كتب: صهيب شمس
تُعد صلاة العصر ثالث فرائض النهار عند المسلم، وهي صلاةٌ تقع في منتصف النهار بين صلاتي الفجر والظهر. وتُؤدى صلاة العصر كما في صلاة الظهر، سرًا بخفض الصوت في القراءة، وهي أربع ركعات كما ورد في النصوص الشرعية. وبعد تطبيق التوقيت الشتوي، أصبح أذان صلاة العصر عند الساعة 2:45 مساءً، وهو التوقيت المعمول به في هذه الفترة. وتُعنى صلاة العصر بالحفظ على عبادة النور والقراءة الخاشعة، فهي صلة بين الإنسان وخالقه في وقت من أوقات اليوم يَربط بين الفجر والمعاش. ولذا فهي فريضة ثابتة على المسلم وتؤدى في جماعة أحيانًا وتحت ظروف أخرى تُراعى فيها الجماعة والتفرغ لذكر والدعاء.
تعريف صلاة العصر وأوقاتها
تُعرَّف صلاة العصر بأنها الفريضة الثة في اليوم، وتأتي بين صلاة الفجر والظهر في ترتيبها الزمني. يجوز لمسلمين أداؤها في وقتها المحد، وهو بعد انتهاء صلاة الظهر بقليل، وبناءً على التوقيت الشتوي المعمول به حاليًا، يقطع الأذان عند تمام الساعة 2:45 مساءً. تسم صلاة العصر بطابعها الخاص في الأداء، فهي مثل صلاة الظهر تُصلّى سرًا بخفض الصوت في القراءة، وتضم أربع ركعات. بهذا المعنى يجدر بكل مؤمن أن يلتزم بها في وقتها، كي يحافظ على هذه الركيزة الروحية في يومه. كما أن المحافظة على صلاة العصر تضمن الاتزان الروحي والرباط المستمر مع اله تعالى خلال ساعات النهار. ويظل فهم توقيتها والتعامل معها وفق هذا التوقيت منسوجاً في حياتنا اليومية كإطار ثابت لعبادة. كما أن التزام بموعدها يسهم في تنظيم أوقات الأعمال والذكر والدعاء والتواصل مع اله.
فضل صلاة العصر في الدنيا والآخرة
من باب الفضل والثواب الذي ورد في الأثر، يروى أن من يصلي الفجر والعصر حاضرًا لن يدخل النار. كما ورد في صحيح مسلم أن الصلاة في هذين الوقتين لها مكانة خاصة في حساب الملائكة والسلامة من العذاب. ويُشار إلى أن صلاة العصر هي الصلاة الوسطى التي قال اله تعالى عنها في القرآن: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا له قانتين. لأن الناس إذا شُغِلوا عن الفجر بنومهم، شُغِلوا عن العصر بمعاشهم، وهذا يبيّن أهمية المحافظة على هذه الصلاة في أوقاتها. وتؤكد النصوص أن من يحافظ على صلاة العصر يحفظ نفسه من الانشغال بالأمور الدنيوية التي قد تلهي عن الواجبات الأخرى، كما أن المحافظة عليها يَصْعُد أجرها إلى اله وسط الملائكة. كما أن المحافظة على صلاة العصر في جماعة يجلب لعبد ثوابًا خاصًا، فقد كتبت الملائكة له الساجدين والركع، وصعدت تلك الأوقات إلى اله تعالى، وهي تشهد لعبد بأنّه قد أتى إلى الصلاة وتركها في مواقيتها. إلى جانب ذلك، تُعتبر صلاة العصر جزءًا من الحياة الروحية لمؤمن، وتُعدّ علامة على التوازن بين واجبات الحياة ومقام العبودية. وبالإضافة إلى ذلك، تُعد صلاة العصر أوسط العبادات، وهي نافذة لدعاء والمناجاة والطلب من اله. كما أن الدعاء بعد صلاة العصر مستجاب، وهو جزء من التماس العون والرحمة من اله في هذا الوقت المبارك. وتضم صلاة العصر دعاءً يرده المؤمن، ويُعدّ طلب البركة والتوفيق والاستعانة باله في مختلف الأمور، مع شكر اله والثناء المستمر.
