كتب: صهيب شمس
شهدت كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر افتاح معرضين فنين متميزين، وذلك تحت رعاية الدكتورة صابرين عبدالجليل رئيسة جامعة الأقصر. تمثل هذه الفعاليات جزءاً من مسار أكاديمي يهدف إلى الدمج بين الأصالة الفنية والمسات المعاصرة، وتؤكد قيم الهوية المصرية من خلال لغة الفنون البصرية والتشكيلية. وجرى إعداد وتقديم المعارض بإشراف أساتذة الكلية وبحضور عد من الكوادر الأكاديمية والفنية، وهو ما يعكس التزام الجامعة بتعزيز المشهد الفني المحلي ودعم فئة الفنانين من أعضاء هيئة التدريس. في هذا السياق، جاء المعرض الأول بعنوان «نسغ الحضارات: تجليات جرافيكية لرمز الكوني فلسفة الشجرة»، وهو عمل لدكتورة رحاب محمد، في حين استضاف المعرض الثاني الفنان الدكتور وليد محمد، المدرس بقسم الجرافيك، بعنوان «ضُرب في مصر: قراءة جرافيكية في رموز الهوية المصرية».
نسغ الحضارات: تجليات جرافيكية لرمز الكوني فلسفة الشجرة
يشتمل المعرض الأول على مجموعة من الأعمال الجرافيكية المنفذة بتقنيات الحفر والطباعة، وتعبّر أعماله عن امتداد الحضارات الإنسانية وحدة الإبداع عبر الأزمنة. تناول الأعمال الرمزية لشجرة الكونية كرمز إنساني يجمع بين حضارات قديمة وتاريخ غني، وتفتح باً لنقاش حول مدى تأثير الرموز في تشكيل الوعي الفني والهوية الجمعية. يسعى الوفد إلى إبراز تواصل الرؤى بين الماضي والحاضر من خلال لغة الصورة والمسات البصرية التي تعكس عمق الفكرة وتجاوبها مع متغيرات الزمن. كما يبرز المعرض أساليب فنية وتطبيقات تقنية حديثة على نحو يحافظ في الوقت نفسه على جذور التشكيل الجرافيكي وتاريخه الطويل.
ضُرب في مصر: قراءة جرافيكية في رموز الهوية المصرية
أما المعرض الشخصي لفنان الدكتور وليد محمد، المدرس بقسم الجرافيك، فقد ضم مجموعة من الأعمال التي تُعنى بالتراث الشعبي والهوية المصرية بروح تراثية معاصرة. اعتمدت الأعمال على قراءة جرافيكية لرموز المحلية والمكان المصري، مع تقديم رؤى فنية تفاعلية تيح لمتلقي قراءة الرموز من زوايا مختلفة. يمثل هذا المعرض تجسيداً لمفهوم الهوية البصرية المرتبطة بالواقع المصري، وكيفية تقعيدها في صيغ تعبيرية حديثة تيح فرصاً لحوار الفني بين الطلبة والمهتمين بالفنون.
دور رئيس جامعة الأقصر في تعزيز الفنون
في سياق الإشراف والإدارة، أكدت الدكتورة صابرين عبدالجليل التي تشغل منصب رئيسة جامعة الأقصر على أهمية الفنون كرافد ثقافي وحاضنة لإبداع لدى الأكاديمين والطلاب. وتُظهر تصريحاتها التزام الجامعة بتوفير فضاءات ومسارات تعز المعرفة البصرية وتفتح آفاق جديدة أمام الباحثين والفنانين. كما أشارت إلى أن المعارض التي استضافتها كلية الفنون الجميلة تعكس رؤيتها في تمكين النجوم الأكاديمية من تقديم أعمال عالية الجودة تعكس ثراء الفكر الإبداعي وتعمّق في الهوية الوطنية. هذا التأكيد على الدور القيادي لجامعة يعكس ارتباطها القوي بالثقافة والفنون كعنصر أساسي في بناء المجتمع وتطويره.
إسهام الكلية في تعزيز الهوية المصرية عبر الفنون البصرية
تؤكد الحاضرات والحاضرون أن كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر تمثل منارة فنية وثقافية تعمل على ترسيخ قيم الهوية المصرية عبر الفنون البصرية. إن إقامة مثل هذه المعارض تيح لطلاب والباحثين والمعنين بالفنون فرصة مثمرة لاستكشاف التفاعل بين التراث والحداثة، وتوفير منصات لتبادل المعرفي والتجريبي. ويُبرز الحدث أيضاً إمكانية استلهام الإبداع من رموز الهوية الوطنية وتوظيفها في مشاريع فنية تناسب قضايا العصر وتطلعاته.
التفاعل الأكاديمي والفني في الافتاح
شارك في افتاح المعرضين عد من أبرز قيادات الكلية، من بينهم الأستاذ الدكتور أحمد محي عميد الكلية، والأستاذ الدكتور صالح عبدالمعطي نائب رئيس جامعة جنوب الوادي لشؤون فرع الأقصر سابقاً، إضافة إلى عد من وكلاء الكلية وأعضاء هيئة التدريس والطلاب. كما حضر الحدث نخبة من الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي، وهو ما أتاح فرصة تبادل الخبرات وتوطيد العلاقات بين الأكاديميا والفن المعاصر. وتؤكد هذه المشاركة أن الفنون الجميلة في جامعة الأقصر تظل صوتاً حياً يربط الحاضر بجذور الماضي، ويعمل على تمكين المجتمع من قراءة الإبداع من زوايا متعدة.
وفي نهاية الحفل، أشادت الأستاذة الدكتورة صابرين عبدالجليل بما قدمه المعرضان من أعمال فنية راقية تعكس ثراء الفكر الإبداعي لدى أساتذة الكلية، مؤكدة أن كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر تمثل منارة فنية وثقافية تعمل على ترسيخ قيم الهوية المصرية عبر الفنون البصرية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































