كتب: صهيب شمس
أقيمت صباح اليوم الإثنين ندوة تكريم الفنان أشرف عبد الباقي ضمن فعاليات مهرجان vs-film لأفلام القصيرة جدا، في مدينة العين السخنة. جاءت هذه الفعالية في إطار الاحتفاء بمسيرة فنية حافلة بالإنجازات، وتُعد مناسبة لتسليط الضوء على بدايات الفنان وتطور مسيرته أمام الجمهور وصُنّاع الفن. شارك في الندوة عد من نجوم الفن وصنّاع السينما، ما أبرز حيوية المشهد الفني في تلك الّحظة وعمّق من تداول قص النجاح بين جماهير المهرجان. وخلال الجلسة استعاد عبد الباقي محطات من مسيرته، وطرح قراءة نقدية حول بداياته الفنية وارتباطها بآراء النقّاد. وقد أكد أن أول مشهد له في السينما كان مع الفنان الكبير عادل أدهم، وأن تلك التجربة كانت بمثابة مواجهة حقية مع رهبة الأداء أمام الكاميرا، لكنها في الوقت ذاته شكلت نقطة انطلاق مهمة في مساره الفني.
بدايات أشرف عبد الباقي في السينما: رهبة وتعلم من المسرح إلى الكاميرا
قال الفنان أشرف عبد الباقي إن أول دخول له إلى عالم السينما كان حافلاً بالرهبة والتوتر، خصوصاً عندما شارك في مشهد أمام عدسات الكاميرا لأول مرة، مع الفنان القدير عادل أدهم. أشار إلى أن تلك الحظة كانت فارقة في التميز بين العمل على خشبة المسرح، حيث يعتمد الأداء على حضور فوري وتفاعل مباشر مع الجمهور، وبين التصوير السينمائي الذي يفرض ضبطاً مختلفاً وتكنيكات محدة أمام عدسة الكاميرا. وتابع أن الخشية الأولى من التجربة لم تمنعها من أن تكون بوابة صنع منها جسر عبور نحو المستقبل الفني، فكل خطوة أمام الكاميرا أكسبته خبرة في تقنيات التمثيل والتعامل مع الإضاءة وتوجيه الأداء ليتناسب مع لقطة طويلة أو مقطع قصير. وأوضح أن هذه البداية القاسية، رغم صعوبتها، شكلت دفعة عملية لاعترافه الفني وتقديره لمتطلبات العمل السينمائي، بما في ذلك الحفاظ على النسيج الدرامي وتوظيفه بشكل ينسجم مع الإيقاع السينمائي. كما أشار إلى أن الاندماج بين خبرة المسرح وطقوس الكاميرا أصبح فيما بعد عنصر دعم أساسي في رحلته المهنية، ليكتسب من خلاله قدرة أكبر على قراءة النصوص وتقديم أدوار مختلفة بتفاهم مع المخرج وبعيداً عن رهبة الظهور أمام الكاميرا. وهذا الجانب من حديثه يسلط الضوء على مفهوم التطور المهني الذي يواكب الفنان من خلال مواقف واقعية وتعلم مستمر من تجاربه الأولى، وهو ما يجعل من ندوة تكريم أشرف عبد الباقي في مهرجان vs-film مناسبة لا تستهدف الاحتفال بالشخصية فحسب، بل تعزيز فكرة أن البداية الفنية قد تكون أمام الكاميرا لكنها تثمر بتراكم الخبرة والتعلم المستمر.
افتاح الدورة الثانية لمهرجان vs-film والحضور الواسع
شهدت مدينة العين السخنة في الأمس حفل افتاح الدورة الثانية من مهرجان الأفلام القصيرة جدا vs-film، وهو حدث جمع عداً كبيراً من نجوم الفن ومهنيّي صناعة السينما من مختلف أرجاء العالم العربي. كانت هذه البداية بمثابة تحريك فعلي لنشاط المهرجان الذي يعز حضور الأفلام القصيرة جداً في المشهد الفني، ويتيح فرصة لتبادل الخبرات وتقديم مواهب جديدة في هذا النوع من الإنتاج السينمائي. وفي إطار الحضور الافت، حضر محافظ السويس الدكتور طارق الشاذلي الحفل، ما يعكس الاهتمام الرسمي والجهد المتواصل لاستمرارية هذا المهرجان وتطوره. كما جرى حضور عد من الشخصيات البارزة في الوسط الفني والمجتمعي، ما أضفى على الحدث طابعاً مجتمعياً مدنياً يوازي قيمته الفنية.
