كتبت: إسراء الشامي
اختمت مديرية أوقاف سوهاج فعاليات الأسبوع الثقافي الذي احتضنه مسجد النجدة بمدينة سوهاج، في إطار مبادرة صح مفاهيمك التي أطلقتها وزارة الأوقاف المصرية بهدف نشر الفكر الوسطي المستنير وتصحيح المفاهيم المغلوطة وتعزيز القيم الدينية والوطنية والإنسانية بين أبناء المجتمع. جاء اليوم الختامي تويجاً لسلة من الأنشطة التي سعت من خلالها الجهة المنظمة إلى ربط مفهوم المسجد بالمعرفة، وتوثيق علاقة الناس بمكان العبادة كفضاء إشعاعي يعز قيم الاعتدال والاحترام والتضامن. شهد الحدث حضوراً واسعاً من المواطنين والمثقفين والأئمة، في لقاء فكري تكافؤ فيه الزخم المعرفي مع الحضور الجماهيري، حيث تم تناول موضوع حيوي يلامس الواقع الرقمي المعاصر وهو حسن التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الفرد والمجتمع. أشار العلماء المشاركون إلى أن لكلمة والصورة في الفضاء الرقمي تأثيراً عميقاً في تشكيل الوعي العام وتوجهات الجمهور، وأن الاستخدام الرشيد لها يعكس أخلاق الفرد وقيمه الدينية، في حين يؤدي الإخلال بهذا الاستخدام إلى نشر الفتن وتفاقم الأضرار المجتمعية. كما أكد المشاركون على أهمية توجيه المنصات الإلكترونية لخدمة قضايا المجتمع ونشر الفكر الديني الوسطي وبث روح التفاؤل والانتماء الوطني، مع حثّ المستفيدين على مواجهة الشائعات التي تهد أمن الوطن واستقراره وتُعرِّض السلم المجتمعي لخطر. أشاد الحضور بحسن التنظيم والإعداد، وبالدور البارز الذي تقوم به مديرية أوقاف سوهاج في تنفيذ المبادرات التوعوية، مبدين قناعهم بأن مثل هذه القاءات تسهم في بناء وعي ديني وطني متوازن يعز القيم الإيجابية ويحمي المجتمع من الانحراف الفكري، كما تشكل رافعة حقية لتفعيل رسالة المسجد كمركز إشعاع ثقافي وفكري في ربوع المحافظة. جاء تنظيم الأسبوع الثقافي برعاية الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وإشراف فضيلة الدكتور محمد أبو سِعده وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج، في إطار خطة الوزارة لتفعيل دور المسجد كموقع إشعاع يجمع بين العبادة والمعرفة، ويعز قيم الوسطية والاعتدال في المجتمع.
الإطار التنظيمي والهدف من المبادرة الصح مفاهيمك
يبرز من خلال هذه الفعالية جوهر مبادرة صح مفاهيمك كخيار استراتيجي لنهوض بالوعي الديني ونقله من المفاهيم المغلوطة إلى فكر صحيح يقوم على الاعتدال والاحترام المتبادل. فالحدث ليس مجرد نشاط ثقافي بل إطار تربوي يدمج بين الدعوة والمعلومة والتوجيه الأخلاقي، ما يعز الثقة في قدرة المسجد على أن يكون منصة لمناقشة وتبادل الرؤى حول قضايا المجتمع المعاصرة. وفي سياق حديث المتحدثين عن دور الصحوة الرقمية، أكدوا بأن التزام الكلمة والصورة في المحتوى المتداول ينعكس على الصورة العامة لمجتمع، ويعكس التزام بتعاليم الدين الحنيف، وهو ما تؤكده مبادرة صح مفاهيمك عبر إجراءات عملية تساندها مواد تربوية وتوعوية. كما لفت المشاركون إلى أهمية الاستمرارية في مارسة نشر الوعي عبر قنوات قادرة على الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع، بهدف بناء جيل واعٍ ينهض بفكره وروحه على أس من الاحترام والتعاون.
المحور الفكري لنقاش وأثره على الوعي العام
ركزت جلسة النقاش على محور أساسي في حياة أفراد المجتمع اليوم: حسن التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وأثره على الفرد والمجتمع. أوضح العلماء أن التواصل الرقمي ليس مجالاً حراً بلا ضوابط بل ساحة يجب أن يحكمها ضوابط أخلاقية وتوجيهات دينية وعقلية، حتى لا يتحول إلى أداة تشويش تؤثر في الاستقرار وتغذي الفتن. وفي إطار الرسالة التي تحملها مبادرة صح مفاهيمك، أكد المشاركون أن النص الصادق والصورة الموثقة يمكنهما بناء وعي جماعي صحي، وأن الأمانة في النشر والتفاعل تشكل جزءاً من الإيمان. كما أضافوا أن الاستخدام غير المسؤول قد يفتح باً لفتنة وتضليل الرأي العام، وهو ما يستدعي وعياً مجتمعياً ورقابة ذاتية من قبل رواد المنصات والمحتوى الرقمي. من جانب آخر، تم التأكيد على دور التوجيه التعليمي والإرشادي في تصحيح المفاهيم الخاطئة من خلال مسارات فكرية تستند إلى الوسطية وتؤكد على الانتماء الوطني وتماسك المجتمع. وفي هذا السياق، بدا واضحاً أن صح مفاهيمك يُعزّز ثقافة النقد الهادف ويكبح جماح الإشاعة قبل أن تحول إلى واقع يؤثر سلباً في الأمن الاجتماعي.
