كتبت: سلمي السقا
عبر عالم الآثار المصري زاهي حواس عن تفاؤله بمستقبل قطاع الآثار في مصر مع افتتاح المتحف المصري الكبير واستقبال أعداد كبيرة من السائحين والزوار. وفي حوار أجرته معه قناة المحور أوضح أن المتحف المصري الكبير لا مثيل له في العالم، فهو أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة فقط. كما أشار إلى أن فكرة بنائه بجوار المنطقة الأثرية الأهم في البلاد، وتحديداً بجوار الأهرامات، تشكل خطوة رائدة في فهم الحضارة المصرية القديمة بشكل أشمل. وفي حديثه أشاد بالدور الذي لعبته الدولة في إتمام هذا المشروع، معتبراً أن تضافر الجهود بين مؤسسات الدولة كان حجر زاوية في تحقيق هذا الإنجاز. كما لفت إلى أن المتحف المصري الكبير يحقق مكاسب كبيرة لمصر، مشيراً إلى أن العالم لم يشهد من قبل افتتاح متحف أمام وفود رفيعة المستوى تضم 42 رئيساً وملكاً وقائد دولة. هذه التصريحات تعكس رؤية حيّة حول تأثير المشروع على السياحة والهوية الوطنية، وتؤكد أن البناء لم يكن مجرد إضافة جديدة في خارطة المعالم، بل نقطة انطلاق لحوار أوسع مع التاريخ والحاضر. في هذا السياق، تبرز أهمية المتحف كمركب حضاري يربط بين المجهودات التراثية والوعي العام، وهو ما يراه حواس نقطة تحول في طريقة عرض الحضارة المصرية للعالم أجمع.
المتحف المصري الكبير: عماد حضارة واحدة ومكان فريد في العالم
يؤكد زاهي حواس أن هذا الصرح ليس مجرد مرفق ثقافي بل هو عماد حضارة موحدة تتسق في موقعه مع هوية المدينة وتاريخها. ويرى أن وجوده بجوار أهم منطقة أثرية في العالم، وهي منطقة الأهرامات، يمنحه معنى إضافياً يربط الماضي بالحاضر ويمنح الزائر تجربة تفتح نافذة على تفاصيل لم تُعرض من قبل بهذا الاتساع. من وجهة نظره، المتحف المصري الكبير يعزز قدرة الجمهور على استيعاب سلالات الحضارة المصرية من خلال عرض يوازن بين المعروضات والتقنيات الحديثة في العرض والمتابعة والشرح. وفي قراءة سريعة لتجربة الافتتاح، يتضح أن المكان يُعد مثالاً على كيفية دمج الإرث العريق مع أساليب العرض المعاصرة بما يتيح للناس فهم أعمق لمقاصد الحضارة وتطورها عبر العصور.
دور الحكومة وتوجيهات الرئيس في إتمام المشروع
وصف حواس دور الحكومة في إتمام المشروع بأنه دور كبير وحاسم، قائلاً إن حكومة الدكتور مصطفى مدبولي brands قد هيأت الأرضية اللازمة لإنجاز هذا المشروع الحيوي. وأشار إلى أن النجاح في إتمام المتحف كان ثمرة لتوجيهات رئاسية متواصلة، معتبراً أن التزام القيادة السياسية وتحديداً توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي شكلت إطاراً حدد الهدف والسبل والموارد اللازمة لتجاوز أي عقبات كانت تواجه التنفيذ. في هذا السياق، يرى الخبير أن استمرارية الدعم السياسي والاقتصادي المقدم للمتحف كان لها أثرها في تعزيز الثقة لدى الشركاء المحليين والدوليين والكوادر العاملة في المشروع، ما أسهم في تسريع خطوات البناء وتنسيق العمليات وتوفير البنية التحتية المناسبة لاستقبال الجمهور.
أثر المتحف المصري الكبير على الزوار والسياحة المصرية
مع افتتاح المتحف المصري الكبير شهدت البلاد زخماً من الإقبال على هذا المعلم الجديد، حيث لوحظت أعداد كبيرة من السائحين والزوار تتجه نحو الموقع للاستكشاف والمعرفة. وهذا التدفق ليس مجرد عبور مؤقت بل يعكس تعزيز الثقة في قدرات مصر على إدارة مشاريع ثقافية كبرى وتوظيفها في خدمة السياحة الوطنية وتنمية الوعي التاريخي لدى الجمهور المحلي والعربي والعالمي. وتتضح من هذا التدفق أن المتحف أصبح وجهة رئيسية من بين الوجهات الثقافية في المنطقة، وهو ما قد ينعكس إيجاباً على الصورة العامة لمصر كبلد يحافظ على تراثه ويعيد تشكيله ليكون جاذباً للحراك الثقافي والسياحي العالمي. في سياق المكاسب، يؤكد حواس أن إنجاز المتحف الكبير يحمل في طياته فوائد اقتصادية وتنموية على المدى الطويل، لا سيما من حيث تعزيز السياحة وتقديم نموذج ناجح لإدارة مشاريع تراثية ضخمة تتطلب تناغماً بين التخطيط الدقيق والتنفيذ المحكم والمتابعة المستمرة. كما يبرز في الأحاديث أن الاستقبال الرسمي الشعائري للمتحف يتخطى العروض الفنية ليشمل لقاءات ومحادثات مع قيادات ورؤساء من مختلف الدول، وهو ما يعزز مكانة مصر كقِبلة للحضارة والتاريخ وتكريسها كوجهة عالمية للمعرفة والاكتشاف.
أفق المكاسب المحتملة للمتحف المصري الكبير
يتحدث زاهي حواس عن مكاسب كبيرة لهذا البلد من وجود هذا الصرح الضخم، حيث يمثل إضافة نوعية في مسار حفظ الآثار وتقديمها بشكل يحاكي احتياجات العصر وتطلعات الجمهور. يرى أن القاعدة الأساسية للمكاسب تتجاوز الجانب الكمي لتشمل جودة التجربة الهندسية والجانب التعليمي الذي يتيحه المتحف للزوار من مختلف الأعمار والخلفيات. كما يذكر أن وصول وفود رفيعة من القادة والمسؤولين إلى المتحف ليس مجرد حدث إعلامي بل شهادة على المكانة المتنامية لمصر في مجال حفظ الحضارة ونقلها إلى أجيال جديدة. وبقدر ما يخلُص حواس إلى الإشادة بالجهود التي بُذلت، فإنه يحذر في الوقت نفسه من أن الحفاظ على المستوى نفسه من الاهتمام والمتابعة سيظل أمراً حيوياً لضمان استمرار التأثير الإيجابي للمتحف المصري الكبير على اقتصاد السياحة، وعلى الوعي العام بالحضارة المصرية من جهة أخرى. بذلك، يترسخ في الأذهان أن النجاح الأولي للمتحف ليس نهاية المطاف، بل خطوة بداية نحو مسار طويل من العطاء والتطوير يعزز من مكانة مصر في محافل الثقافة العالمية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































