كتبت: سلمي السقا
أكّد الإعلامي السوداني مصعب محمود موقف القيادة العسكرية بوضوح وصراحة، مستنداً إلى تصريحات مساعد القائد العام للقوات المسلحة وعضو مجلس السيادة الفريق أول ركن ياسر العطا، وما أكده المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة بأن المؤسسة العسكرية عازمة تماماً على تحرير كل شبر من أنحاء الوطن، ولن تتهاون في حماية سيادة السودان أو التخلي عن أي مساحة من أرضه. وفي تصريحاته التي أُجريت معه عبر قناة القاهرة الإخبارية، لفت إلى أن الانسحاب الذي قامت به القوات المسلحة سابقاً كان هدفه حماية المدنيين. كما أوضح أن هذا الانسحاب كشف عن ممارسات مروّعة ارتكبتها الميليشيات في الفاشر، من جرائم ضد الإنسانية طالت المرضى والمرافقين داخل المستشفيات.
وأشار إلى أن الطريق بين الفاشر والطويلة شهد سقوط جثث ووقائع مأساوية تسببت في معاناة إنسانية بالغة، وأن الميليشيات استعملت المدنيين كدروع بشرية، وهو ما عمّق الصعوبات التي واجهت مهمة القوات المسلحة وأخر حسم المعركة في فترات سابقة. وبشّر بأن تحرّكات الجيش إلى جانب مساندة المجتمع السوداني واحتشاد المسيرات المؤيدة ستؤدي إلى تغييرات كبيرة على الأرض في الأيام المقبلة، وفق ما تقتضيه بيـان القيادة. كما أكد أن الدعم الشعبي والتمثيل الدبلوماسي في الخارج يساعدان في توضيح جذور الأزمة وتعبئة موقفٍ موحّدٍ لصالح الدولة، معبّراً عن ثقته في قدرة القوات المسلحة على حسم الموقف في دارفور ومناطق التخوم وشرقها كما جرت التجارب في محافظات أخرى. وفي اختتام حديثه، شدد على أن حماية المدنيين تبقى أولويّة في التخطيط والتكتيك العسكري.
الجيش السوداني: موقف وتحركات على الأرض
يتحوّل الحديث عن موقف الجيش السوداني من تعزيز قدرته على تحرير الأرض إلى محور رئيسي للنقاش العام. فالمسؤولون العسكريون يؤكدون أن الهدف الأسمى هو استعادة السيادة وبناء حالة استقرار تتيح عودة الحياة إلى طبيعتها. في هذا السياق، يبدو تتبّع التحركات الميدانية وكشف خطط التحرير جزءاً من الرسالة التي تروّج لها القيادة وتعمل على توضيح مسار العمل العسكري للمجتمع الدولي والمحلي على حد سواء. وتبرز في التصريحات إشارات واضحة إلى تصميم الجيش السوداني على حسم المعارك في المناطق الساخنة، مع الحفاظ على أرواح المدنيين وتجنب التعرّض للبنية التحتية الحيوية. وتؤكد المصادر أن الإرادة القوية للمؤسسة العسكرية تعكس التزامها باستعادة الهدنة ووقف التداعيات الإنسانية الناتجة عن الاشتباكات. وهذا الالتزام تتأكد صيغته عبر البيانات الرسمية والمنابر الإعلامية التي تتابع تحركات الجيش لحظة بلحظة وتقلل من أثر أي عوائق قد تعترض طريقه. ويظل التحدي الأكبر أمام الجيش السوداني في الحفاظ على وحدة الوطن وتجنّب الانزلاق في دوائر العنف التي قد تعمّق من حالة الانقسام وتؤثر في الاستقرار الإقليمي.
انسحاب سابق لحماية المدنيين وكشف الانتهاكات
ترتبط خطوة الانسحاب التي جرى تنفيذها سابقاً بمحصلة قراءة تتعلق بحماية المدنيين وتخفيف المعاناة الإنسانية. فقد أشار البيان إلى أن هذا القرار كان يهدف إلى حماية العائلات والمرضى في بيئة صعبة، وهو ما يعلّق عليه المراقبون بأن الانسحاب قد أظهر كذلك بعض أوجه الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات في مدينة الفاشر. وتؤكد المصادر أن هذه الانتهاكات شملت استهداف المرضى وموظفي المستشفيات، وأن الطريق بين المدينة الواقعة في دارفور وبلدات أخرى شهد مشاهد مؤثرة من العنف والجرائم التي أُدينت دولياً. وهذا السياق يعزز من القول بأن حماية المدنيين تظل أولوية مطلقة في الاستراتيجية العسكرية، وأن أي خطوة ميدانية قادمة ستأخذ في الاعتبار هذه الأولوية بشكل صارم. كما يشير إلى ضرورة فهم جذور الأزمة في إطار معادلة معقدة تجمع بين قوى مسلحة وفواعل محلية ودولية تسعى إلى إنهاء النزاع وفرض الحلول التي تحافظ على كيان الدولة ووحدتها.
