فرع لدار الإفتاء المصرية بمحافظة دمياط باعتباره مركزاً جامعاً لجهود العلمية والتدريبية والمجتمعية. تم التأكيد أن وجود فرع محلي سيكون له أثر ملموس في تقديم خدمات شرعية متكاملة تلبي احتياجات المواطنين، وتساهم في رفع مستوى الوعي الشرعي الرشيد وتدعيم الثقة بالمؤسات الدينية. كما أشير إلى أن الفرع المقترح قد يعمل كقناة فعالة لنقل الخبرات والدورات التدريبية والتوجيهات الشرعية إلى أبناء المحافظة، بما يعز قدراتهم على التعامل مع المستجدات الاجتماعية والاقتصادية بصورة متزنة ومتوازنة. وقد أبرز المشاركون في القاء أن مثل هذا الفرع يمثل نقطة تواصل مهمة بين المؤسة الدينية والمجتمع المحلي، ما يعز قيم الحوار وبناء المعرفة الصحيحة التي يعتمد عليها المواطن في اتخاذ قراته اليومية.
مستوى الدور الإفتائي وتطور مهام دار الإفتاء
وأوضح فضيلة المفتي أن دار الإفتاء المصرية لم يعد دورها يقتصر على مجرد استطلاع هلال الشهور فحسب، بل أصبح لديها دور شامل يتضمن مهام تربوية وتوعوية وتثقيفية واجتماعية متعدة. وتحدث عن أن الدار تستقبل مئات الاستفسارات يومياً من خلال إداراتها المختلفة التي تغطي الفتوى الشفوية والهاتفية والإلكترونية. كما أشار إلى أن لدور الإفتائي أبعاد عملية في المجتمع تعلق بتوفير حلول لمشكلات يومية متداولة وتخفيف التوترات العائلية والمالية عبر منظومة قوامها الدقة والموضوعية والتزام بالأخلاق الإسلامية الصحيحة. وفي هذا السياق، أكد المفتي أن الرؤية المتكاملة لدار لا تستهدف فقط تنشئة وعي ديني صحيح، بل بناء إنسان واعٍ قادر على التميز بين الحقيقة والزيف واستقاء المعرفة من مصادر موثوقة.
مواجهة التطرف والإسلاموفوبيا والدور الاجتماعي
وشرح المفتي أن دار الإفتاء تعمل من خلال مركز سلام لدراسات ومرصد دار الإفتاء لفتاوى التكفيرية والشاذة في مواجهة ظواهر التطرف والتشد والإسلاموفوبيا. كما أشير إلى مساهمة الدار الكبيرة في حل النزاعات الأسرية والمالية بين الأفراد والمؤسات والشركات، مع التشديد على أن ذلك كله يتم ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى نشر الوعي الديني الرشيد وبناء الإنسان الواعي. وتأتي هذه الجهود في إطار سعي دار الإفتاء إلى تقديم نموذج يوازن بين الثقة بالموروث الديني والقدرة على استيعاب التطورات المعاصرة، بما يحق رسالة الاستقرار المجتمعي والروح الوطنية.
رؤية فرع دمياط في نقل الخبرات وتحصين المجتمع
وأعرب المفتي عن تطلعاته بأن يكون فرع دار الإفتاء في دمياط صوتاً معرفياً فاعلاً ينقل الخبرات والمهارات إلى المواطنين، مع حرص على تقديم الخدمات الشرعية الدقيقة في إطار من الحزم والشفافية. كما لفت إلى مخاطره المحتملة عند الاعتماد على مصادر معلومات غير دقيقة أو غير موثوقة عبر الوسائط الرقمية، محذّراً من أن تراجع مصادر التأسيس المعرفي التقليدية كالمسجد والمدرسة والكتاب والأسرة يجعل الناس أكثر عرضة لضلال، ما يجعل من الضروري بناء وعي معرفي منضبط يقوم على التفكير النقدي والتميز بين الحقيقة والزيف. هذه الرؤية تنطلق من إيمان بأن التثقيف الديني الرشيد هو أساس الاستقرار المجتمعي، وأن نشر المعرفة الصحيحة يعز الثقة في المؤسات الدينية ويحد من الفتن والتفسيرات المغلوطة.
تصريحات المحافظ وتأكيد التزام بإقامة فرع دار الإفتاء في دمياط
من جانبه، رحّب الدكتور أيمن رشاد الشهابي، محافظ دمياط، بفضيلة مفتي الجمهورية، معرباً عن سعادته بقدومه إلى المحافظة وتقديره لدور التربوي والتوعوي الذي تضطلع به دار الإفتاء في خدمة المجتمع عامة، والشباب على وجه الخصوص. وأكد المحافظ أهمية العودة إلى المصادر الموثوقة في استقاء المعلومات، خاصة في ظل ما وصفه بأزمة وعي سبها انتشار المعلومات المغلوطة عبر الوسائط الحديثة. وأعرب عن استعداده التام لإنشاء فرع لدار الإفتاء المصرية بالمحافظة وتقديم كافة سبل الدعم لهذا المشروع ليكون منارة لعلم والوعي، وركيزة أساسية في تعزيز القيم الوسطية ونشر ثقافة الحوار والبناء المعرفي الرشيد بين أبناء المحافظة. كما أشار إلى أن وجود فرع محلي سيعز مناعة المجتمع ضد الضلال الفكري ويتيح وصول الخدمات الشرعية بشكل أقرب إلى المواطنين.
تكريم المحافظة ومراسم الختام
وفي ختام الزيارة، قام محافظ دمياط بتقديم درع المحافظة إلى مفتي الجمهورية، في إشارة إلى تقدير القيادة المحلية لدور الحيوي الذي تؤديه دار الإفتاء في نشر الوعي وتصحيح المفاهيم وبناء الفكر المستنير. وتؤكد هذه البروتوكولات والفتات الرمزية عمق العلاقة بين السلطة التنفيذية والمؤسات الدينية في دمياط، وتؤكد أيضاً التزام الجانبين باستثمار الخبرة الشرعية في خدمة المجتمع، من خلال تعزيز التعاون وتطوير آليات عمل مشتركة تستهدف الارتقاء بالوعي الديني وبناء مجتمع قائم على الوسطية والاحترام المتبادل. وتظل هذه الزيارة محطة مهمة في مسار العلاقة بين المحافظة ودار الإفتاء المصرية، وتؤس لمسار عملي يترجم إلى سياسات وخدمات أكثر وضوحاً وتماساً مع احتياجات المواطنين، بما يعز البناء المجتمعي والاستقرار النفسي والاقتصادي في دمياط.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































