كتبت: إسراء الشامي
شارك الواء خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، في فعاليات النسخة الرابعة من المؤتمر العربي لاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة، الذي انطلق صباح اليوم في مدينة شرم الشيخ، مدينة السلام، بفندق بارك ريجينسي. وجاء الحدث بمشاركة عد من الوزراء ومثلي المنظمات العربية والدولية، إضافة إلى نخبة من الخبراء والباحثين في مجالات الاقتصاد والبيئة والتنمية. وفي كلمته أمام الجلسة الافتاحية، رحّب المحافظ بالحضور معبراً عن سعادته بانعقاد هذا الحدث العربي الهام على أرض مصر التي، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السي، أصبحت منارةً لأمن والسلام ومركزاً عالمياً لحوار والتعاون من أجل مستقبل أكثر استدامة وعدالة. كما أكد أن انعقاد المؤتمر في شرم الشيخ يجسد مكانة المدينة كمنصة رائدة لحوار حول قضايا المناخ والتنمية المستدامة، مع الإشارة إلى التزام الدول العربية بتعزيز التعاون لمواجهة التحديات البيئية، وحماية الموارد الطبيعية، ودعم فرص الاستثمار في الاقتصاد الأزرق والطاقة النظيفة، في إطار رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة. واستعرض المحافظ التطور الملحوظ في محافظته خلال السنوات الأخيرة من خلال مبادرة “الجرين شرم” التي أطلقها الرئيس السي لتحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة صديقة لبيئة تعتمد على الطاقة النظيفة والنقل الكهربائي، وهو ما أهلها لفوز بجائزة ICLEI لمدن الخضراء. وأوضح أن جنوب سيناء يواصل تعميم هذه التجربة في باقي مدن المحافظة كجزء من استراتيجية التنمية المستدامة والتوسع في مشروعات الطاقة النظيفة والمسارات البيئية المتكاملة، مؤكدًا أن الاقتصاد الأزرق يشكل أمل المستقبل وأن تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة يمثل أولوية لمحافظة. وفي ختام كلمته، جد المحافظ التأكيد على استمرار التعاون العربي في دعم المبادرات البيئية والاستثمار في الاقتصاد الأزرق، مشيداً بالجهود التي تبذلها الدولة المصرية في قيادة مسار التنمية المستدامة.
ويُعقد المؤتمر العربي لاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة في نسخته الرابعة لعام 2025 بمدينة شرم الشيخ، بالتوازي مع فعاليات المنتدى العربي لأرض والمناخ، الذي تنظمه الشبكة العربية لمنظمات الأهلية برعاية الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس برنامج الخليج العربي لتنمية “أجفند”، وبمشاركة جامعة الدول العربية وبرنامج الأم المتحدة الإنمائي (UNDP) والمجلس العربي لطفولة والتنمية. وتُقام هذه النسخة تحت عنوان “الأرض والبحر في تناغم: مسارات الاقتصاد الأزرق”، وشعار “من أجل منطقة عربية أكثر قدرة على التكيّف مع تغيّر المناخ”، حيث تركز فعالياتها على تعزيز التكامل بين الأرض والبحر في إطار مفهوم الاقتصاد الأزرق، واستثمار الموارد البحرية والساحلية لتحقيق النمو الاقتصادي مع الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي. ويعد المؤتمر امتداً لمسار علمي ومؤسي بدأ منذ عام 202، بهدف تعزيز الحوار العربي والإقليمي حول قضايا البيئة والمناخ والتنمية المستدامة، وتوحيد الجهود بين الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني من أجل بناء مستقبل أكثر استدامة وعدالة بيئية في المنطقة العربية. وتضمن أجندة المؤتمر مجموعة من الجلسات والمحاور التي تناول الاستثمار المستدام في الموارد البحرية، والطاقة المتجدة، والسياحة البيئية، والزراعة المائية، إلى جانب حماية النظم الساحلية، وإعادة تأهيل الشعاب المرجانية وأشجار المانغروف، والحد من التلوث البلاستيكي. كما يولي المؤتمر اهتماً خاصاً بتمكين المجتمعات الساحلية وصغار الصيادين، وتعزيز التمويل الأزرق كركيزة لتحول الاقتصادي الأخضر في العالم العربي.
