كتبت: فاطمة يونس
في إطار حرص جامعة القاهرة الأهلية على مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة وتعزيز وعي طلابها بمستجدات الأمن الرقمي والذكاء الاصطناعي، نظمت الجامعة تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق المكلف بأعمال رئيس الجامعة ندوة علمية بعنوان: “الأمن السيبراني في عصر الذكاء الاصطناعي: فرص وتحديات” موجهة لطلاب كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي. جاء تنظيم الحدث بالتعاون مع المعهد القومي لاتصالات والمركز الوطني لاستعداد لطوارئ الحاسبات والشبكات، سعياً إلى بناء جيل قادر على فهم التحديات التقنية وتوظيفها بشكل مسؤول. حضر الندوة عد من كبار المسئولين الأكاديمين إضافة إلى لفيف من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وفي مقدمتهم الدكتور محمد العطار نائب رئيس الجامعة لشؤون الأكاديمية، إضافة إلى مثلين عن المركز الوطني لاستعداد لطوارئ الحاسبات والشبكات هم: داليا الحسامى مدير الإدارة التنفيذية لتنمية الأمن السيبراني، ومحمد والي مدير إدارة تنمية كوادر الأمن السيبراني، إضافة إلى إسلام مصطفى ومحمد صلاح والدكتور محمد حطبة من المعهد القومي لاتصالات. كما حضر القاء عد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، في إطار ترسيخ قيم الأمن الرقمي والتقني كجزء مناخ أكاديمي يواكب الحداثة ويشجع الإبداع والابتكار.
أهداف الأمن السيبراني في عصر الذكاء الاصطناعي
ركزت المحاضرات التي قدمت خلال الندوة على تعريف مفهوم الأمن السيبراني وأبعادَه الأساسية، مع استعراض لأبرز تطبيقاته في قطاعات متنوعة من بينها الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. كما تم استعراض علاقة الأمن السيبراني بالذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن لتقنيات الذكية أن تُعزّز من قدرات الحماية الرقمية أو تفتح أبواباً جديدة لتهديدات عند غفلة الأنظمة أو قلة الوعي. وتناول المتحدثون أيضاً أهمية التثقيف الأمني كجزء من بناء ثقافة فكرية ومهارية لدى الطلاب، بما يضمن جاهزيتهم لمواجهة التحديات التقنية في سوق العمل المتسارع. إضافة إلى ذلك، سلّطت العروض الضوء على فرص التدريب والتوظيف في هذا المجال محلياً ودولياً، مع تقديم لمحات عن المسارات المهنية التي يمكن أن يخوضها خريجو كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي. وتُوجت هذه الفقرة بتأكيد أن تعزيز الإبداع والابتكار في قطاع الأمن السيبراني يعد أحد المحاور الأساسية لاستشراف المستقبل المهني لطلاب.
المحاور العلمية والعملية لندوة
تضمن برنامج الندوة سلة محاور علمية ومتعمقة تناولت مفهوم الأمن السيبراني من زاوية تقنية وبشرية في آن واحد، مع عرض تطبيقات عملية توضح كيف تلتقي أنظمة الذكاء الاصطناعي مع تقنيات الحماية الرقمية في بيئات شبكات المعلومات. كما تخلت المحاضرات تعريفات واضحة بالعناصر الأساسية لأمن السيبراني، وأمثلة موجزة عن أساليب التصدي لهجمات الرقمية، إلى جانب نقاشات حول التطورات العالمية والإقليمية في هذا المجال. وتطرقت الجلسات إلى دور الذكاء الاصطناعي في تحليل المخاطر واكتشاف الثغرات بسرعة، وكذلك إلى أهمية تصميم سياسات وقيود أمنية تواكب الابتكار التقني. إلى جانب ذلك، أُتيحت لطلاب فرص استكشاف مسارات تدريبية وتوظيفية في الأمن السيبراني، بما في ذلك تدريبات مهنية وبرامج تعليمية متقدمة. كما جرى الإعلان عن تنظيم مسابقات طلابية في البرمجة والذكاء الاصطناعي بهدف تعزيز قدرة الطلاب على التفكير المنهجي وتطوير حلول برمجية تعامل مع التحديات الرقمية الحديثة، ما يعني توفير مسارات ابتكارية تعز من جاهزيته لسوق المحلي والعالمي.
