كتب: صهيب شمس
التقى القنصل المصري بالرياض ياسر هاشم عدداً من رموز وأعضاء الجالية المصرية المقيمة في منطقة القصيم، وذلك في إطار حرص القنصلية العامة على التواصل المستمر مع أبناء الجالية في مختلف مناطق المملكة، ونقل تحيات السفير إيهاب أبو سريع، سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة العربية السعودية، تنفيذًا لتوجيهات وزير الخارجية والهجرة. القنصل المصري بالرياض ركّز خلال اللقاء على تعزيز حضور القنصلية في حياة المصريين بالخارج، وعلى أهمية أن تكون الجالية المصرية في القصيم جزءاً فاعلاً من النسيج الوطني المصري. كما أشار إلى أن التواصل المستمر بين القنصلية والجرائد الاجتماعية والمدارس والمؤسسات يسهم في تلبية احتياجات الجالية ومعالجة ما يواجهها من تحديات. وفي هذه الإطارات، أكد أن وجوده في هذا اللقاء يعكس التزام القنصلية بتوفير الدعم المطلوب للبحث عن حلول ملموسة للمشكلات المطروحة من أبناء الجالية، ما يعزز الثقة بالعلاقة بين المصريين المقيمين في المنطقة وخطوات الدولة الرامية إلى تعزيز وجودهم واندماجهم الإيجابي في المجتمع المحلي.
القنصل المصري بالرياض ورعاية الجالية خارج الوطن
تحدث القنصل العام عن الدور الحيوي الذي تضطلع به وزارة الخارجية في رعاية المصريين المقيمين خارج وطنهم، وأوضح أن الاهتمام لا يقتصر على مقر القنصلية بل يمتد إلى متابعة شؤون الجالية في كل منطقة وتحديداً في القصيم من خلال قنوات اتصال مفتوحة. أشاد القنصل بالتواصل المستمر مع ممثلي الجالية، مؤكداً أن الجالية ليست مجرد حضور عددي، بل شريك في بناء صورة إيجابية لمصر خارج حدودها. كشف خلال اللقاء أن هناك آليات حاضرة لالتقاط احتياجات الجالية، والتعرف على المشكلات التي تعترضها، والعمل على توفير الدعم اللازم بما يتناسب مع خصوصية كل منطقة. وفي هذا السياق، أشار إلى أن القنصلية تتابع مستجدات الساحة وتضع في أولوياتها حماية حقوق المواطنين المصريين وتيسير أمورهم، بما يعزز شعورهم بالأمان والانتماء.
يبرز في هذا المحفل التأكيد بأن الجالية المصرية في القصيم ليست بحاجة إلى تواصل موسمي فحسب، بل إلى حضور مستمر يترجم إلى دعم عملي وخدمات ملموسة. وتناول القنصل أيضاً مبادرات الحكومة التي تستهدف رعاية المصريين بالخارج وتسهيل حياتهم اليومية، وهو ما يشمل برامج تهدف إلى تمكين المواطنين من المشاركة الفعالة في الحياة العامة. كما أشار إلى أهمية إشراك أبناء الجالية في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وبخاصة الانتخابات البرلمانية، كجزء من حقهم الدستوري وواجبهم الوطني، مع التأكيد على أن الدولة حريصة على تمكين المواطنين في الخارج من الإسهام في صناعة مستقبل بلدهم. وفي الوقت نفسه، أكد القنصل أن الدعوات إلى المشاركة تأتي في سياق تعزيز المواطنة والاندماج بما يحقق العدل والتعددية داخل المجتمع المصري.
مبادرات حكومية ودورها في تمكين المصريين بالخارج
استعرض القنصل خلال اللقاء حزمة من المبادرات التي أطلقتها الحكومة لدعم ورعاية المصريين بالخارج، مع شرح واضح لكيفية استفادة أبناء الجالية من البرامج والآليات المتاحة. وتمت الإشارة إلى أن هناك توجيهات واضحة من أجل تعزيز التواصل بين القنصلية والسفارة وبين المواطنين المقيمين خارج الوطن، إضافة إلى وجود قنوات تسمح بتقديم المساعدة في مسائل الإقامة والعمل والشؤون الإدارية الأخرى. كما أوضح أن المبادرات الحكومية تتضمن منصات وفعاليات تهدف إلى توعية الجالية بحقوقها وتدعيم قدرتها على ممارسة هذه الحقوق بشكل كامل. ضمن هذا السياق، شدد القنصل على أن المشاركة الإيجابية في الاستحقاقات الانتخابية غالباً ما تكون مصاحبة لبرامج توعية وتواصل مستمر مع المواطنين، بما يضمن الشفافية والقدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة من قبل أفراد الجالية.
