كتبت: فاطمة يونس
تحدثت الفنانة ريهام أيمن عن غيابها الفني لسنوات طويلة تفرغت خلالها لتربية أطفالها بشكل كامل، مؤكدة أنها تفضّل متابعة رعاية أولادها والوقوف إلى جانبهم بنفسها دون الاستعانة بمربية. وأكدت أن قرارها كان بإرادتها الشخصية، وأنه لا علاقة له بضغوط خارجية أو تقيدات من أحد، وإنما خيار ناتج عن قناعة بأن الأم يجب أن تكون إلى جانب أطفالها في جميع مراحل نموهم. ولدى سؤالها حول ما إذا كان غيابها مؤشراً على نهاية مسيرتها الفنية أم مجرد فاصل مؤقت، قالت ريهام أيمن بصراحة إنها ستعود تدريجياً إلى عالم الفن حين يرى أولادها أن الوقت قد حان، مشيرة إلى أن تربية الأولاد تستلزم ساعات طويلة وتستهلك جزءاً كبيراً من الطاقة الازمة لعمل الفني. وأضافت أن فكرة وجود أم في غياب دائم عن الساحة الفنية لا تناسبها، لأنها ترى في التربية عملاً حساً ودائماً متلازم مع التزام والمسؤولية، وأنها ستحرص عند عودتها على اختيار الأعمال التي تناسب مع أسلوب حياتها ومسؤوليتها كأم. كما أكدت أن ما تعرفه عن الحياة المهنية يجعلها تدرك أن الفن يمكن أن يتطلب أوقات طويلة وساعات عمل طويلة تفوق قدرة أي أم على التوفيق بينها وبين تربية أطفالها، وهذا ما دفعها سابقاً إلى الابتعاد بشكل مؤقت بهدف الاستثمار في الحاضر الأسري وبناء قاعدة ثابتة من الثقة والمحبة في منزلها. وتؤكد ريهام أيمن أن غيابها ليس نهاية لمسيرتها، بل هو مرحلة انتقالية ستمضيها وهي مطمئنة إلى أن تربية الأطفال لها الأولوية الأولى، وأنها ستعود لمهنتها عندما تسمح الظروف بذلك وتسمح المسافة بين العمل والأسرة بتحقيق التوازن المناسب. وتشارك في هذه الرؤية أنها ليست مقيدة بأي قيود خارجية، وأنها إنما اختارت هذا المسار بنظرة طويلة الأمد، مع التذكير بأن شغلها السابق لا يغيب عن بالها، وأنها تراقب دوماً حركة الحياة الفنية وتستثمر في صنع قرارها بعناية. وتؤكد أن القرار ليس عليه إجماع من كل حولها، ولكنه يعكس طبيعتها كأم ومسلمة بحقوق أطفالها واجباتها تجاهم، وأنها ستكون حاضرة عندما يحين وقت العمل وتكون الظروف مناسبة لعودة إلى الشاشة والعبور إلى مشاريع جديدة توافق مع أسلوب حياتها وتطلعاتها كمثلة وأم في آن واحد.
ريهام أيمن وتفرغها لتربية الأولاد
ذكرت ريهام أيمن أن غيابها عن الفن طوال سنوات عديدة كان نتيجة اختيارها الشخصي لتربية أطفالها بشكل مباشر، وتأكيدها على عدم رغبتها في الاعتماد على مربية. أشارت إلى أن وجودها بجانب أبنائها خطوة ضرورية بالنسبة لها، وأنها لم تستطع التوفيق بين العمل وطلبات التربية طوال تلك الفترة. وتحدثت عن قناعتها بأن كل أم لها حقها في اتخاذ القرار الذي تراه مناسباً لعائلتها، وأنها تحترم خيارات الأمهات الأخريات في مسألة وجود مربية أم لا. وتردت في حديثها كلمة أن أمراً كهذا يتطلب تفرغاً كاملاً لتربية ومسؤولياتها اليومية، وهو ما يجعل العودة إلى الفن أمراً مقترناً بمتغيرات عديدة منها نمو الأطفال واستعداد الأسرة لاستقبال هذا التغير.