وقد ضم الحضور أسماء فنية معروفة أثرت فعاليات الدورة الثانية، بينها أشرف عبد الباقي، حنان مطاوع، محمد رضوان، كلوديا حنا، شيري عادل، هالة صدقي، أحمد وفيق، صبري فواز، حمزة العيلي، سما إبراهيم، أحمد الرافعي، إضافة إلى مخرجيْن بارزين هما عادل أديب وأشرف فايق. مثلت هذه القائمة تنوعاً في المواهب والخبرات، وبرزت في سياق المنافسة والدعم المعنوي لمهرجان ولقيمه الفنية التي تضيء اهتمام الجمهور بالأفلام القصيرة جداً كخيار فني متميز.
بدأ الحفل بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، ثم صعد محافظ السويس إلى المنصة ليشرف على مراسم تكريم بعض النجوم، بمرافقة الدكتور أسامة أبو نار رئيس المهرجان وزياد باسمير المدير التنفيذي لمهرجان. مثلت هذه الحظة رمزاً لتلاحم الفاعلية الثقافية مع التوجهات الرسمية نحو دعم الفن السينمائي الوطني، علماً بأن الحدث احتفى بتغير في أُفق المهرجان وتأكيد مكانته كمنصة لتجارب القصيرة جداً ولمواهب الناشئة التي تسعى إلى تقديم أعمال تحمل بصمة ميزة وتفتح آفاق جديدة في مسيرتهم المهنية. وشهد الحفل أيضاً تكريم عد من النجوم، حيث جاء ضمن قائمة التكريمات أشرف عبد الباقي، حنان مطاوع، وهالة صدقي، في إطار حفل افتاح الدورة الثانية. هذا التكريم يعكس مدى التقدير الذي يحظى به هؤلاء الفنانون في الوسط الفني في ظل التزاماتهم المتعدة وتفاعلهم الإيجابي مع منصات العرض الحديثة التي تسهم في دعم الإبداع السينمائي وتوفير مساحات لموهبة كي تألق أمام جمهور واسع.
التسل التنظيمي والختام الرسمي لحفل
انطلق الحفل وفق ترتيب منظم بدا بالسلام الوطني ثم الانتقال إلى فقرات التكريم التي تنافست في إبراز قيم التميز والجودة في مشاريع الأفلام القصيرة جدا. كان من بين منظمي هذا الحدث مساهمة أعضاء إدارين مثل الدكتور أسامة أبو نار رئيس المهرجان، إضافة إلى حضور زياد باسمير المدير التنفيذي لمهرجان، الذين شاركوا في الإعلان عن أسماء الفائزين وتقديم الجوائز والتكريمات. هذه الحظة تمثّل أيضاً تعبيراً عن الإحياء والتطوير المستمر لمهرجان vs-film، وتأكيداً على أن الحدث ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل منصة تشجع على الإبداع وتُتيح ساحة حرة لمواهب التي تسعى لجذب اهتمام الجمهور والنقاد على حد سواء. وفي ختام الحفل، كان التكريم المعلن عنه لنجوم المشاركين بارزة، حيث قال المنظمون والكادر الفني أن هذه التكريمات تعكس جهد الفنانين وحرص المهرجان على رصد ودعم مسيرة العاملين في السينما القصيرة جدا، بما في ذلك الأسماء التي وردت في قائمة التكريم الرئـيسية: أشرف عبد الباقي، حنان مطاوع، وهالة صدقي، وهو ما يؤكد استمرار أثر هذا الصنف من الإنتاج وتنوعه في المشهد الفني المصري. أما الجمهور فتركّز حول الأدوار الحسية لنجوم وتفاعلهم مع لحظات التكريم التي تحمل رمزية الاحتفاء بالجهد الفني وتأكيد أن الفنون سبيلاً لإثراء الثقافة المجتمعية وتأكيد حضورها كقيمة معنوية ومادية في آن واحد.
إن التغطية الإعلامية لهذه الفعالية تقدم صورة متكاملة عن مهرجان vs-film كمنصة تعز مكانة الأفلام القصيرة جدا وتربط بين المواهب الشابة والمخرجات والمخرجين المخضرمين. كما أنها تسلط الضوء على ارتباط هذه الأنشطة الفنية بالجهود الرسمية التي تسعى إلى تعزيز المشهد الثقافي وتطويره بما يصب في مصلحة الجمهور والمجتمع الفني على حد سواء.
تظل مشاركة الأشخـاص والمسؤولين ضمن هذا الحدث دافعاً لاستمرار النهوض بالفنون السينمائية القصيرة وتطوير آليات العرض والتكريم، بما يضمن بقاء مهرجان vs-film كمرآة لإبداع والتجريب في الساحة الفنية. وتؤكد الحظة أن بدايات الفنانين في السينما لا تقف عند باب التحديات الأولى، بل تسع لتصبح جزءاً من حوار فني أعمق يوسّع من فرص الإنتاج والتقدير النقدي، ويمهد الطريق لمواهب جديدة تعبر عن مخزون ثقافي غني في المجتمع العربي.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.
