كتبت: إسراء الشامي
أجرى النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو حواراً مفتوحاً مع الإعلامي البريطاني بيرس مورجان تناول فيه أسباب بقائه في الدوري السعودي لمحترفين، وتحديداً مع نادي النصر، إضافة إلى موقفه من الاعتزال وتقيمه لمسيرة امتدت على مدى سنوات طويلة. في هذا الحوار، أكد رونالدو أنه يمتلك اهتمات خارج حدود الملعب، من بين أبرزها العقارات والأعمال، وعبّر عن حبه لتعلم المستمر. كما أشار إلى أنه يشغل منصب سفير لألعاب الإلكترونية في الملكة، وأن بثورته الرياضة في السعودية تأتي ضمن مشروع ضخم أشرف عليه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وفي هذا السياق، لفت إلى أن وجوده في الملكة مهم بنفس القدر له ولعائلته، مشيراً إلى أن والدته وإخوته سعداء لغاية بتواجدهم هناك. كما أكد أن تقديره لكبار الشخصيات السياسية والخدمية لملكة يعكس ثقته في القيادة، معبراً عن اعتزازه بما حقته الملكة في زمن وجيز.
وفي جانب آخر من الحديث، تطرق رونالدو إلى ملف الاعتزال، فاعترف بأن المستقبل الرياضي قد يطرح صعوبات كثيرة، لكنه أشار إلى أنه مستعد لمواجهة هذه التحديات في حال قر تقليل نشاطه الكروي. وفي إجابته عن الأسئلة المتعلقة بمشاعر التخلي عن كرة القدم، قال إن الأمر سيكون صعباً ومؤلماً وربما يترتب عليه دموع، لكنه أضاف أنه جهّز خطوته لمستقبل منذ كان في سن السابعة والعشرين. كما أثبت رونالدو أنه لا يخشى التحديات ولا يستهين بأي قرار قد يتخذه، معبراً عن ثقته بأن مستقبله قد رُسِم منذ سنوات طويلة وأنه جاهز لمراحل جديدة بعيداً عن المستطيل الأخضر إذا اقتضت الضرورة.
ولم تقتصر التصريحات على ذلك، بل ألمح رونالدو إلى أن هناك أرقاماً تدعم حضوراً استثنائياً في مسيرته. في إطار حديثه مع مورجان، أشار إلى معلومات دقيقة حول إنجازاته، وأن أهدافه تشكل جزءاً من سجل موثق بالفيديو. كما أكد أن أغلى ما اشتراه كان طائرة خاصة في سن الثلاثين، وأنه قام باستبدالها بطائرة أخرى قبل عام من الآن. وفي هذا السياق أطلق دعابة قوية يؤكد من خلالها أنه “أنا الملياردير الوحيد في كرة القدم، والأرقام لا تكذب”.
دوافع رونالدو لعب في الدوري السعودي
يذهب رونالدو في هذا الحوار إلى تفسير مقنع لقرار بقائه في الدوري السعودي لمحترفين، وهو ما يبر الاستثمار الكبير في انتقاله إلى النصر السعودي. فالإطار العام الذي يرسمه يشير إلى أن تعطش الاعب لتحديات جديدة وتطوير خبراته في بيئة مختلفة عن أوروبا يمثل عاملاً رئيسياً في استمراره. كما أن وجوده في السعودية يسمح له بمزج رياضته المحترفة مع نشاطات أخرى توليه أبعاد اقتصادية واجتماعية جديدة، وهو ما يندرج ضمن استراتيجياته الشخصية والرياضية على المدى الطويل. وفي هذا السياق، يعز رونالدو فكرته بأن العروض التي قُدمت له ليست مجرد مغامرة عابرة، وإنما مشروع يهدف إلى بناء حضور طويل الأمد مع دعم من القيادة السعودية.
وعلى مستوى الأبعاد الاقتصادية والرياضية، يؤكد رونالدو أن وجوده في الملكة ليس مجرد انتقال عابر، وإنما خطوة مدروسة تفتح له مساحات لعمل خارج الملعب، مثل الاستثمار في مجالات ذات عائدات محتملة وتطوير صورة عالمية لمنافسة الكروية في منطقة الخليج. ويؤكد بأن العمل في الملكة يمنح فرصاً لتعزيز قدراته كقائدٍ فني وإداري، إضافة إلى دوره كمثل أعلى لشباب والاعبين الذين يسعون إلى بناء مسيرة طويلة في عالم الرياضة والاعمال.
تأثير الإقامة في السعودية على رونالدو وعائلته
يتناول رونالدو في حديثه أثر الإقامة في الملكة على حياته الخاصة والعائلية. فقد أوضح أن وجوده هنا ليس أمراً يخصه وحده بل يمتد إلى عائلته، بما في ذلك والدته وإخوته، الذين يعبرون عن شكرهم ورضاهم عن هذه الخطوة. هذه الرسالة تحمل دلات عميقة عن الاستقرار الأسري في بيئة جديدة وتكريس مكانة العائلة كأولوية أساسية في مسار الاعب. من جهة أخرى، يؤكد رونالدو أن العلاقات الأسرية هنا تمنحهم إحساً بالانتماء وتفتح أبواب لتجربة الحياة الاجتماعية والرياضية بشكل أوسع، وهو ما يسهم في تعزيز توازن النجم العالمي بين أدواره المختلفة.
