كتب: أحمد خالد
عاد الاعب الجزائري زين الدين بلعيد، مدافع شبيبة القبائل الجزائري، إلى حسابات النادي الأهلي لتعاقد معه في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، وفق ما علمت القاهرة 24 من مصادرها. ويأتي هذا المسعى في إطار تعزيز خطوط الدفاع لدى المارد الأحمر في يناير المقبل، في ظل الأزمة الدفاعية التي يمر بها الفريق وتكبده لبعض القاءات محلياً وقارياً في الفترة الأخيرة. وتؤكد المصادر أن الأهلي يدرس خياراته الدفاعية بعناية لتعويض الغيابات الناتجة عن الإصابات والإيقافات، خاصة في الخط الخلفي الذي يعاني هذا الموسم من بعض التحديات غير القليلة.
ويأتي حديث التعاقد مع بلعيد في وقت يعاني فيه المدافع المغربي أشرف داري من إصابات متكرة حالت دون المشاركة في عد من المباريات، ما أجبر الأهلاوين على الاعتماد المستمر على ثنائي الدفاع ياسر إبراهيم وياسين مرعي. وبالرغم من هذه المعاناة الدفاعية، يحافظ الأهلي على قدرته على المنافسة محلياً وقارياً، وهو ما يجعل فكرة تعزيز الخط الخلفي خياراً مطروحاً بقوة في خطة الفريق لموسم الجاري. ويأمل الأهلي من خلال هذا المسعى أن يعود إلى استقرار الدفاع، ويمنح الفريق حلولاً أكثر عمقاً في مركزي قلب الدفاع والظهيرين في ظل كثافة المباريات وتفاوت مستويات الإصابات.
في سياق آخر، ينافس الأهلي في المجموعة الثانية من دور مجموعات دوري أبطال أفريقيا بجانب يانج أفريكانز التنزاني والجيش الملكي المغربي وشبيبة القبائل الجزائري. وتأهل الأهلي إلى دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا لمرة الحادية عشرة على التوالي، بعدما تغلب في مواجهتي دور الـ32 أمام إيجل نوار البوروندي بهدفين نظيفين في مجموع المبارتين. وتضع هذه الإنجازات الفريق في مواجهة مع أندية ذات خبرة عريضة في القارة السمراء، وهو ما يفرض عليه مواصلة العمل على تعزيز تشكيلة قوية تؤهله لتخطي عقبة دور المجموعات ومواصلة المشوار حتى القب.
ويطمح المارد الأحمر إلى تخطي دور المجموعات ومواصلة مسيرته في دوري أبطال أفريقيا وتحقيق القب لمرة الثة عشر في التاريخ، وهو ما سيعز رصيده القياسي كالأكثر تويجاً بالقب القاري. ويعد الأهلي البطلة القياسية لدوري أبطال أفريقيا برصيد 12 لقباً، كما أنه الفريق الأكثر مشاركة في البطولة بإجمالي 37 مشاركة، إضافة إلى كونه الأكثر مشاركة بنسخ متالية بواقع 23 نسخة متالية. بهذه الأرقام التاريخية الكبيرة يبقى التحدي الأكبر أمام الأهلي هو الحفاظ على قماشته التنافسية والتجديد المستمر في صفوفه، خصوصاً في خطوط الدفاع التي تشهد حالياً ضغوطاً وتحديات نتيجة الإصابات والمتغيرات الفنية.
وبالنظر إلى مشوار الأهلي في البطولة القارية، فإن مسألة تعزيز الدفاع تعز لدى الجماهير إحساً بأن الفريق يسعى إلى بناء منظومة أكثر متانة لتعامل مع ضغوط منافسيه في القارة السمراء. وفي هذا السياق تبقى العوامل البشرية من مدافعين محلين وأجانب، إضافة إلى التخطيط الفني، هي العناصر الأساسية التي ستحد مدى قدرة الأهلي على التنافس بقوة في مرحلة المجموعات، ثم الاستمرار في المسار نحو القب القاري الذي يحلم به جمهور الأهلي وجماهير النادي الإفريقي بعيداً عن أي تعثر.
