كتب: سيد محمد
استقبل الدكتور أيمن رشاد الشهابي، محافظ دمياط، اليوم الاثنين، فضيلة الدكتور نظير محمد عياد مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في زيارة رسمية تهدف إلى تعميق أواصر التعاون بين محافظة دمياط ودار الإفتاء المصرية ومناقشة سبل دعم العمل الدعوي والمجتمعي في المحافظة، بما يحق رسالة الإفتاء في خدمة المواطن المصري وتعزيز وعيه الديني وبناء استقراره النفسي والأسري.
تعزيز الوعي الديني وخدمات دار الإفتاء في دمياط
شهد القاء مناقشة عد من الملفات الراهنة التي تعكس أهمية توظيف الدور الرائد الذي تضطلع به دار الإفتاء المصرية، بوصفها إحدى أبرز المؤسات الدينية في العالم الإسلامي في خدمة القضايا المجتمعية الملحّة وتعزيز الوعي العام. كما جرى البحث في إمكانية إنشاء فرع لدار الإفتاء المصرية في محافظة دمياط ليكون مركزاً مهماً يجمع بين المهام العلمية والتدريبية والمجتمعية، ويقدم خدمات شرعية متكاملة تلبي احتياجات المواطنين وتطلعاتهم. وخلال الحديث، شد فضيلة المفتي على أن الدار لم يعد دورها يقتصر على مجرد رصد الهلال فحسب، بل أصبحت منظومة موسّعة تضمن مهام تربوية وتوعوية وتثقيفية واجتماعية متعدة.
وشرح فضيلة المفتي أن دار الإفتاء المصرية تلقى مئات الاستفسارات يومياً عبر إداراتها المختلفة التي تشمل الفتوى الشفوية والهاتفية والإلكترونية، ما يعكس اتساع نطاق الخدمة وحرص الدار على تلبية متطلبات المجتمع بمختلف فئاته. كما أشار إلى أن العمل الدعوي العِلميون لا يقتصر على الإجابة عن الأسئلة فحسب، بل يعالج قضايا صارمة تعلق بالحياة اليومية لمواطنين، بما يسهم في حفظ الأمن الاجتماعي والاستقرار الأسري. وفي هذا السياق أوضح قوله إن الدور المستقبلي لدعوة يستوجب منظومة متكاملة تسعى إلى نشر الوعي الديني الرشيد وبناء الإنسان الواعي القادر على التفكير النقدي وتحمل المسؤولية.
وأبرز المفتي أن دار الإفتاء تقود عبر مركز سلام لدراسات ومرصد دار الإفتاء لفتاوى التكفيرية والشاذة مشاريعٍ لمكافحة التطرف والتشد والإسلاموفوبيا، وهو ما يعكس عمق التوجه العام لدار في خدمة المجتمع وفق رؤية متكاملة ترتكز على التثقيف والتوعية والتربية، إضافة إلى تفعيل الدور الاجتماعي في حل النزاعات الأسرية والمالية بين الأفراد والمؤسات والشركات. ومن هذا المنطلق، أكد المفتي أن التوسع في وجود فرع لدار في دمياط من شأنه أن ينقل خبراتها وخدماتها إلى الجمهور المحلي بشكل مباشر، ويسهم في تعزيز الوعي الديني الصحيح وتحصين المجتمع ضد المفاهيم المغلوطة.
فرع دار الإفتاء في دمياط وإسهامه في تعزيز الوعي الديني
وفي سياق الحديث عن الفرع المقترح، أكد فضيلة المفتي أهمية أن يكون هذا الفرع محطة عملية تجمع بين العلم والتدريب والخدمات المجتمعية، بما يمكّن المواطنين من الحصول على استشارات شرعية دقيقة وفي أطر تناسب مع متطلبات العصر. كما شد على أن وجود فرع في دمياط سيتيح لقُرّاء الفتاوى والباحثين عن التوجيه الديني الوصول إلى المصادر الموثوقة بسرعة، وهو ما من شأنه تقليص الاعتماد على مصادر غير موثوقة وتخفيف آثار المعلومات المغلوطة.
من جانب آخر، رحب المحافظ بطرح فكرة إنشاء فرع دار الإفتاء المصرية في دمياط، وأعرب عن ترحيبه بالخطوات العملية التي تضمن تقديم الخدمات الدينية والتربوية لمجتمع المحلي، مع التأكيد على أن المحافظة ستوفر كل الدعم الازم لإقامة البنية الأساسية التي تسمح بتشغيل الفرع بشكل فاعل ومستدام. وأكد الشهابي أن المحافظة تضع التزاماً بتعزيز القيم الوسطية ونشر ثقافة الحوار وبناء المعرفة الرشيدة بين أبناء المحافظة، وهو ما يتقاطع مع رؤية دار الإفتاء. كما أشار إلى أن المجتمع يحتاج إلى مصادر معلومات موثوقة في ظل وجود أزمة وعي سبها انتشار المعلومات المغلوطة عبر الوسائط الحديثة، وأن إنشاء فرع الدار في دمياط سيكون خطوة هامة نحو تثقيف الجمهور بالعقل النقدي وشرح المفاهيم الدينية الصحيحة.
