كتبت: سلمي السقا
أكد وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف في تصريحات صحفية أن الولايات المتحدة تواصل نشاطها في تعزيز ترساناتها من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية. وأوضح أن احتمال رفض واشنطن وقف تجاربها النووية قد يمثل خطوة قد تؤدي إلى تقويض الاستقرار الاستراتيجي العالمي. كما أشار إلى أنه من المستحسن أن تكون جاهزية الإجراءات التجريبية موضوعاً قائماً من الآن في موقع التجارب “نوفايا زيمليا”. وتابع أن الولايات المتحدة تخطط لنشر صواريخ في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهو مسار قد يغيّر موازين القوى في العديد من المناطق. وأوضح أن زمن طيران هذه الصواريخ من ألمانيا إلى وسط روسيا قد يتراوح بين ستة وسبعة دقائق. وختم التصريح بالإشارة إلى مناورة أمريكية جرت في أكتوبر الماضي تستهدف اختبار قدرات ضرب صاروخية نووية استباقية ضد روسيا.
تصعيد القلق الدولي من التجارب النووية الأمريكية وتأثيرها على الاستقرار العالمي
يشي هذا الطرح بقلق واضح لدى الجانب الروسي من مسألة التطوير المستمر للأسلحة النووية في الولايات المتحدة. يؤكد وزير الدفاع الروسي أن الاهتمام بزيادة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية ليس مجرد تطور تقني عابر، بل مسار قد يؤثر في شكل الاستقرار العالمي برمته. يربط المسؤول الروسي بين إمكان استمرار التجارب النووية الأمريكية وبين مخاطر تقويض توازن الردع الذي يحكم العلاقات بين الدول الكبرى. وفي هذا السياق تتوالى الرسائل التي تؤكد أن أي خطوة غير مقيدة نحو زيادة القدرات النووية قد تكون لها تبعات لاحقة محتملة على الأمن الدولي.
الاحتمال القائم لرفض وقف التجارب النووية الأمريكية وتأثيره على الاستقرار الاستراتيجي
المسألة الأساسية التي يطرحها الوزير الروسي تتمحور حول احتمال رفض واشنطن لوقف التجارب النووية. وهو خيار قد يفتح باباً أمام تخطيط استراتيجي يحيد عن المعايير الدولية ويعيد تشكيل مفهوم الاستقرار الاستراتيجي العالمي. وبذلك تصبح مسألة التوقيت والضوابط جزءاً لا يتجزأ من نقاشات الأمنية الدولية، خاصة في ظل وجود ترقب حذر من قبل دول أخرى حول القدرات والحدود التي قد يصل إليها التطوير النووي الأمريكي. وتبعاً لوجهة النظر الروسية، فإن استمرار التجارب دون وقف قد يحفز على إعادة ترتيب الأولويات الدفاعية في مختلف القارات، بما فيها مناطق أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ.
منظور الموقع المحتمل للتجارب وذكر نوفايا زيمليا كمرجع محتمل
أشار الوزير إلى موقع “نوفايا زيمليا” كمرجع محتمل لإجراء التجارب النووية في حالة اللجوء إلى هذا الخيار. هذا الإشارة تبرز أن لدى موسكو اهتماماً بمراجعة السيناريوهات التي قد تتبع أي قرار أمريكي بفتح باب التجارب النووية، كما تعكس حساسية عالية تجاه آليات نشر وتطوير الأسلحة النووية. ويُنظر إلى هذا الموقع ضمن سياق النقاشات حول شدة التوتر والسبيل الأمثل لتقييم المخاطر، مع التأكيد على أن النقاش يظل ضمن إطار الكلام العام وليس الدعوة إلى خطوات محددة من جهة واحدة دون أخرى. وبناءً على ذلك يظل التركيز قائماً على ضرورة الانتباه للمؤشرات التي قد تصاحب أي تحول في السياسة النووية الأمريكية.
نشر الصواريخ الأمريكية في أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ وزمن الطيران إلى روسيا
أكد الوزير أن الولايات المتحدة تخطط لنشر صواريخ في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، مع ذكر أن زمن الطيران من ألمانيا إلى وسط روسيا قد يبلغ من ست إلى سبع دقائق. هذا الوصف يفتح باباً لفهم كيف يمكن لتطور منظومات الردع الأمريكية أن يعيد تشكيل مفهوم التهديدات والتهديد المحتمل في أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ. وبهذا يصبح من الضروري متابعة كيفية استجابات المجتمع الدولي لهذه الخطة، بما في ذلك التوازنات العسكرية والتبعات السياسية والاقتصادية المحتملة التي قد تنشأ عن تغيّر في سيناريوهات النشر والتوجيه الصاروخي.
مناورة أكتوبر النووية الاستباقية وتداعياتها المحتملة
وفي سياق التهويمات حول نوايا واستخدم الولايات المتحدة للأدوات النووية، أشار الوزير إلى أن واشنطن أجرت في أكتوبر من العام نفسه مناورة تدريبية لشن ضربة صاروخية نووية استباقية ضد روسيا. هذه المعلومة تعطي صورة عن طبيعة التدريبات والتجهيزات العملية التي قد تقود إلى زيادة المستوى العالي من الاستعداد في كلا البلدين والعالم من حولهما. إذ أنها تسلط الضوء على أن سيناريوهات الاستعداد النووي ليست محصورة في مستوى النظرية فحسب، بل تتجسد في صيغ عملية ومناورات ذات أبعاد تكتيكية واستراتيجية قد تؤثر في تصور الدول المعنية لقدراتها الدفاعية وردود فعلها المحتملة.
دعوة للاستعداد والتأهب فوراً أمام التطورات المحتملة في المجال النووي
أبرزت تصريحات الوزير الروسي من جديد أهمية الاستعداد الفوري لإجراءات التجارب النووية المحتملة في موقع التجارب المعلن عنه، وهو ما يعكس قناعة بأن المستقبل الأمني يتطلب حزمة من الترتيبات والاحتياطات التي تضمن التفادي الحرَف والتعامل مع أي حوادث قد تعصف بالاستقرار العالمي. وفي هذا الإطار، يصبح السؤال حول مدى الجاهزية الوطنية والدولية للإجراءات الدفاعية والوقائية أمراً محورياً في ظل هذا النقاش، الذي يلفه القلق حول الخطوات التي قد تتخذها الولايات المتحدة في ما يخص تطوير الأسلحة النووية ونشرها ونطاق تأثيرها. وتؤكد هذه الفكرة على أهمية استمرار التقييمات والمراجعات المستمرة للسياسات والاستراتيجيات الدولية المتعلقة بالأسلحة النووية، من أجل تقليل مخاطر سوء التقدير والارتباك في الساحات الدولية.
النص يواصل تناول هذه القضايا من منظور تأزيمي ولكنه يحافظ على الإطار التحليلي والحيادي في عرض ما ورد من تصريحات رسمية. وتظل الرسالة المركزية كما هي: وجود مخاوف جدية من زيادة قدرات الأسلحة النووية الأمريكية وتداعيات ذلك على الاستقرار العالمي، مع دعوة ضمنية إلى الانتباه والتخطيط المستقبلي من قبل الدول ذات المصالح المعنية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