كما أشار القنصل إلى أن عرض مقترحات الجالية على الجهات والسلطات المختصة في مصر هو جزء من مهمة القنصلية، حيث يجري نقل مطالب المجتمع المصري في الخارج إلى الجهات المسؤولة في القاهرة بهدف تقديم حلول عملية وتسهيل الإجراءات. وتأكيداً على الروح الإيجابية، جرى التأكيد على أن الدولة المصرية حريصة على تمكين مواطنيها بالخارج من ممارسة حقوقهم الدستورية كاملة، بما في ذلك حقهم في الانتخاب والتعبير والمشاركة في بناء مستقبل الوطن من خارج حدوده. وتضمن الحديث توجيهات بهذه الروح نحو تكامل أقوى بين القنصلية والجهات المحلية في مقرات الإقامة داخل الأراضي السعودية، بما يعزز التفاهم والتعاون في كل قضايا الجالية.
التعاون مع السلطات المحلية ومتابعة قضايا الإقامة والعمل
في إطار تعزيز التكامل مع السلطات المحلية، عقد القنصل العام عدداً من اللقاءات مع كبار المسؤولين في منطقة القصيم. شارك في هذه اللقاءات ممثلو الشرطة والجهات التنفيذية ومصلحة السجون ووزارة الموارد البشرية، بهدف متابعة أوضاع المواطنين المصريين في المنطقة واستعراض أي مشكلات قد تواجههم. ركزت النقاشات على قضايا الإقامة والعمل والتحديات المرتبطة بها، كما تم بحث سبل توفير حلول سريعة وفعّالة لضمان الالتزام بمساطر الإقامة والعمل وتسهيل أمور الأسر المصرية المقيمة. وأكّد القنصل على أهمية التعاون المستمر بين القنصلية والسلطات السعودية في إطار الاحترام المتبادل وحقوق الإنسان، مع إبراز حرصه على تمكين المصريين من ممارسة حقوقهم بطريقة سليمة وآمنة.
كما أُتيح في هذه اللقاءات المجال لتبادل الخبرات وتوحيد المعايير في التعامل مع ملفات المواطنين المصريين، بما ينعكس إيجاباً على توفير الخدمات اللازمة وتحسين ظروف الإقامة والعمل. وفي السياق نفسه، أشار القنصل إلى أن العلاقات مع السلطات السعودية تشكل رافعة رئيسية لتأمين بيئة مناسبة للمصريين المقيمين في القصيم، مع التنويه بأن التعاون المتبادل يسهم في تخفيف المشكلات التي قد تطرأ وتسهيل الإجراءات القانونية والإدارية. وأكد أن القنصلية ستواصل رصد أحوال المواطنين المصريين في المنطقة وتقديم الدعم حين يستدعي الأمر ذلك، بما يضمن حركة يومية أكثر سلاسة للمقيمين في تلك المنطقة.
زيارة المدارس ودور المسار المصري في الحفاظ على الهوية
وللتركيز على أبعاد الهوية والانتماء، حرص القنصل العام المصري بالرياض على زيارة عدد من مدارس المسار المصري بالمنطقة. التقى القنصل الأطفال والطلاب وأعضاء هيئة التدريس، واستمع إلى تطلعاتهم وتحدياتهم الأكاديمية. أشاد القنصل بالجهود المبذولة للحفاظ على الهوية المصرية في ظل غياب الوطن الأم، وأثنى على الدور الذي تقوم به المعلمون والإدارات المدرسية في ترسيخ قيم الانتماء وتثبيت جذور الثقافة المصرية في قلوب الناشئة. أكد القنصل أن وجوده في المدارس يعكس التزام القنصلية بدعم الطلاب المصريين وتشجيعهم على التفوق والتميّز، ليكونوا سفراء بلدهم في الخارج.
كما شدد على أهمية توفير الموارد اللازمة لهذا المسار التعليمي، واحترام الخصوصيات الثقافية للطلاب، وتوفير بيئة تعليمية تُمكّنهم من التفوق الأكاديمي والتفاعل الإيجابي مع المجتمع المحلي. وأضاف أن القنصلية ستواصل تقديم الدعم الكامل لهذه الفئة من أبناء الجالية وتوفير كل ما من شأنه تعزيز تعلمهم وتطورهم الأكاديمي، بما يساهم في رفع مستوى تمثيل مصر في المحافل الدولية من خلال تميز هؤلاء الطلاب في مدارسهم. بهذه الروحية، أشار إلى أن الهدف الأوسع يتمثل في تعزيز الثقة بالهوية المصرية لدى الأجيال الجديدة وربطهم بالقيم والعادات الوطنية، بما يسهم في بناء جيل قادر على حمل راية مصر في الخارج بطريقة مشرفة ومثمرة.
تظل هذه اللقاءات والزيارات جزءاً من نهج القنصلية العامة، الذي يركز على بناء جسر تواصلي ثابت بين مصر ومواطنيها المقيمين في الخارج، سواء عبر الخدمات القنصلية المباشرة أو عبر شراكات مع المؤسسات التعليمية والجهات الرسمية في المملكة العربية السعودية. وتؤكد الكلمات الأخيرة للقنصل أن القنصلية ليست جهة إدارية محدودة، بل هي جهة حاضنة للمواطنين، تسعى إلى تمكينهم وتوفير بيئة مناسبة لتحقيق طموحاتهم وبناء مستقبل أفضل لمصر خارج الوطن كما داخلها.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































