كتبت: فاطمة يونس
حسم التعادل الإيجابي 1-1 موقعة قوية جمعَت فريقي يوفنتوس الإيطالي ونظيره سبورتنج لشبونة البرتغالي، في إطار منافسات النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا 2025-2026. تقدم فريق سبورتنج عن طريق ماكسيميليانو أراوخو في الدقيقة 12 من زمن القاء، ليأتي الرد من جانب السيدة العجوز عبر دوسان فلاهوفيتش في الدقيقة 34، ثم لم تشهد دقائق الشوط الثاني أي هدف، لتنتهي المباراة بين الفريقين بهذه النتيجة التي ضبطت عزيمة الطرفين رغم التعادل. الأداء العام لمباراة كان مشبعاً بالحماس، مع محاولات من الطرفين لسيطرة على وسط الملعب وبناء الهجمات، لكنها انتهت في المحصلة بتعادل يخدم مصلحة سبورتنج في معركة المجموعة بينما يواجه يوفنتوس تحديات إضافية في مشواره القاري هذا الموسم. هذه النتيجة جاءت في إطار مسار الفريقين الأوروبي، حيث يحاول كل منهما حصد النقاط الازمة لتثبيت مكانته ضمن الحسابات حتى نهاية الدور الأول من البطولة. كما أن القاء حمل طابعاً تكتيكياً واضحاً، مع اختلاف في الأساليب بين الفريق البرتغالي والسيدة العجوز، ما أضفى على المباراة طابعاً فنياً ميزاً ومتنوعاً من حيث البناء الهجومي والدفاعي.
بُنيت تشكيلة يوفنتوس التي خاضت المواجهة ضد سبورتينغ على خطة محدة، حيث قُدمت العناصر بصورة منسجمة في خطوط الفريق. حراسة المرمى كان من نصيب دي جريجوريو، ثم جاءت خطوط الدفاع في صورة كالو وجاتي وكامبياسو، فيما لعبت خطوط الوسط بقيادة كوبمينيرس وماكيني ولوكاتيلي وتورام، وقف أمامهم ثلاثي الهجوم المؤلف من كونسيـساو ويلدز وفلاهوفيتش. هذا التوزيع يعكس قراءة المدرب لمواجهة، حيث حاول الفريق التماسك دفاعياً مع تنظيم بناء الهجمات من مركز الوسط، وتوفير كثافة هجومية من جهة الطرفين عبر الكاميتنات في الهجوم. وكان يوفنتوس يأمل في استغلال المساحات التي قد تيحها خطوة سبورتنج بالضغط العالي، مع الاعتماد على قدرات فلاهوفيتش في حرث الخط الخلفي لخصم وتقديم حلول أمام المرمى. وفي المقابل، استند سبورتنج إلى بناء منظم في خطوطه الخلفية مع عودة المحاور إلى وسط الميدان وتحصين خطوطه الدفاعية بمواجهة محاولات يوفنتوس. هذه التشكيلة والتكتيك كانتا المحرك الأساسي لمباراة، وتركتا المجال أمام تبادل الفرص وتلك الحظات الحاسمة التي صنعت هدف السبورتنج وتعديل النتيجة من جانب اليوفي.
على صعيد الموقف في المجموعة، وضع هذا التعادل سبورتنج لشبونة في المركز العاشر برصيد 7 نقاط، بينما يوفنتوس يجد نفسه في المركز الـ23 بنقطة واحدة فقط أو ثلاث نقاط حسب الترتيب النهائي لمجموعة في تلك الجولة. هذه الأوضاع تعكس قوة المنافسة في المجموعة، وتضع على عاتق البيانكونيري مهمة العمل بجدية لاستعادة التوازن خلال الجولات القادمة من البطولة القارية. كما أن النتيجة تفتح باب النقاش حول مدى قدرة الفريق على استعادة نغمة الفوز في المباريات القادمة، خاصة في ظل المنافسة الشريفة التي تشهدها بقية الأندية في المجموعة، والتي قد تطلب من يوفنتوس تقديم عروض أكثر ثقة وتركيزاً من أجل المرور إلى مراحل متقدمة من البطولة، وهو ما يعكسه الواقع التنافسي المحيط بكل مباراة من مبارياته الأوروبية.