تكتيكات عسكرية معقدة واستخدام المدنيين كدروع
تتزايد في الميدان إشارات إلى أن الميليشيات لجأت إلى أساليب تكتيكية تعقّد مهمة القوات المسلحة. من ضمن هذه الأساليب ظهور المدنيين كواجهة وحماية بشرية في مسرح العمليات، وهو أمر يجعل حسم المعارك أمراً أكثر تعقيداً وأطول زمنياً. مثل هذه الاستراتيجيات تفرض على الجيش السوداني أن يضع خطط دقيقة تجمع بين التطهير العسكري وحماية الأرواح، وهو مسار يتطلب ضبطاً دقيقاً للسير في المساحات المتداخلة بين الأمن المدني والتنظيم العسكري. وفي هذا السياق يبرز التحدي المزدوج: القضاء على التهديد العنيف من قبل الميليشيات مع الحفاظ على مبدأ حماية المدنيين وتقديم الرعاية الإنسانية اللازمة لهم. وتؤكد البيانات الواردة أن المؤسسة العسكرية ستظل تراعي هذه الأطر الأخلاقية والإنسانية أثناء التخطيط والتكتيك، لأجل تقليل الخسائر وتسهيل عودة الحياة إلى مناطق النزاع.
دعم الشعب والجيش السوداني في التغيير الميداني
يلعب الدعم الشعبي دوراً محورياً في تغيّر المعادلة على الأرض. فالمسيرات المؤيدة التي تشهدها بعض المناطق تعكس رغبة واسعة في إسناد الجيش السوداني ومساندة قيادته في مسعاه لاستعادة الاستقرار. ويُفهم من التصريحات أن هذا الدعم لا يقتصر على الشارع فحسب، بل يشمل أيضاً تعبئة الرأي العام داخلياً وعلى الساحة الدولية عبر التمثيل الدبلوماسي. إن وجود مظاهر التزام شعبي وتأييد رسمي يرفع من معنويات الجيش، ويقلل من فرص التراجع أو التخلّي عن المسار العسكري في مواجهة التحديات الميدانية. كما أن هذا الدعم يُعد عاملاً مساعداً في توضيح جذور الأزمة أمام المجتمع الدولي وتكوين لوبيات تضغط من أجل وضع حلول متوازنة تعترف بحق السودان في حماية سيادته واستقراره.
الدبلوماسية ودعم الجيش السوداني دولياً وتوحيد الموقف
إلى جانب العوامل العسكرية، يبرز الدور الدولي كعامل رئيس في تشكيل مسار التطورات. فالدبلوماسية النشطة وتوافر تمثيل سوداني في الخارج يساهمان في شرح خلفيات الأزمة وتوحيد المواقف لصالح الدولة السودانية. يُشير المراقبون إلى أن العلاقات الدولية والمواقف الأوروبية والإقليمية قد تلعب دوراً مهماً في إضفاء مصداقية على المطالب السودانية وتسهيل حوار بناء مع الجهات الفاعلة في النزاع. وفي هذا الإطار، يتضح أن وجود دعم خارجي موحّد ومتماسك يمكن أن يساهم في تعزيز الحسم العسكري في دارفور ومناطق التخوم وشرقها، مع مراعاة الأرواح والمدنيين كأولوية قصوى في أي تخطيط وتكتيك مستقبلي.
أولوية حماية المدنيين والتخطيط الاستراتيجي
تؤكد الخلاصة أن حماية المدنيين تبقى في صدارة الأولويات أثناء التخطيط والتكتيك العسكري. يربط القادة بين تحقيق الانتصار العسكري وحماية السكان، وهو ربط يهدف إلى تقليل المعاناة الإنسانية وتفادي آثار الحرب على المجتمع المدني. وفي سياق الحديث عن التخطيط، يشير المسؤولون إلى ضرورة مراعاة العوامل الإنسانية أثناء استهداف المواقع العسكرية وتحديد الأهداف، مع السعي إلى بناء مسارات آمنة لإجلاء الأسر وتقديم الدعم الإنساني. وتؤكد هذه الروح العملية أن أي تقدم ميداني سيكون مُرتبطاً بضمانات لحياة المدنيين وتخفيف الأعباء الإنسانية عن كاهل السكان المحليين في دارفور ومناطق التخوم وشرقها.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