وفي هذا الإطار، يبرز دور القيادة السعودية في رسم صورة مشرقة لمستقبل، حيث يشير رونالدو إلى أن وجوده في الملكة يعكس ثقة القيادة في إمكاناته وفي قيمة العمل المشترك مع مؤسات محلية رائدة. وهو يحاور الجمهور بإشارات امتنان وتقدير عند الإشارة إلى الجهود التي تبذلها الملكة في سبيل تقديم بيئة مناسبة لتحقيق النجاح، سواء على المستوى الرياضي أو الاقتصادي أو المجتمعي.
تكريم القيادة السعودية ورؤية الأمير محمد بن سلمان
يرسم رونالدو صورة إيجابية عن شخصيات قيادية محورية في الملكة، ويعبّر عن احترامه الكبير لأمير محمد بن سلمان، ولي العهد. فهو يصفه بأنه شخص استثنائي، ويؤكّد أنه يريد استغلال هذه المقابلة لتسليط الضوء على كل ما قام به من أجل الملكة. هذه العبارات تُبرز مدى التقدير الذي يحمله رونالدو تجاه القيادة السعودية ودورها في تمكين الرياضين الأجانب من المشاركة في مشاريع ريادية ونوعية، ما قد يفتح آفاق جديدة أمام الاعبين الدولين لاندماج في بيئات رياضية واقتصادية مختلفة.
الاعتزال: قراءة رونالدو لمستقبل
في ملف الاعتزال، يعترف رونالدو بأن الحظة المرتبطة بتوقف مسيرته قد تكون صعبة، وربما تكون مؤلمة، وربما يرافقها دموع. لكنه يشير إلى أنه جهّز مستقبله منذ بلوغه سن السابعة والعشرين، وهو ما يعكس استعداً مسبقاً لمواجهة التحديات القادمة. هذه الرؤية تعكس روحاً عملية لدى لاعب يملك خبرة طويلة في عالم الاحتراف، وتؤكد أن التخطيط لمستقبل ليس مجرد خيار، بل إطار واقعي يتيح له أن يحافظ على قيمته الفنية وشخصيته المهنية حتى في فترات ما بعد الاعتزال.
أرقام وإنجازات وتأكيدات مالية
رونالدو يضع الأرقام كإحدى علامات مسيرته الموثقة، وهو ما يتجسد في قوله بأن أهدافه الـ948 جميعها موثقة بفيديو. هذا التصريح يعز الصورة التي ترتبط به كلاعب يرفض المراوغة في سرد إنجازاته، ويؤكد أن مكتسباته تقف أمام الجمهور كوثائق صوتية ومرئية تكرس قدرته الكبيرة في الملعب. وبالإضافة إلى ذلك، يذكر أنه قام بشراء طائرة خاصة عندما كان في الثلاثين من عمره، وأنه استبدلها بطائرة أخرى قبل عام. هذه التفاصيل، رغم بساطتها، تبرز جانباً من حياة النجم، وتؤكد مدى شغفه بالإنجازات وتوثيقها.
موقفه من الأعمال والألعاب الإلكترونية
يتحدث رونالدو أيضاً عن اهتمامه بالأعمال خارج كرة القدم، وهو ما يترجم إلى أنشطة متنوعة في مجالات العقارات والأعمال والتعلم المستمر. إضافة إلى دوره كسفير لألعاب الإلكترونية في السعودية، ما يعكس تنوعاً في نشاطه الرياضي والشخصي يهدف إلى توسيع آفاقه خارج المستطيل الأخضر. كما يعز وجوده في الملكة دوره كقائد يؤثر في الشباب والمجتمع حوله، ويدفع باتجاه بناء نموذج يحتذي به الاعبون الشبان في كيفية توازن الحياة المهنية مع الاهتمات الشخصية والأنشطة الاجتماعية المتعلقة بالتكنولوجيا والرياضات الإلكترونية.
خلاصة التصريحات والتوقعات المستقبلية
ما يميز حديث رونالدو في هذه المقابلة ليس فقط الإقرار بوجود أفق جديد في مسيرته داخل الملكة، بل أيضاً تعبيره عن امتنانٍ عميق لجهود التي تبذلها الملكة بقيادة ولي العهد. كما يعكس الحوار نمطاً من الثقة والاعتزاز بمسارٍ يقول بأنه قد تم التخطيط له بعناية منذ سنوات. وبين سطور التصريحات يبرز موقف Ronaldo من الاعتزال كخيار محتمل في المستقبل، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام فرص جديدة في الرياضة والاعمال. وبما أن الأرقام تحضر كعنصر ثابت في سردّ إنجازاته، فإن حديثه عن أنكونه “الملياردير الوحيد في كرة القدم” يطرح سؤالاً حول مصداقية العلامة التجارية الشخصية وتزاوج الرياضة مع الاقتصاد الشخصي، وهو ما يعكس جانباً من التطور الذي يشهده النجم العالمي في منطقة الخليج.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.













































































































