كتب: صهيب شمس
في مقابلة جديدة أجراها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مع الإعلامي البريطاني بيرس مورجان، كشف لاعب النصر السعودي عن مواقفه حول عدة قضايا أثارت جدلاً واسعاً، وتطرق إلى لحظات مؤثرة في مسيرته الرياضية والشخصية. وتناول أيضاً وجهة نظره في وضع ناديه السابق مانشستر يونايتد، إضافة إلى مشاعره تجاه وفاة أحد زملائه البرتغالين. وفي سياق الحديث عن القميص الذي أهداه إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال رونالدو إن ترامب قادر على تغير العالم. جاء هذا الحديث فيما تصاعد الأحاديث المحيطة بمكانة ترامب ورؤيته لمستقبل، وفي وقت يفتح فيه رونالدو باً لنقاش حول اعتزاله المرتقب وتبعاته على مسيرته ومسار فرقته المستقبلية.
تطرق رونالدو في حديثه إلى الرسالة التي وُجدت على الزي الذي قدمه لرئيس الأميركي، مؤكداً أن ما يحمله من معنى يتجاوز مجرد الرمزية، وأن الشخصيات المؤثرة قد تكون لها أدوار كبيرة في تحريك مسارات العالم. وفي هذا السياق أشار إلى أن ترامب قادر على تغير العالم أو المساهمة في تغير مساره، وهو موقف يعكس الق والتحليل الذي يطرح حول تأثير الشخصيات الكبيرة في المجالين السياسي والرياضي، خصوصاً في زمن تداخل فيه الرياضة مع قضايا اجتماعية وسياسية حساسة. وبهذه الإطلالة، أعاد رونالدو فتح نقاش متجد حول مدى تأثير رموز الرياضة في توجيه الرأي العام، وفتح الباب أمام أسئلة حول حدود هذه التأثيرات ومسؤوليات الرياضين في الشؤون الكبرى خارج الملعب.
حديث رونالدو عن ترامب وتداعياته
في جزء من الحوار، أشاد رونالدو بأن ترامب يملك قدرة ميزة على اجتذاب الانتباه وتحريك العناوين العالمية، معتبراً أن وجود شخصية بهذا الحجم في المشهد السياسي يضيف إلى الديناميكية التي تشهدها الساحة الدولية. وفي الوقت نفسه، لفت إلى أن وجود مثل هذه الشخصيات القادرة على إحداث تغيّر ليس أمراً مثيراً لانقسام فحسب، بل هو امتحان لقوة التأثير الإنساني وليس لمجرد التصفيق الإعلامي. وتابع النجم البرتغالي بأن العالم يحتاج إلى نقاش موضوعي ومسؤول، وأن ابن بارقة أمل في أن تسم الأوقات القادمة بمسارات أكثر وضوحاً وثباتاً في العلاقات الدولية والرياضية على حد سواء. كما أشار إلى أن كلمات من مثل Playing for peace تحمل رسائل أوسع من مجرد شعار على قميص؛ فهي دعوة لتفكير في السلام والاستقرار والعمل من أجل مستقبل أكثر استقراً لشعوب العالم.
وفي سياق الحوارات المتداخلة مع مشاهير الرياضة، أشار رونالدو إلى التوترات التي شهدتها بطولة كأس العالم لأندية الصيفية والمسائل المتعلقة بمواقع استضافة المباريات والتوقعات المرتبطة بها. وتطرق إلى الانتقادات التي وجهت إلى ترامب خلال تلك المشاركة بسب سلوكيات ذات صلة بتسليم الكأس وتهديده بتعديل المدن المستضيفة لمباريات، وهو أمر يعكس كيف يمكن أن تحول الرياضة والسياسة إلى ساحة واحدة لنقاش العام والتفاعل المجتمعي. وعلى نحو عام، بدت ملامح هذه النقاشات في ثنايا حديث رونالدو كأنه يحاول قراءة واقع تقاطع فيه المصالح الرياضية مع الضغوط السياسية والاعلامية، معبراً عن فهم عميق لتأثير ما يحدث خارج المستطيل الأخضر على الاعبين والجماهير والمسار الكروي نفسه.
موعد الاعتزال وتوقعات المقربين
أما أبرز محاور الحوار فكان طرح مسألة الاعتزال التي بات قريبة من رونالدو، حيث أكد لاعب المنتخب البرتغالي ونجم النصر السعودي أن الموعد ليس بعيداً كما يظن البعض. قال رونالدو بشكل صريح إنه سيتوقف عن العب في لحظة معينة، وإنه مستعد لمواجهة تبعات هذا القرار، حتى لو كان ذلك مصحوباً بمشاقة وعواصف عاطفية. أشار رونالدو إلى أنه سيبكي على الأرجح في تلك الحظة، مؤكداً أنه إنسان صادق ومخلص في مشاعره، وأنه لم يتخلَّ عن شفافيته حتى في أصعب لحظات المسيرة. وفي هذا السياق، أضاف أنه منذ الخمس والعشرين أو السادسة والعشرين من عمره وهو يجهز نفسه لاستقبال المستقبل بعد اعتزاله، معتبراً أن التحدي الأكبر لا يكمن في التخلص من كرة القدم بل في إيجاد توازن يتيح له الاستمرار بدفعه نحو النجاح خارج الملعب.
