كتب: كريم همام
في مدينة القرنة الأثرية غرب الأقصر، شهد اليوم الثلاثاء فعالية دلاتها ثقافية وأثرية مهمة، تمثل في زيارة شهدها سفير فرنسا في الأقصر، السيد إيريك شوفاليه، إلى منطقة آثار الأقصر. جاءت الزيارة في إطار جولة ميدانية رافقه فيها الدكتور عبد الغفار وجدي، مدير عام آثار الأقصر، حيث تابع السفير الفرنسي أنشطة البعثات الفرنسية العاملة في المواقع الأثرية بالمحافظة. وتأتي الزيارة بعد حفل افتاح معرض الوحات الجدارية المقام على سور محيط بالمنطقة الأثرية بالملقطة، وهو حدث نظمته ماري كريستين القنصل الفخري الفرنسي بالأقصر، وحضره المهندس عبد المطلب عمارة محافظ الأقصر. خلال الجولة، استمع السفير إلى شرح حول أبرز المشروعات الأثرية التي تشرف عليها البعثات الفرنسية، وتعرّف على مراحل العمل وأهم الاكتشافات الأخيرة، مؤكداً اعتزازه بالتعاون الثقافي القائم بين مصر وفرنسا في مجال الحفاظ على التراث الإنساني. وتبرز هذه الزيارة أن الأقصر تعد من أكثر المدن نشاطاً من حيث وجود بعثات أثرية أجنبية، وخاصة فرنسية، لما تمتلكه من معابد ومقابر فرعونية تشكّل سجلاً فريداً في تاريخ حضارة مصر القديمة.
زيارة سفير فرنسا في الأقصر وتقيم المشاريع الأثرية
في سياق زيارة سفير فرنسا في الأقصر إلى قرية القرنة، جرى عرض موجز حول مختلف المشروعات التي تولىها البعثات الفرنسية في المواقع الأثرية بالمحافظة. تركزت الخطوات على متابعة إجراءات التوثيق والتوثيق الرقمي لمواقع، إضافة إلى تقيم آليات حفظ وتطوير المعابد والمقابر وفق معاير دولية تحفظ سلامة المعالم وتيح دراستها بشكل علمي متقدم. وبدورها أكدت المصادر المحلية أن هذه الزيارات المدروسة تعكس التزام البلدين بالحفاظ على الهوية التاريخية لمكان وتوفير بيئة مناسبة لباحثين والباحثات ولمزارات الأثرية التي تقص قص حضارة عريقة ترجمتها القرنية إلى ذاكرة حية أمام الزوار والباحثين.
افتاح المعرض الجدارية ودلاته في الشراكة الثقافية
تأتى الزيارة تزامناً مع افتاح معرض الوحات الجدارية المقام على سور المحيط بالمنطقة الأثرية بالملقطة. المعرض، الذي أعدته القنصلية الفرنسية في الأقصر عبر تنظيم ماري كريستين، يعكس جانباً من الشراكة الثقافية التي تجمع بين مصر وفرنسا، وتؤكد على دور الفن في تعزيز فهم العامة لعمق التراث. حضور المحافظ عبد المطلب عمارة أضفى زخماً خاصاً على الحدث، وفيه بدا التقدير المتبادل لجهود المبذولة من أجل إعداد عرض يتيح لجمهور تصوراً بصرياً لمواقع أثرية تاريخية تحمل قيمة عالمية. يعد هذا النشاط إضاءة إضافية على طريقة التعاون بين المؤسات الثقافية والمتاحف والبعثات الأجنبية في عرض التراث المصري بطرق مبتكرة تسهم في جذب الجمهور وتسهيل عمليات التوثيق والتوعية.
تأكيد السفير على التعاون المصري الفرنسي في حفظ التراث
أبرز ما أكده المسؤولون أثناء الجولة هو استمرار التعاون بين الطرفين في مجال الحفاظ على التراث الإنساني. وبهذه المناسبة، أشار السفير إلى أن العلاقات الثقافية بين مصر وفرنسا قديمة وتّسم بالزخم القائم على الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك حول أهمية التراث كقيمة إنسانية تشترك فيها الشعوب. وتأكيداً لهذا التوجه، تم التأكيد على أن التعاون لا يقتصر على الجانب الأكاديمي فحسب، بل يشمل أيضاً مجالات التوثيق والتدريب وتبادل الخبرات في تقنيات الحفاظ والصيانة، بما يضمن استدامة المعالم التاريخية وتطوير بنيتها التحتية لاستقبال الزوار من مختلف أنحاء العالم.
الأقصر قاعدة مهمة لبعثات الأجنبية وفرصة لاكتشافات الحديثة
تُعد الأقصر من أبرز المدن التي تشهد نشاطاً ملحوظاً لبعثات الأجنبية، وبخاصة الفرنسية، نظرًا لثرائها من معابد ومقابر فرعونية تشكل جزءاً من سجل حضارة مصر القديمة. ويعكس وجود بعثات فرنسية نشاطاً بحثياً وتوثيقياً يساهم في فهم أعمق لمواقع الأثرية وتاريخها، كما يفتح آفاق جديدة لاكتشافات المحتملة التي قد تسهم في تقديم قراءات جديدة لحقب القديمة. وتؤكّد الزيارة التي قام بها سفير فرنسا في الأقصر على استمرار هذه الدينامية، وتظهِر رغبة الطرفين في تعزيز التنسيق بين الجوانب العلمية والإدارية لحفاظ على التراث وتطويره بما يخدم المجتمع المحلي والزائرين والمتخصين على حد سواء.
مساهمة البعثات الفرنسية في التطوير والتوثيق الأثري
إلى جانب المتابعة الميدانية لمشروعات، تبرز مساهمة البعثات الفرنسية في عمليات التطوير والتوثيق لأثر المصري كمنظومة عمل متكاملة. وتركز الجهود على رفع جاهزية المواقع لاستقبال الزوار وتوفير بيئة آمنه وتوثيقية تيح لعلماء والفنين العمل بدقة عالية. كما أن التفاعل المستمر بين مسؤولي الآثار والبعثات الأجنبية يسهم في تحديث أساليب الصيانة والحفظ ومراجعة إجراءات السلامة والعمل الميداني، بما يضمن الحفاظ على نقاوة الموقع وتقديمه كواجهة تعليمية وثقافية تُبرز عمق تاريخ مصر القديم أمام العالم. وفي هذا السياق، تظل زيارة سفير فرنسا في الأقصر رسالة دعم وتشجيع لتعزيز دور فرنسا كشريك رئيسي في حفظ التراث العالمي وتوثيق أوجه الحضارة المصرية القديمة لقرون المقبلة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