دلالة انعقاد المؤتمر على التعاون العربي في الاقتصاد الأزرق
يعكس انعقاد النسخة الرابعة من هذا المؤتمر التزاماً عاماً بين الدول العربية نحو تعزيز الاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة كإطار عملي يدمج بين النمو الاقتصادي وحماية الموارد الطبيعية. فالحدث يؤكد أن التعاون العربي ليس خياراً بل مسار عمل جماعي يهدف إلى مواجهة التحديات البيئية وتطوير آليات تمويل وتبادل خبرات يسهم في تحسين مستويات الاستثمار في الموارد البحرية والبيئية. وبوصفه منصة راسخة لحوار بين الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص، يوفر المؤتمر منصة لتبادل الرؤى وتنسيق الجهود بما يخدم القضايا البيئية والاقتصادية في آن واحد. وتؤكد المشاركة الواسعة من الوزراء ومثلي المنظمات العربية والدولية أهمية هذا النوع من القاءات في ترسيخ أس عمل تعاوني يواكب المتغيرات المناخية العالمية ويترجمها إلى إجراءات وسياسات عملية تدعم التنمية المستدامة في البلدان العربية.
شرم الشيخ منصة حوار عالمية لقضايا المناخ والتنمية المستدامة
تؤكد مدينة شرم الشيخ دورها كمنصة حوارية رائدة تجمع بين قضايا المناخ والتنمية المستدامة وتفتح آفاق التعاون بين الدول العربية في مجالات الاقتصاد الأزرق والطاقة النظيفة. فالمدينة، التي حصلت على لقب مدينة السلام، تستضيف فعاليات تجاوز مجرد النقاش النظري لتضع أمام المشاركين فرصاً لعمل المشترك وتطوير مشاريع ملموسة تواكب أهداف التنمية المستدامة. ويؤكد وجود قيادات وزراء ومثلي منظمات عربية ودولية أن شرم الشيخ بات نقلة نوعية في مسار العمل البيئي والاقتصادي المشترك، ما يساعد في بناء شبكة علاقات وتفاهمات ترجم في تطبيقات عملية تخدم البيئة والاقتصاد معاً. كما يعز الحدث الثقة في أن المنطقة العربية تسير بمسارٍ موحد يركز على الحلول المستدامة ويولد فرص استثمارية جديدة في اقتصاد الأزرق والطاقات النظيفة، مع مراعاة تنمية المجتمع المحلي وتوفير فرص عمل مستدامة.
جهود جنوب سيناء في تعزيز المدن الخضراء وتعميم الطاقة النظيفة
يبرز من خلال كلمات المحافظ أن جنوب سيناء شهدت خلال السنوات الأخيرة طفرة نوعية في مجال المدن الخضراء، وذلك عبر مبادرة “الجرين شرم” التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السي لتوجيه المدينة نحو أن تكون صديقة لبيئة تعتمد على الطاقة النظيفة والنقل الكهربائي. ونتيجة لهذا التوجه حقت المدينة نجاحاً ملموساً تمثل في فوزها بجائزة ICLEI لمدن الخضراء. وتستهدف المحافظة تعميم هذه التجربة النموذجية في باقي مدن جنوب سيناء ضمن إطار استراتيجية التنمية المستدامة والتوسع في مشروعات الطاقة النظيفة والمسارات البيئية المتكاملة، بما يسهم في تعزيز جودة الحياة وتقليل البصمة البيئية وتوفير فرص اقتصادية جديدة في قطاعي السياحة البيئية والزراعة المائية والأنشطة المرتبطة بالبحر والبيئة البحرية بشكل عام. كما يعكس ذلك التزاماً واضحاً بتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية الموارد الطبيعية، وهو محور رئيسي في إطار الاقتصاد الأزرق كأداة رئيسة لنمو المستدام.
رؤية المؤتمر في إطار مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة
تأتي هذه النسخة في سياق رؤية مصر 2030 وتوجيهاتها نحو التنمية الشاملة التي تجمع بين الاقتصاد والبيئة والمجتمع. فالمؤتمر يشكل أحد العناصر التنفيذية الداعمة لهذه الرؤية من خلال تعزيز التعاون العربي في مواجهة التحديات البيئية وتطوير سياسات واستراتيجيات تدعم الاستثمار في الاقتصاد الأزرق والطاقة النظيفة. كما يبرز استمرار التواصل والتنسيق بين الدول العربية والمجتمع الدولي من أجل بناء مستقبل اقتصادي يتحق فيه النمو من دون الإضرار بالبيئة، مع التزام بمعاير التنمية المستدامة والحوكمة الرشيدة. وتؤكد المشاركة الواسعة في المؤتمر أن الدول العربية تضع تنمية مستدامة وتوازن بين الموارد البحرية والساحلية كأولوية وطنية، وتعتبر أن الاقتصاد الأزرق أداة فاعلة لتحقيق هذا التوازن على نحو يفيد المجتمع ويعز من قدراته الاقتصادية والتنموية.