فرص التدريب والتوظيف ومسابقات الابتكار
أُتيح خلال الندوة عرض تفصيلي لفرص التدريب والتوظيف المتاحة أمام طلاب كلية الحاسبات والذكاء الاصطاني في مجالات الأمن السيبراني. تم تقديم نماذج واقعية لمسارات مهنية محتملة وكيف يمكن لمشاركين تحسين فرصهم في الحصول على وظائف داخل مصر وخارجها، مع بيان لما يتطلبه الدخول إلى مجالات تطلب خبرة تقنية وأمنية عالية. كما نُوقشت أمام الحضور إمكانات المشاركة في برامج تدريبية متخصة وتبادل خبرات مع مؤسات وشركات عالمية تعمل في أمن المعلومات وتحليل البيانات والتقنيات الذكية. إضافة إلى ذلك، تم الإعلان عن تنظيم مسابقات طلابية في البرمجة والذكاء الاصطناعي كآليات لتحفيز الابتكار وتطوير مهارات الطلاب العملية في تصميم حلول تقنية متقدمة. هذه المسابقات تهدف إلى تطبيق المفاهيم النظرية في تطبيقات واقعية وبناء قدراتهم على التعاون والعمل ضمن فرق لتحقيق نتائج ملموسة.
دور الجامعة في تأهيل الخريجين لسوق العمل
تؤكد جامعة القاهرة الأهلية أن استراتيجيتها التعليمية ترتكز على تأهيل خريجين قادرين على المنافسة في سوق العمل المحلي والعالمي من خلال الدمج الفعّال بين المعرفة النظرية والتطبيقات العملية الحديثة. وفي هذا السياق، أشار الدكتور محمد سامي عبد الصادق إلى أن الأمن السيبراني أصبح إحدى ركائز الأمن القومي وركيزة مهمة لمستقبل المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي. هذه الرؤية تسق مع توجيهات الجامعة في تمكين الطلاب من اكتساب مهارات مستقبلية حيوية، خصوصاً في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، بما يعز قدراتهم على حماية البنية الرقمية لدولة ودعم التنمية التكنولوجية المستدامة. كما أضاف أن تزويد الطلاب بوعي تقني وأمني عميق يُسهم في بناء جيل قادر على التعامل المسؤول مع التقنيات الناشئة، وهو ما يتطلب تيسير فرص التدريب والتأهيل والتبادل المعرفي مع مؤسات الدولة والقطاع الخاص.
شركاء الحدث وتعاون مؤسي لتعميق الوعي الرقمي
في إطار التعاون المؤسي، تؤكد الجامعة أن الندوة جاءت ضمن سلة فعاليات تستهدف تعميق ثقافة الأمن الرقمي وترسيخ مبادئ الوعي السيبراني كجزء منظومة بناء الإنسان المصري القادر على حماية وطنه معرفياً وتقنياً. وفقاً لكلمات القيادات الأكاديمية، يعكس هذا التعاون بين الجامعة والمراكز الوطنية والجهات المؤسية حرصاً على ربط التعليم الأكاديمي باحتياجات سوق العمل وبناء قدرات وطنية مسؤولة. ويُذكر أن حضور الندوة تميز بتفاعل واسع من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، كما شارك فيها مثلون عن المعهد القومي لاتصالات والمركز الوطني لاستعداد لطوارئ الحاسبات والشبكات، إضافة إلى كوادر من كليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي. هذا التنوع في المشاركين يعكس عمق العلاقة بين التعليم والجهات الوطنية المعنية بالأمن السيبراني والتقنيات الحديثة، ويسهم في خلق بيئة تعليمية تفاعلية تيح لطلاب تجربة معرفية عملية وتفتح أمامهم مسارات جديدة لابتكار.
أصداء الحدث على الطلاب والمجتمع الأكاديمي
تركزت أصداء الحدث على تعزيز وعي طلاب كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بما يتعلق بالأمن السيبراني في سياق عصر الذكاء الاصطناعي، وعلى أهمية التثقيف الرقمي كجزء من بناء الإنسان القادر على حماية البنية الرقمية لبلاد. كما أبرزت التصريحات أهمية التعاون بين الجامعة ومؤسات الدولة من أجل ترسيخ فهم مسؤول لأدوات التحول الرقمي وكيفية مواجهة التهديدات السيبرانية بشكل عملي وفعال. وتؤكد الجامعة أن مثل هذه الندوات تساهم في إعداد جيل من الخريجين القادرين ليس فقط على التفكير النقدي والمعرفة التقنية، بل أيضاً على تطبيق تلك المعارف بشكل مسؤول يحافظ على استقرار المجتمع الرقمي ويدعم التنمية الاقتصادية والتكنولوجية المستدامة في مصر.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.