التأثير الإيجابي لمبادرة وتوجيه الرسالة الرقمية
إذ يُنظر إلى المبادرة على أنها رافعة رقمية وأخلاقية، فقد أشار الحاضرون إلى أن التوجيه الصحيح لمنصات التواصل يمكنه تحسين مناخ النقاش العام وتخفيف حدة الخلافات، كما يسهم في نشر قيم الوسطية والاعتدال ورفض التطرف. وفي هذا السياق كان لافتاً دعوة المجتمع إلى تفعيل المنصات لخدمة قضايا المجتمع ونشر الفكر الإسلامي الوسطي، مع بث روح التفاؤل والانتماء الوطني، وهو ما يعز الثقة العامة بالدور الإيجابي لتقنية الحديثة عندما تكون في إطار مفاهيم صحيحة تحترم الناس وتُسهم في بناء المجتمع. كما تناولت الكلمات ضرورة مواجهة الشائعات التي يروّجون لها عبر الفضاء الرقمي والتي قد تستهدف أمن الوطن واستقراره. وفي إطار الخطة الرامية إلى تكامل الصوت الديني مع الإعلام الرقمي، أشار المتحدثون إلى أن صح مفاهيمك يوفر إطاراً تربوياً يعلّم كيفية فرز المعلومات والتعامل معها بروح المساءلة والصدق.
تنظيم الحدث والجهة المشرفة والداعمة لمبادرة
أشاد المشاركون بجودة التنظيم والإعداد والدور البارز الذي تقوم به مديرية أوقاف سوهاج في تنفيذ المبادرات التوعوية، مؤكدين أن نجاح مثل هذه القاءات يرسخ حضور المسجد كمركز إشعاع فكري وتربوي في المجتمع المحلي. وأكدوا أن الرعاية التي حظي بها الأسبوع الثقافي من قبل الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والإشراف المباشر من فضيلة الدكتور محمد أبو سِعده وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج، تعكس جدية الوزارة في تفعيل دور المسجد كفضاء جامع لعبادة والمعرفة. كما أشاروا إلى أن وجود مثل هذه الخبرات والقيادات يضيف زخماً موضوعياً لنقاش، ويمهد لمزيد من البرامج التي تجمع بين التثقيف الديني والتوعية الوطنية باعتبارها ركيزة أساسية لبناء جيل متوازن ومنفتح على التحديات الراهنة. وفي نهاية اليوم، بدا الحضور مدركاً بأن مثل هذه المبادرات ليست عملاً عابراً، بل مسار مستمر من العمل المشترك يعز قيم الاعتدال ويقوّي التماسك المجتمعي عبر لغة حوار مسؤولة وتفاعل مثمر.
رسالة المبادرة وتثبيت قيم الوسطية في المجتمع
ضمن إطار خطة الوزارة لتفعيل دور المسجد كمركز إشعاع فكري وثقافي يجمع بين العبادة والمعرفة، أكدت فعاليات الأسبوع الثقافي على أن رسالة المبادرة صح مفاهيمك تجاوز مجرد التصحيح المفاهيمي لتشمل تعزيز قيم الوسطية والاعتدال في ربوع المجتمع. شد المتحدثون على أن الهدف النهائي هو تقوية أواصر الانتماء الوطني وتثبيت أس التماسك الاجتماعي، مع الدعوة المنهجة إلى التصدي لشائعات وتحصين المجتمع ضد محاولات التأثير السلبي. كما أكدوا أن التفاعل الإيجابي على المنصات الرقمية يجب أن يخدم قضايا التنمية والوعي الديني الصحيح، وهو ما يتماهى مع روح المبادرة التي تدعو إلى بناء كلمة صادقة وصريحة، ونشر رسالة دينية معتدلة تشجّع على الحوار واحترام التعدية. وبين أمواج الكلام والتوجيه، ظل شعار صح مفاهيمك حاضراً كإطار عملي يوجه المربين والقيادات الدينية إلى أساليب تربوية تقود إلى سلوكيات أصيلة تنعكس إيجاباً على المجتمع وتحد من التطرف والانحراف الفكري.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