من الناحية الفنية والإدارية، يعاني يوفنتوس من بداية متعثرة في البطولة الأوروبية هذا الموسم، وهو ما ترجمته النتائج غير المستقرة في الأسابيع الأخيرة. هذا الواقع دفع إدارة النادي إلى اتخاذ قرار بإقالة المدرب السابق إيجور تودور، في خطوة هدفت إلى إنهاء التذب وتثبيت المسار الفني لنادي في المرحلة المقبلة. وفي نهاية المطاف، تولّى لوتشيانو سباليتي مهمة الإشراف الفني لفريق بعقد يمتد حتى نهاية الموسم الحالي. قد يعتبر هذا التغير خطوة مهمة في إطار استعادة التوازن وتوجيه الفريق نحو أداء أقوى في المسابقات القارية والدوريات المحلية. وخلال الأسابيع الأخيرة، بدا أن سباليتي يعمل على استعادة الروح القتالية لفريق من خلال نهجه التدريبي الجديد والتكتيكات التي يحاول تطبيقها على الأرض، وهو ما ظهر جلياً في مباراته الأخيرة بالدوري الإيطالي التي شهدت فوزاً إلى جانب الاحتفال بذكرى تأسيس النادي. هذا الفوز ضد كريمونيزي بنتيجة 2-1 جاء متزامناً مع هذه الاحتفالات، وهو ما أسهم في إعادة الثقة داخل الفريق والتقليل من آثار التعثرات السابقة، إلى جانب إبقاء يوفنتوس قريباً من فرق المقدمة في الدوري المحلي، وهو ما يأمل في أن يعكسه خلال استئناف المشاركات الأوروبية.
أما في سياق الانطلاقة المعنوية لفريق في الدوري المحلي، فقد حق سباليتي دفعة معنوية مهمة من خلال الفوز على كريمونيزي في مباراة محلية شهدت احتفال النادي بذكرى تأسيسه الـ128، وهو إنجاز يضاف إلى روافد الاستقرار المعنوي الذي يسعى المدرب إلى بنائه داخل أروقة الفريق. هذه النتيجة جاءت لتعود بالحديث عن الروح القتالية والصلابة التي يحاول سباليتي أن يزرعها في تركيبة الاعبين، وهو ما يظهر من خلال الأداء في الدوري الإيطالي، حيث يسعى الفريق لاستعادة مكانته ضمن المراكز القريبة من مقدمة الترتيب. هذه الدينامية أضفت نوعاً من التفاؤل على الأجواء داخل النادي وجماهيره، خصوصاً في ظل وجود سلة مباريات قادمة ستختبر قدرة الفريق على الجمع بين الأداء القوي في المسابقات المحلية والدولية، مع الأخذ في الاعتبار أن دوري الأبطال لا يزال يمنح الفرصة لانتقال إلى مراحل أعلى في حال تم استغلال الفرص وتقديم عروض ثابتة.
وبعيداً عن الجانب التكتيكي والخطية، تشكّل المباراة درساً إضافياً حول التوازن بين عناصر الفريقين العربين في معادلة المجموعة الأوروبية الكبرى. في حين يواصل سبورتنج لشبونة تقديم أداء منضبط وتوظيف قدراته الهجومية بالشكل الأمثل، يظل يوفنتوس يسعى إلى بناء منظومة أكثر تماسكاً دفاعياً وهجوميًا مع التفكير في كيفية استغلال المساحات وتثبيت خطه الخلفي أمام هجوم الخصوم في الجولات المقبلة. ويبين هذا القاء أن المنافسة في دوري أبطال أوروبا تفرض على الفرق الاستفادة من كل فرصة وتدارك الأخطاء بسرعة، وهو أمر يعمل به كلا الفريقين خلال هذه المرحلة من الموسم، مع期待 بأن يكون لقاءات المقبلة دوراً حاسماً في حسم صراع المتأهلين إلى أدوار متقدمة من البطولة القارية.
تظل النتائج والقرات التي اتخذت في الأسابيع الأخيرة محوراً رئيسياً لمناقشة في وسائل الإعلام والمتابعين، خاصةً مع وجود تغيرات فنية وإدارية داخل فريق يوفنتوس. ومع ذلك، يظل الهدف الرئيسي لكل فريق في القارة العجوز هو الوصول إلى أدوار متقدمة وتحقيق النقاط الازمة لضمان مركزه ضمن الفرق القادرة على المنافسة حتى نهاية المشوار. وبينما يتطلع الجميع إلى قادم المباريات، يبقى التعادل 1-1 بين يوفنتوس وسبورتنج لشبونة شاهداً حياً على التنافسية الكبرى التي تسود مسابقة دوري أبطال أوروبا، وعلى سعي الأندية الكبرى إلى استعادة أمجادها وتثبيت حضورها في كل مواجهة قارية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.













































































































