كتب: علي محمود
تستعد وزارة النقل المصرية لإطلاق مونوريل شرق القاهرة في يوم الأحد المقبل الموافق 9 نوفمبر 2025، في خطوة تعكس المضمار الجديد الذي ترسمه الدولة لتحديث منظومة النقل الجماعي وربط القاهرة الكبرى بالعاصمة الإدارية الجديدة. يمثل هذا المشروع جزءاً منظومة النقل المُستدامة التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على الطرق التقليدية وتخفيف الضغط المروري اليومي. يربط خط مونوريل شرق القاهرة بين محطة الاستاد بمدينة نصر ومركز السيطرة والتحكم بالعاصمة الإدارية الجديدة، وهو يمتد بمسافة تقارب 56.5 كيلومترًا، ويضم 2 محطة موزعة على طول المسار. وفي إطار التوسع المستقبلي، يُعد هذا الخط جزءاً منظومة المونوريل المزدوجة شرق وغرب النيل التي يبلغ طولها الإجمالي نحو 10 كيلومتر وتضم 35 محطة. تشكِّل هذه المشاريع حلقة أساسية في شبكة النقل الحديثة التي تعمل الدولة على بنائها لتعزيز التنقل السريع والآمن لمواطنين والوافدين إلى العاصمة الإدارية الجديدة والقاهرة الكبرى. مونوريل شرق القاهرة يظهر كعنصر مركزي في هذا التحول، وهو يعمل ضمن رؤية أوسع لتحسين الربط بين مراكز حضرية رئيسة وتقديم بدائل نقل حديثة تواكب مع الكثافة السكانية والتنمية العمرانية في المنطقة.
خط مونوريل شرق القاهرة ومساره
يمتد خط مونوريل شرق القاهرة من محطة الاستاد في مدينة نصر وصولاً إلى مركز السيطرة والتحكم في العاصمة الإدارية الجديدة، بطول إجمالي يقارب 56.5 كيلومترًا. يحتوي المسار على 2 محطة موزعة بشكل متوازن لتغطية أبرز المحاور العمرانية ومواقع العمل والسك�ان في المحيط الحضري لإقليم. وفقاً لمسار المخط، يعكس المشروع تكاملاً بين القاهرة الكبرى والعاصمة الإدارية عبر ربط مراكز تقنية ومجتمعات سكنية وتجارية واسعة، وهو ما يسهم في توفير وسيلة نقل سريعة وآمنة لمجموعة المستهدفة من السكان والعمال والقادمين لمشروعات التنموية في المنطقة. يمثل هذا الخط جزءاً منظومة المونوريل المزدوجة شرق وغرب النيل، التي تمتد بطول إجمالي يقارب 10 كيلومتر وتضم 35 محطة، في إطار خطة الدولة لتحديث شبكة النقل الوطنية وربط المدن الحيوية شرق النيل بغربه.
الجهة المنفذة والشبكة المزدوجة
يتم تنفيذ مشروع مونوريل شرق القاهرة من خلال تحالف يضم شركات ألستوم وأوراسكوم والمقاولون العرب، وهو أحد أذرع منظومة المونوريل المزدوجة شرق وغرب النيل. وضمن هذا السياق، يلفت المشروع الانتباه إلى العمل المشترك بين شركاء عالمين ومحلين لتوفير بنية تحتية حديثة ومتقدمة تسم بالكفاءة والاعتماد على أحدث معاير الهندسة والتكنولوجيا في قطاع النقل. ويأتي تنفيذ هذا المشروع كجزء منظومة تمتد عبر محورين رئيسين شرق النيل وغربه، ما يعني ارتباطاً أوثق بين الحاضر والمستقبل في النقل الحضري وتيسير حركة المسافرين بين المركزين الاقتصادين في القاهرة الكبرى والعاصمة الإدارية الجديدة. في مرحلته الحالية، يضم مونوريل شرق القاهرة أربع عربات فقط، مع وجود خطة مستقبلية لرفع عد العربات إلى ثمانية لمواكبة التوسع العمراني وزيادة الكثافة السكانية في المنطقة المحيطة بمساره. هذه الزيادة في السعة التشغيلية تعكس التوقعات المتنامية لنمو السكاني والتوسع العمراني، وتأتي كجزء من الاستعدات لتأمين حركة نقل جماعي فعّالة قدر الإمكان.
التقنيات والسرعة والقيادة الذاتية
تمثل أبرز عناصر التفوق في مونوريل شرق القاهرة في التكنولوجيا المتقدمة التي يعتمدها النظام. تبلغ السرعة التصمية لمونوريل 90 كم/ساعة، فيما تصل السرعة الفعلية إلى 120 كم/ساعة، ما يمنح الركاب اختصاراً زمنيّاً ملحوظاً مقارنة بوسائل النقل التقليدية داخل شبكة القاهرة الكبرى والعاصمة الإدارية الجديدة. يعتمد القطار تقنية القيادة الذاتية دون سائق، مع مركز تحكم مركزي بالعاصمة الإدارية مزود بأحدث أنظمة المراقبة والاستشعار ورصد الحرائق والدخان، بما يضمن أعلى معاير الأمان والسلامة لركاب. وتُبرز هذه النظم الاهتمام المستمر بالسلامة، من خلال آليات رصد سريعة وتنبيهات فورية وعمليات استجابة مُنظَّمة تطبق إجراءات السلامة العامة في كل مراحل التشغيل. إن الاعتماد على القيادة الذاتية يعز من كفاءة التشغيل ويقل الاعتماد على العنصر البشري في حالات التشغيل العادي والطارئ، وهو ما ينسجم مع التوجه العالمي نحو النقل الذكي.
الأثر المتوقع وآفاق التطوير
يمثل مشروع مونوريل شرق القاهرة خطوة نوعية ضمن خطة الدولة لتحديث منظومة النقل الجماعي وربط العاصمة الإدارية بالقاهرة الكبرى، وهو مسعى يهدف إلى توفير وسيلة نقل سريعة ومستدامة تقل الضغط على الطرق التقليدية وتدعم التنمية الحضرية والاقتصادية في المنطقة. وتأتي هذه المبادرة ضمن الرؤية الوطنية لإعادة تشكيل ملامح النقل في مصر من خلال تعزيز الترابط بين مدن رئيسية وتخفيف أعباء الحركة اليومية من خلال قطارات حديثة وأنظمة مراقبة وملاحقة متقدمة. ولما كان المشروع جزءاً منظومة أوسع تمتد عبر شرق وغرب النيل، فإن نجاح مونوريل شرق القاهرة سيُسهم بلا شك في تعزيز الثقة الاستثمارية وتوطيد استخدام وسائل النقل النظيفة والفعالة باعتبارها خياراً بديلاً لطرق المزدحمة، وهو ما يسهم في تحسين جودة الحياة في محيط المسار وتقديم خدمات نقل مُيسّرة لمواطنين والعمال والمستثمرين على حد سواء.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.









































































