أجندة المؤتمر ومحاور الاستثمار المستدام في الموارد البحرية والطاقة المتجدة والسياحة البيئية والزراعة المائية
تضم أجندة المؤتمر سلة جلسات ومحاور تركز على عدة قطاعات حيوية: الاستثمار المستدام في الموارد البحرية، والطاقة المتجدة، والسياحة البيئية، والزراعة المائية، إلى جانب حماية النظم الساحلية وإعادة تأهيل الشعاب المرجانية وأشجار المانغروف، والحد من التلوث البلاستيكي. وتؤكد هذه المحاور أن الاقتصاد الأزرق ليس مجرد رؤية نظرية بل إطار عمل واقعي يربط بين التطوير الاقتصادي وحماية النظم البيئية. كما يولي المؤتمر اهتماً خاصاً بتمكين المجتمعات الساحلية وصغار الصيادين، وهو جانب اجتماعي مهم ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة ويعز قدرة المجتمع المحلي على المشاركة في مشاريع اقتصادية بيئية مستدامة. وتضمن المحاور أيضاً آليات التمويل الأزرق كركيزة لتحول الاقتصادي الأخضر في العالم العربي، وهو جانب حيوي يتيح لمشروعات البيئية إمكانية الوصول إلى مصادر تمويل جديدة ومستدامة.
التمويل الأزرق ودور المجتمع المحلي وصغار الصيادين
يولي المؤتمر اهتماً خاصاً بالتمويل الأزرق كأداة حيوية لتحول الاقتصادي الأخضر، مع التركيز على تمكين المجتمعات الساحلية وصغار الصيادين. وتبرز أهمية التمويل الأزرق في توفير آليات دعم ومساندة لمشروعات التي تجمع بين حفظ الموارد البحرية وتنمية الاقتصاد المحلي. كما يشير إلى دور المؤسات الدولية والإقليمية في تعزيز هذا النوع من التمويل وتيسير الوصول إلى الموارد المطلوبة لتطوير مشاريع بيئية واقتصادية مستدامة في المنطق الساحلية والبحرية. وتؤكد الجوانب المرتبطة بالتمويل الأزرق على رؤى وبرامج مثل أجفند والشبكة العربية لمنظمات الأهلية، التي تعمل ضمن إطار المنتدى العربي لأرض والمناخ، وتدعم مبادرات تهدف إلى تحقيق تنمية بيئية واقتصادية متوازنة في الدول العربية.
التوازي مع المنتدى العربي لأرض والمناخ وتداعياته الإقليمية
تقام هذه النسخة من المؤتمر بالتوازي مع فعاليات المنتدى العربي لأرض والمناخ، الذي تنظمه الشبكة العربية لمنظمات الأهلية برعاية الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس برنامج الخليج العربي لتنمية “أجفند”، وبمشاركة جامعة الدول العربية وبرنامج الأم المتحدة الإنمائي (UNDP) والمجلس العربي لطفولة والتنمية. وتُطرح في هذا المنتدى قضايا الأرض والبحر في تناغم وتداعيات تغيّر المناخ، مع التركيز على تعزيز التكامل بين الأرض والبحر ضمن منظور الاقتصاد الأزرق. وتساهم هذه الفعالية المشتركة في توسيع آفاق الحوار بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، وتقديم إطار عملي لتنسيق السياسات والبرامج التي تعز قدرة المنطقة على التكيّف والتعافي من تأثيرات المناخ. وتضمن التوجيهات والمنطلقات التي يتبادلها المشاركون تعزيز التعاون العلمي والتنموي وتبادل الخبرات وتنسيق جهود الاستثمار في مجالات البيئة والموارد البحرية والساحلية، بما يخدم التنمية الشاملة في الدول العربية.
التطلعات المستقبلية والتناغم بين الأرض والبحر في المنطقة العربية
بعد هذه المخرجات والمهام المعلنة، تجه الأنظار إلى آفاق التعاون المستمر والتنسيق الثنائي والمتعد الأطراف في مواجهة التحديات البيئية وتطوير فرص الاستدامة الاقتصادية. فالمؤتمر يفتح باً أمام مزيد من العمل المشترك بين الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني من أجل بناء مستقبل أكثر استدامة وعدالة بيئية في المنطقة العربية. وتؤكد كل فعالية من فعاليات المؤتمر أن هناك حاجة مستمرة لإيجاد حلول ملموسة وملموسة تعز الاستثمار في الاقتصاد الأزرق، وتدعم مصادر الطاقة النظيفة، وتطوير السياحة البيئية، وتحديث أساليب الزراعة المائية وإعادة تأهيل النظم الساحلية والشعاب المرجانية، بما يضمن حماية التنوع البيولوجي وتوفير فرص عمل جديدة لمجتمعات الساحلية. وبذلك يصبح الاقتصاد الأزرق عنصراً محورياً في سياسة التنمية المستدامة التي تسعى الدول العربية إلى تطبيقها بشكل تدريجي ومتواصل، مع الحرص على إبقاء التنمية موجهة نحو الأرض والبحر معاً، بما يحفظ التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية الموارد الطبيعية لأجيال الحالية والقادمة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































