كتبت: بسنت الفرماوي
شهدت قرية المريس في مركز الطود بمحافظة الأقصر حالة من الحزن العميق عقب الإعلان عن العثور على جثة مسنة في ترعة بالأقصر، وهي الحاجة ر.م.س، التي كانت تعاني من مرض الزهايمر وتغيبت عن منزلها فجر الأحد الماضي في ظروف غامضة. وقد أُعلن ذلك من خلال الجهات المختصة، في إطار متابعة طويلة من جانب أهلها وجيرانها الذين ظلوا يترقبون أي علامة تقود إلى مكان وجودها. أصبح هذا الحدث صادماً لاسيما وأن السيدة المعنية كانت تعيش بين أهلها بمودة ورحمة، وتفقدها الأسرة والمحيطون بها كان له وقعٌ بالغ في قلوب السكان.
بدأت الحكاية باختفاء السيدة فجر الأحد، حين خرجت منزلها في هدوء كما اعتادت عادة بسب مرضها، دون أن تمكن الأسرة من تدارك غيابها حتى مرور وقتٍ غير قليل. ولأن الغموض أحاط بخيط الرواية الأول، شرعت العائلة وأهالي القرية في فتح أبواب الأمل على مصراعيها عبر تقسيم أدوار البحث وتوسيع دائرة الاستغاثة. لم يتركوا باً إلا وطرقوه، فتمت الدعوة إلى حملة بحث واسعة شملت الشوارع والحقول والمناطق المجاورة، وهو إجراء اعتمدته العائلة مع الجهات المعنية وتلقى صدىً واسعاً في المجتمع المحلي. وفي تلك الأيام العصيبة، كان البلاغ الرسمي إلى مركز شرطة الطود خطوة مهمة تؤكد جدّية الأسرة في العثور عليها، وتعبيراً صريحاً عن الحاجة إلى دعم الأجهزة الأمنية في مهمة البحث.
العثور على جثة مسنة في ترعة بالأقصر: تفاصيل الحادث
ومع استمرار حملات البحث وتواصل المساعي، ورد بلاغ إلى مركز القرنة يفيد بوجود جثة طافية على سطح المياه داخل إحدى الترع. التقطت فرقة من الأمن والتنقيب النهري الخبر وتحركت إلى مكان البلاغ على الفور، لتباشر عملية الانتشال وتحديد الهويّة وتوثيق المصادر. انتُقلت الجثة إلى مشرحة مستشفى القرنة المركزي، حيث أُجري الفحص المبدئي وتبيَّن أن الأمر يتعلق بسيدة مسنة في حالة تحل، وهو ما يتطلب تحليلاً دقيقاً واتباع إجراءات الطب الشرعي الأولية. في هذا السياق، وتطابقاً مع أوصاف البلاغات السابقة، اتضح أن الجثة تعود إلى الحاجة ر.م.س من قرية المريس، وكانت مفقودة منذ فجر الأحد كما تم الإشارة إليه سابقاً.
المتابعة الدقية لتحريات أظهرت أن المتوفاة كانت تعاني من مرض الزهايمر. وبناءً على هذه المعطيات، أُرجع السب المحتمل لغموض الذي لفّ اختفائها إلى جانبها الصحي، حيث يُعتقد أنها خرجت منزلها دون أن تدري وجهتها الصحيحة ثم سقطت عرضاً في الترعة أثناء سيرها في نطاق القرية. لكن مع ذلك، تبقى هذه الملاحظات في إطار التقدير الأول، وتبقى الآراء النهائية من اختصاص الجهات المختصة. هذه التفاصيل عزت من ضرورة التزام القنوات الرسمية لإبلاغ النيابة العامة ومتابعة الإجراءات القانونية الازمة.
تمت الإشارة إلى أن التحريات الأولية أكّدت وجود صلة بين التغيرات الصحية لمسنة وسلوكها خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يفتح باً لبحث والتحقيق قبل الوصول إلى نتائج نهائية. وفي الوقت نفسه، تم تذكير المجتمع بأن مثل هذه الحالات تطلب رعاية صحية مستمرة وتفهماً من أفراد العائلة لوجود مخاطر محتملة خلال فترات الاختفاء بين الفينة والأخرى. وبالنتيجة، تم نقاش ملابسات ما حدث وتبادل الآراء بين الأجهزة المعنية لمعرفة ما إذا كانت هناك تفاصيل إضافية يمكن الاعتماد عليها في سياق القضية.