إدراج اسم زين الدين بلعيد ضمن خيارات الأهلي يعكس رغبة الجهاز الفني في زيادة خياراته الدفاعية والتوازن في التشكيلة الأساسية. وفي حال إتمام الصفقة بنجاح، فإن الاعب الجزائري سيكون إضافة فنية قد تعز من قدرت الأهلي على تنظيم خطوطه وتثبيت مركزي الدفاع، خصوصاً في المباريات التي تشهد ضغوطاً كبيرة من جانب المنافسين. كما أن وجود لاعب من خبرة بلعيد من شأنه أن يضيف عمقاً ومرونة في الأداء الدفاعي، بما يمنح المدرب خيارات أكثر لتبديل التكتيكات خلال المواجهات القارية والمحلية وفقاً لظروف المباراة والإصابات والإنذارات المحتملة.
من جانب آخر، تظل أندية المجموعة الثانية في دوري أبطال أفريقيا تبذل جهودها لحفاظ على مستوى تنافسي عالٍ في البطولة القارية، وتبقى معادلة الفوز والتأهل من أجل بلوغ أدوار الإقصاء على رأس الأولويات. وفي هذا السياق، تضح أهمية استثمار الأهلي في عناصر جديدة قادرة على ضبط إيقاع العب والدفاع عن النتيجة وتقديم عروض قادرة على استغلال الفرص الهجومية عند الحاجة. وكل خطوة في هذا الاتجاه تعكس الرغبة في تحقيق التوازن بين تأدية الواجب المحلي والمشاركة القارية، وهو ما يجعل من الإستثمار في خط الدفاع جزءاً رئيسياً من تطلعات النادي لموسم القادم.
خلاصة المشهد الراهن أن عودة زين الدين بلعيد إلى الأهلي، في حال وضعها موضع التنفيذ، ستضيف بُعداً تكتيكياً وجودياً من شأنه تعزيز خطوط الفريق وتوفير خيارات أكثر لمحافظة على توازن التشكيلة. وفي المقابل، يبقى الاعتماد على ياسر إبراهيم وياسين مرعي ركيزة أساسية في الخط الخلفي الوقت الراهن، خاصة مع الإصابات المتكرة التي يعاني منها داري وتبعاتها على مدى الاستمرارية في المباريات. كل ذلك يأتي فيما يرفع من حجم التوقعات حول جاهزية الأهلي في المرحلة القادمة من دوري أبطال أفريقيا واحتمالاته في مواصلة المشوار الطويل نحو القب القاري، وتأكيده كأحد الأسماء العريقة في تاريخ المسابقة القارية الأشهر على مستوى القارة.
التقارير تشير إلى أن المفاوضات ستجه نحو حسم صفقات محتملة خلال الفترة القريبة المقبلة، مع التزام بسياسة النادي في اختيار الاعبين القادرين على تقديم إضافة حقية لمجموعة الفنية والبدنية. وعليه فإن خطوة عودة زين الدين بلعيد إلى الأهلي ستوقف على ارتكانها إلى تقويم فني يراه الجهاز الفني مناسباً لإضافة عمق دفاعي حقي مع الحفاظ على توازن الفريق في الخطوط الأخرى. وفي ظل التحديات التي يفرضها حضور المنافسين القارين، يبقى أن يعكس القرار النهائي رؤية فنية واضحة تدعم مسيرة الأهلي نحو استعادة مكانته التاريخية في سماء الكرة الإفريقية، وتؤمن له تكرار النجاحات السابقة في ألقاب البطولات القارية.
تظل الارتباطات القارية والأثر الذي يخلّفه وجود لاعب من مستوى بلعيد محوراً مهماً في تحليل مستقبل الأهلي داخل الدوري المصري وخارجها، خاصة وأن النادي يملك تاريخاً حافلاً وإنجازات بارزة تؤهله لفرض حضور قوي في كل منافسة يخوضها. ومع استمرار المستجدات وتطور المفاوضات، يظل جمهور الأهلي ينتظر بصمت القرار النهائي الذي من شأنه أن يعز من قوة الفريق الدفاعية، ويدفع به نحو مزيد من التوازن والنجاح في المرحلة المقبلة من المسابقات القارية والمحلية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.












































































