دور دار الإفتاء في مواجهة التطرف ونشر الوسطية
وضع القاء الضوء أيضاً على الدور الرائد الذي تضطلع به دار الإفتاء في مواجهة التطرف والتشد والإسلاموفوبيا، وذلك من خلال شبكة مؤساتية تشمل مركز سلام لدراسات ومرصد دار الإفتاء لفتاوى التكفيرية والشاذة. وتطرقت الحوارات إلى الأثر الإيجابي لهذا العمل في حماية المجتمع من الأفكار المتطرفة وتقديم بدائل فكرية مستنيرة، بما ينسجم مع قيم التسامح والعدالة واحترام الآخر. كما أشارت المناقشات إلى أن لدار دوراً اجتماعياً واسعاً في حل النزاعات الأسرية والمالية بين الأفراد والمؤسات، وهو ما يعز الثقة بين المواطنين والجهات الدينية الرسمية، ويعيد بناء الثقة في المؤسات الدينية كمرجع مسؤول وموثوق.
وتأكيداً على الرؤية الشاملة، أكد المفتي أن الإفتاء ليست وظيفة فحسب، بل منظومة تعليمية وتربوية وتثقيفية واجتماعية تستهدف رفد المجتمع بالوعي الديني الرشيد وبناء الإنسان الواعي القادر على اتخاذ قرات سليمة وتجنب الوقوع في الأوهام أو الإدعاءات غير الدقيقة. وفي هذا السياق، أشار إلى أن دار الإفتاء تعمل على تقوية الروابط مع المجتمع المدني والمؤسات التعليمية عبر قنواتها المتعدة لتوفير مواد إرشادية وتوجيهات عملية حول قضايا الساعة، وبذلك تكون داعماً رئيسياً لتطوير المجتمع وتحصينه من الفتن والفوضى.
أركان الوعي الديني وتحصين المجتمع من المعلومات المغلوطة
ولأن المعلومات المغلوطة تشكل أحد أبرز معوقات الوعي المجتمعي المعاصر، تطرق الحديث إلى أزمة الوعي التي سبها انتشار المعلومات المغلوطة عبر الوسائط الحديثة. تم التأكيد على ضرورة بناء وعي معرفي منضبط يقوم أساً على التفكير النقدي والتميز بين الحقيقة والزيف، وعلى الاعتماد في التلقي على مصادر موثوقة ومؤهلة. وأشار المتحدثون إلى أن المصادر التقليدية لتأسيس المعرفة مثل المساجد والمدارس والكتب والأسرة لا تزال هي الأس الأكثر ثقة، وأن تعزيز استخدامها بشكل فعّال ينعكس إيجاباً على الاستقرار النفسي والاجتماعي. كما تم التأكيد على أهمية التثقيف المستمر وتوفير أدوات تعليمية حديثة تسهم في رفع مستوى الثقافة الدينية العامة لمواطنين، بما يخف من الاحتكات ويعز الحوار البنّاء بين مختلف شرائح المجتمع.
تعاون مستقبلي وتكامل رسمي
وفي إطار تعزيز التعاون المستقبلي، عبر المحافظ عن استعداده التام لإطلاق فرع لدار الإفتاء المصرية في محافظة دمياط وتوفير جميع سبل الدعم الازم لإنجاح هذا المشروع. وأكد أن هذا الفرع سيكون منارةً لعلم والوعي، وركيزة أساسية في تعزيز القيم الوسطية ونشر ثقافة الحوار وبناء المعرفة الرشيدة بين أبناء المحافظة. كما أشار إلى أن وجود فرع رسمي سيسهم في توفير خدمات إفتائية متكاملة ومشروعات تدريبية وتثقيفية قادرة على تلبية احتياجات المجتمع المحلي بكفاءة وشفافية. وفي نهاية الزيارة، سلّم محافظ دمياط درع المحافظة إلى فضيلة المفتي تقديراً لجهوده في نشر الوعي وتصحيح المفاهيم وبناء الفكر المستنير، وهو استخدام رمزي يعكس عمق التزام الرسمي بتعزيز الاستقرار المجتمعي والتعايش السلمي.
تؤكد هذه الزيارة أن التعاون بين محافظة دمياط ودار الإفتاء المصرية ليس مجرد تبادل رسائل رسمية، بل خطوة استراتيجية تعز من قيمة الوعي الديني كمنطلق لحلول مستدامة لمجتمع. وهو وعي يتعز من خلال العمل المؤسي المشترك، وبتوفير قنوات توعوية وآليات إرشاد موثوقة يمكن الاعتماد عليها في مواجهة التحديات المعاصرة وتحولات العصر الرقمي.
تُظهر الأطر التي رُسِمت خلال القاء أن دار الإفتاء المصرية تسعى إلى أن تكون نموذجاً يُحتذى في خدمة المجتمع، عبر مراكزه وخدماته المتعدة، لا سيما في قضايا الأسرة والتعاملات المالية، وبناء جسور الثقة بين المواطن والدائرة الدينية الرسمية. كما أن وجود فرع في دمياط قيد الدراسة يمنح المحافظة ميزة إضافية في توطين المعرفة وتبسيط الوصول إلى الإرشاد الشرعي، وهو ما يعز أيضاً من قدرة المجتمع على التعامل مع التحديات المعاصرة بسلام وضوح.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