العراف: آخر حضور فني قبل الغياب
في إطار استعراض مسيرتها الفنية، أشارت ريهام أيمن إلى أن مسل العراف كان آخر أعمالها قبل غيابها، والذي عرض في عام 2013. العمل جمعها بنجوم كبار مثل عادل إمام وحسين فهمي وشيرين وطلعت زكريا وأحمد فلوكس ورشا مهدي ومجدي بدر وآخرين، وهو من إخراج رامي إمام. هذه التجربة تعتبر في نظرها محطة بارزة في مسيرتها الفنية، وتظل حاضرة في الذاكرة الفنية كإحدى الأعمال التي تركت أثراً واضحاً في تاريخها المهني، رغم طول الفترة التي تبعت الغياب.
قلب الأسد: العمل الماضي وطاقم العمل
قبل تلك الفترة، شاركت ريهام أيمن فيلم قلب الأسد الذي من بطولته محمد رمضان، كما ضم عداً من الفنانين البارزين مثل حسني وحورية فرغلي وعفاف رشاد وأحمد جمال سعيد والراحل ماهر عصام وحمدي هيكل وآخرين، وهو من إخراج كريم السبكي. يندرج هذا العمل ضمن محطاتها السينمائية التي توضّح ارتباطها الوثيق بالحياة الفنية وتقاطع مع تاريخها المهني في الفترة السابقة لغياب. يعكس الاختيار الفني الذي اعتمدته في ذلك الوقت مدى ارتباطها بالمكوِّنات الفنية التي ترك بصمة في مسيرتها وتؤس لتجربتها كفنانة تعيش بين الفن وتربية الأسرة.
التربية أولاً: خيارها الشخصي وتفضيلها المباشر
عبر حديثها أوضحت ريهام أيمن أن خيارها بالتفرغ لتربية أطفالها كان نابعاً من قناعة شخصية لا يمكن لغيرها أن يحسمه عنها. أشارت إلى أنها لا تعتبر وجودها إلى جانب أولادها مجرد واجب، بل أسلوب حياة ينعكس على كل قرارتها المهنية، وتؤكد أنها لا ترغب في مقارنة نفسها بغيرها من يعتمدن على المربيات أو خدمات الرعاية، فلكل أم ظروفها وخياراتها. كما أكدت أن شغلها يتطلب أحياناً ساعات طويلة، وهو أمر لا يتوافق مع طبيعة تواجدها المكثف مع الأطفال في المنزل، لذا فضلت وضع الأولويات بعناية حفاظاً على استقرار الأسرة وتوازنها.
العودة إلى الفن تدريجياً وبناء المستقبل
وعن مستقبلها المهني، أكّدت ريهام أيمن أنها ستعود إلى العمل الفني بشكل تدريجي مع مرور الوقت، وأنها لا تريد استعجال الأمور. قالت إن أولادها كبروا تدريجياً، وهذا يسهّل عليها اتخاذ خطوة العودة عندما توافر الشروط الملائمة. أشارت إلى أنها ستختار الأعمال التي تسمح بتوازن أفضل بين الحياة الأسرية والتزاماتها المهنية، وتؤكد أن العودة لن تكون مفاجئة أو عشوائية، بل ستكون محسوبة وتراعي احتياجات الأطفال وطموحاتها الفنية في آن واحد. وتؤكّد أن قرارها ليس انعكاساً لظروف خارجية بمقدار ما هو استجابة لإحساس داخلي بعدم التوقف عن الإبداع مع الحفاظ على العائلة كقيمة رئيسة في حياتها.
أثر الغياب على المسيرة الفنية وآفاق المستقبل
بينما تستعيد ريهام أيمن مسارها الفني تدريجياً، تظل الحكاية التي ترويها حول اختياراتها ومسؤولياتها علامة على كيفية تفاعل الفنانين مع تحديات الحياة والتزامات الأسرية. الإبقاء على حضورها الفني يتطلّب التوازن بين ما تقدمه من أعمال وما توفره لعائلتها من رعاية واستقرار. وتبقى تجربتها درساً في كيفية إمكانية الجمع بين الفن وتربية الأطفال عند وجود رؤية واضحة وخطة عمل تعكس قيم الأسرة وتطلعات الفنانة في آن واحد. من المتوقع أن تكون عودة ريهام أيمن جزءاً من مسار يعيدها إلى مواقع التقاء مع الجمهور من خلال أعمال جديدة تناسب مع أسلوب حياتها وتبرز تجربتها الخاصة كأم وفنانة في آن معاً.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