الصلاة الوسطى في القرآن الكريم
يُشار إلى صلاة العصر على أنها الوسطى، وذلك وفقًا لآية الكريمة التي تقول: حافظوا على الصلاة والصلاة الوسطى وقوموا له قانتين. وهذه الإشارة القرآنية تدفع المسلم إلى اعتبار صلاة العصر جزءًا أساسيًا من صلواته اليومية، وتُبرز ارتباطها بمواعيد النوم والعمل والعبادة. وفي هذا السياق تبرز حكمة أن الإنسان إذا شُغِل عن صلاة الفجر بنومه، فقد يُشغَل عن العصر بمعاشه، ما يبيّن أن المحافظة على صلاة العصر تُسهم في توازن الحياة اليومية. وتُعدّ هذه الصلة بين الفجر والعصر نموذجًا لاتصال المستمر باله تعالى وتوجيه ساعات اليوم نحو العبادة والذكر. كما تحق في هذا السياق معاني الخشوع وطمأنينة القلب حين يؤدي المؤمن صلاة العصر بتدبر وخشوع وخشية، فردًا أم جماعة.
حضور صلاة العصر في الجماعة وملائكتها
عندما يؤدي المسلم صلاة العصر في جماعة، فإن الملائكة تشهد له وتسابق في زمن هذين الوقتين، صلاة العصر والفجر. فقد ورد أن الملائكة تكتب لمصلّي في جماعته من الساجدين والراكعين والمصلين والقائمين والخاشعين، وتصل إلى اله تعالى قولها: يا رب عبدك فلان قد أتى ونحن جئناه وهو يصلي، وتركناه وهو يصلي. هذه المعاني تُبرز مكانة صلاة العصر في الحياة الروحية لمسلم، وتُظهر كيف تصطف الملائكة بجانبه وتشهد له في هذا الوقت الخاص. كما أن وجود الصلاة في جماعة يعز الشعور بالانتماء إلى المجتمع المسلم والتلاقي على ذكر اله والعمل بطاعته. وفيما يخص الفضاء الروحي العام، فإن صلاة العصر تُمثل رابطًا مهمًا بين العبد وربه في أوقات النهار، وتُعزّز الإيمان وتفتح باب الدعاء والاستغفار والذكر.
الدعاء بعد صلاة العصر
يُذكر في النص أن الدعاء بعد صلاة العصر مستجاب، وهو وقتٌ مبارك يكثر فيه طلب الخير والرحمة من اله تعالى. ويُعاد في هذا السياق التأكيد على أن الدعاء جزءٌ لا يتجزأ من هذه الصلاة، وأنه من الأوقات المستجابة لطلب الحوائج والفرج والراحة. وترد أدعية تَضَمَّن الاستعانة باله والجوء إليه والتوجه إليه بالحمد والثناء، إلى جانب الاستعانة بنبيه الكريم والذكر المشروع. كما يرد في النص مجموعة من الأدعية والأذكار التي تُطلق في هذا الوقت، وتُذكر المؤمن بأن يطلب من اله ما يحتاجه، وأن يثبت على الدين، وأن يَشكر اله على نعمه. وتبقى صلة الدعاء بهذه الصلاة رافدًا من روافد التقوى والطمأنينة في قلوب المؤمنين، تعطيهم سكينة وراحة بال وفتحًا في أبواب الخير، وتضيف إلى يومهم بعدًا روحيًا خاصًا ما داموا يؤدون صلاة العصر في قتهـا.
ملاحظات ختامية حول الأداء والوقت
– صلاة العصر هي صلاةٌ وسطى من بين فريضة الفجر والظهر، وتُؤدى أربع ركعات كما ورد في النصوص.
– توقيت العصر يختلف باختلاف التوقيت المعمول به، فبعد التوقيت الشتوي تكون الإشارة إلى الساعة 2:45 مساءً.
– الحفاظ على صلاة العصر في وقتها يعز الأمن الروحي والطمأنينة، كما يحافظ على تطبيق السنة والذكر في اليوم.
– الحضور في صلاة العصر في الجماعة يرفع من مكانة العبد أمام الملائكة والمتعبدين، وتُكتب له عند اله الرحمة والرضوان.
– الدعاء بعد صلاة العصر مستجاب، وهو فرصة لطلب العون والبركات والفرج من اله تعالى.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