الإجراءات القانونية والتحقيقات الأولية
أُخطِرت النيابة العامة بالوقائع التي تم tavثها، وجرى التوجيه بإكمال الإجراءات القانونية الازمة، بما في ذلك فحص الجثمان والتأكد من هوية المتوفاة عبر المطابقة مع البلاغات الموثقة. وبعد استكمال كل الإجراءات، صرّحت النيابة بدفن الجثمان وفق القوانين والوائح المعمول بها، مع إبقاء باب التحقيق مفتوحاً أمام أي دلائل جديدة قد تكشفها التحقيقات الاحقة. وفي هذا الإطار، تبقى الحقائق النهائية رهن نتائج التقارير الطبية والتشريح التي ستصدرها الجهات المختصة، بما يعز الشفافية ويؤمن حقوق الأسرة والمجتمع في آن واحد.
أثارت هذه التطورات تساؤلات جماهيرية حول سُبل حماية كبار السن المصابين بالأمراض المزمنة داخل القرى والمدينة، خصوصاً في حالات الغياب غير المبر التي قد تنتهي إلى مخاطر حقية. وفي المقابل، تواصلت الاتصالات بين الأهالي والجهات المسؤولة من أجل توفير الرعاية الازمة لكبار السن، وتبني سلة من الإجراءات الوقائية التي تخف من مخاطر الاختفاء والطوارئ الصحية التي قد تواجها العائلات في المستقبل. كما أشار البعض إلى ضرورة تعزيز الوعي الصحي وتوفير وسائل تأمين لمنازل وتسهيل الوصول إلى خدمات الرعاية.
ردود فعل أهالي قرية المريس وتأثير الحادث
عمّ الحزن قرية المريس بعد تأكيد الخبر، وازدانت كلمات البُكاء والتعازي التي نُعت بها الحاجة ر.م.س. بين أهالي القرية، إذ وصفها جيرانها بأنها سيدة طيبة وسيرة حسنة، وتُعدُّ مثالاً لود والكرم. لم تقتصر ردود الفعل على الدعاء والتعازي فحسب، بل امتدت إلى تعليقات تعبّر عن الأسى وتؤكّد أن المجتمع يلتف من حول أسر المختفين في مثل هذه الحظات العصيبة. وتُلاحظ القرية أن مثل هذه الأحداث تذكّر الجميع بالحواجز التي قد تفصل بين الحياة اليومية والقدر، وتحث على العمل المشترك بين المواطنين والجهات المعنية لضمان سلامة كبار السن وتوفير الرعاية الازمة لهم في كل حين.
إلى جانب ذلك، أشار الأهالي إلى أهمية نشر ثقافة الاهتمام الصحي والتواصل المستمر مع الأقارب في ظل وجود أمراض مزمنة، من أجل تقليل فرص فقدان الأهالي أو اختفائهم بشكل مفاجئ. وتبقى هذه الحثّات جزءاً من رسالة أوسع لوقاية الاجتماعية والصحية التي عادة ما تبنّاها القرى والقرى المجاورة، من أجل بناء مجتمع أقوى وأكثر ترابطاً في أوقات المحن والكوارث. وبالرغم من الحزن الذي خيّم على الشارع، كان هناك تفاؤل بأن عيون المجتمع ستبقى مفتوحة أمام كل من يحتاج إلى مساعدة أو دعم نفسي واجتماعي، خاصةً في مثل هذه الظروف التي تطلب صبراً وقوة.
تُختم الوقائع مع تأكيد أن الأسرة والمتضرين يواصلون متابعة جميع المستجدات عبر القنوات الرسمية، مع أمل بأن تُسهم نتائج التحقيقات في توجيه الدروس المستفادة وتطوير آليات الاستجابة في المجتمعات المحلية، بما يخدم الحفاظ على كرامة الإنسان وتخفيف معاناة الأسر التي تعيش مثل هذه الحوادث. لحظة، يبقى الترحم والدعاء سبيلاً لتخفيف آلام أهل الحاجة ر.م.س، ولامتثال لما تقتضيه القيم الإنسانية من تعاضد ورعاية لكبار السن في كل مكان.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