وحول ما يجرى تقديمه من اقتراحات لخروج من حالة الإرهاق المهني بعد انتهاء المسيرة الرياضية، شد رونالدو على أن الحياة بعد كرة القدم قد تحمل فرصاً لا تقل روعة عن تلك التي عاشها على المستطيل. وتحدث عن وجود شغفٍ جديد في حياته، وأعرب عن رغبته في تخصيص وقت أكبر لنفسه ولعائلته وتربية أطفاله، معبراً عن يقينه بأن لكل شيء بداية ونهاية، وأن الانتقال إلى فصول الحياة التالية مكن ومقبول، طالما بقيت الروح الميزة والقدرة على تحويل ما يتاح من فراغ إلى إنجازات جديدة.
رؤية رونالدو لمستقبل بعد الاعتزال
في حديثه عن المستقبل وأثناء وبعد الاعتزال، اعتمد رونالدو أسلوباً يركز فيه على التوازن الشخصي والعائلي. قال إن التمتع بالوقت مع العائلة وتكوين ذكريات جديدة سيكونان من أبرز النقاط التي سيمنحها له الزمن القادم، معتبراً أن وجود طموحات أخرى ومشاريع حياتية خارج ملاعب كرة القدم ليس بالأمر الجديد، بل يمثل امتداً لمسيرته المهنية العريضة. وإن كان الإحساس بإغلاق باب الاحتراف يعكس تحدياً عاطفياً، فإن رونالدو أظهر تفائلاً بنظرة واقعية تفيد بأن نهاية كل شيء قد تكون بداية لشيء آخر يمنحه الرضا والاستدامة. كما أشار إلى أن استمراره في العمل والتعلم والتطوير سيكون من أولويات خطواته في المستقبل، بما ينعكس إيجاباً على شخصيته وحياته الشخصية، ويفتح أمامه فرصاً جديدة لنمو خارج أضواء الكرات الذهبية.
تعلق رونالدو بمكانة مانشستر يونايتد
وفي جزء آخر من حديثه، عبر رونالدو عن حزن عميق لما يمر به ناديه السابق مانشستر يونايتد، واصفاً إياه بأنه من أعرق الأندية في العالم وله مكانة خاصة في قلبه. أكد أن هذا النادي ظل في قلبه لظلال من أسباب واضحة، معبّراً عن احترامه الكبير لتاريخه وتضحيات الاعبين السابقين والمدربِين الذين بنوا أساً قوية لمستقبل. أشار رونالدو إلى أن بنية النادي لم تعد واضحة كما كان في السابق، وأنه يأمل تغيرها في الحاضر والمستقبل، لأن إمكاناته وثقل تاريخه يجعلانه واحداً من أهم أندية القرن، وفق تعبيره. كما لفت إلى أن نجاح أي نادٍ يعكس قدرة بيئته على تربية الاعبين وتطويرهم، ونوه بأن استغلال هذه البيئة الذكية هو حجر الأساس لبناء مستقبل أقوى لنادي. وفي ظل هذه الرؤية، أبدى رونالدو تفاؤلاً بأن معادلة النجاح ليست مستحيلة، وأن العمل المستمر والتخطيط السليم من طرف الإدارة والكوادر الفنية قد يعيدان النادي إلى مساره الصحيح، بما في ذلك إعادة بناء هيكل واضح يساند الأجيال الجديدة ويعيد لكيان رونقه وتوهجه.
لحظات الحزن: وفاة زميله جوتا وتأثيرها
ولدى الحديث عن وفاة زميله البرتغالي ديوجو جوتا، عبر رونالدو عن صدمة عميقة وبكاء شديد عند تلقيه الخبر، موضحاً أن فاجعة من هذا النوع ترك أثراً عميقاً ليس فقط في العائلة والأصدقاء بل في البلاد كل وفي زملاء العمل كذلك. وصف رونالدو تلك الحظة بأنها كانت صعبة جداً، وأكد أن الفقدان يترك بصمة حزن كبيرة لدى كل من عرف جوتا أو عمل إلى جانبه. وتابع بتعابير مؤثرة أن مثل هذه الخسائر تذكّر الجميع بقيمة الحياة وبأهمية تمسك الاعبين بزملائهم وبعائلاتهم، معبراً عن مشاعر الامتنان لوقت الذي أمضاه مع جوتا والذكريات التي ستظل راسخة في الذاكرة والقلوب.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.













































































































