كتبت: سلمي السقا
عبرت السيدة انتصار السيسى قرينة السيد رئيس الجمهورية عن فخرها العميق بكل مصممٍ ومبدعٍ مصري شارك في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، وهو حدث يحظى باهتمام وطني يوازي أهميته الرمزية والتاريخية. ونقلت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك رسالة واضحة مفادها أن فخر المصممين المصريين ليس مجرد شعور عابر، بل تعبير صادق عن قدرة الإبداع المصري على تجاوز الحدود وتحقيق ما يبدو مستحيلاً. وقالت قرينة رئيس الجمهورية: “فخورة بكل مصممٍ ومبدعٍ مصري شارك فى هذا العمل العظيم، فقد أثبتم أن الإبداع المصرى لا يعرف المستحيل”. وأضافت أن هذه المناسبة تشكل فرصة لإطلاق دعمٍ حقيقيٍ لشبابنا المصممين، الذين يمتلكون القدرة على الحفاظ على الهوية المصرية والأصالة الفرعونية، بدءاً من توطين صناعة الأزياء بكل فخر وثقة، لتتحول هذه الصناعة إلى جزءٍ يعكس قيم الحضارة المصرية عبر العصور.
إن هذه التصريحات تحمل في طياتها أكثر من مجرد كلمات مواساة أو تهنئة؛ فهي رسالة تشجيع وتأكيد أن الإبداع والفن في مصر ليسا قطاعين معزولين، بل هما جزء من النسيج الوطني الذي يعزز مكانة البلد على ساحة الثقافة العالمية. فالمتحف المصري الكبير، بافتتاحه، لم يغب عن بال السيدة انتصار السيسى كونه محطةً مهمةً للهوية والتراث، بل أصبح منطلقاً لتجسيد علاقة المنتج المبدع بالهوية الوطنية وبالتراث الفرعوني الذي يحظى بمكانة خاصة في وجدان الشعب المصري. وهكذا تتحول الكلمات إلى خارطة طريقٍ تشجّع شباب المصممين على خوض ميادين الإبداع والتجريب، مع المحافظة على قيمة هوية البلد والتعبير عنها من خلال منتجاتٍ وابتكاراتٍ ترتبط بالحضارة المصرية وتاريخها العريق.
فخر المصممين المصريين يتصدر المشهد في افتتاح المتحف المصري الكبير
يؤكد حديث السيدة انتصار السيسى على أن فخر المصممين المصريين ليس خياراً يقتصر على الاحتفال بالجهود الفنية فحسب، بل هو تعبير عن الاعتراف بدور التصميم كعنصرٍ حيويٍ في البناء الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للبلاد. فالمشاركون من المصممين والمبدعين في هذا الحدث يمثلون جسراً يربط بين عراقة الماضي وروح الحاضر، وهو ما يعكسه استخدام الإبداع المصري كدافعٍ للتواصل مع جمهور واسع من محبي الفن والفكر. وقد برهنت هذه المشاركة أن الإبداع المصرى قادر على تحويل فكرةٍ كبيرة إلى واقعٍ ملموس يثمر في مجالات متعددة، بما فيها صناعة الأزياء والمنتجات الفنية التي تحمل القيم الحضارية وتقدم نفسها كعناصر أثرية حديثة في الوقت نفسه. كما تتجلى في هذا السياق أهمية ربط المعروضات الفنية والتجارب الإبداعية بمفهوم الهوية الوطنية، وجعل الحضور والتفاعل العام مع الحدث جزءاً من تجربةٍ ثقافية مُتجددة تخدم المجتمع وتدعم الاقتصاد الإبداعي.
دعم الشباب وتوطين صناعة الأزياء كرسالة وطنية
من خلال تأكيدها على دعم الشباب المصممين، تُبرز السيدة انتصار السيسى أن الحفاظ على الهوية المصرية يتطلب بناء جسور بين الحاضر والماضي من خلال أدوات الإبداع المعاصر. وتؤكد الرسالة أن توطين صناعة الأزياء ليس مجرد هدفٍ اقتصاديٍ، بل هو مسار يساهم في الحفاظ على الأصالة الفرعونية مع تعزيز القدرة التنافسية للمصممين المصريين. إذ أن وجود صناعات محلية قابلة للنمو يمكن أن يعزز من قيمة الإبداع المصري كقيمةٍ مضافة في سوق العمل، ويمكّن الشباب من إنتاج منتجات ترتبط بتاريخ مصر وتعبّر عن الهوية الوطنية. وفي هذا السياق، تتخذ الكلمات معانٍ تطبيقية، تدفع بجهود الشباب إلى آفاق جديدة من خلال التدريب والتطوير والفرص التي تتيحها المشاريع الثقافية الكبرى مثل افتتاح المتاحف والفعاليات الفنية الكبرى. هذه الرسالة تعكس أيضاً قناعة بأن الإبداع والفنون قادران على تعزيز قيم الوطنية والانتماء، وتقديم نموذجٍ ملهم للمجتمعات الشابة في مصر وخارجها.
إبراز الهوية المصرية في المجري الفني المعاصر
تؤكد التصريحات أيضاً أن الهوية المصرية ليست موضوعاً تقليدياً محفوظاً فحسب، بل هي مشروعٌ حيٌ يتفاعل مع التطور الفني والمعرفي في العصر الحديث. إذ يمكن من خلال التعاون بين المصممين والفنانين والجهات المعنية أن تتولد منصات تتيح توظيف الإبداع التصميمي في إنتاج منتجاتٍ حية تعكس قيم الحضارة عبر العصور وتتناولها عصرية الابتكار. افتتاح المتحف المصري الكبير يوفر إطاراً عملياً لهذا التفاعل، حيث تصبح الأعمال الفنية والتصميمات المعاصرة موطناً يلتقط مسيرة الحضارة ويعيد تقديمها بطرقٍ تتلاءم مع ذائقة القراء والقُدَامى على حد سواء. وبالتالي، فإن رسالة القائمين على الحدث تفتح باباً لإعادة قراءة التراث من منظورٍ حديث يربط بين التاريخ والواقع، ويُنافس على صدارة الاهتمام الدولي في مجالات التصميم والفنون البصرية والثقافية.
آفاق المستقبل وتواصل الرسالة الوطنية
إذا كان القول بأن المجتمع يرفع من قيمة الإبداع حين تكون هناك رعاية قيادية قوية، فإن كلمات السيدة انتصار السيسى تشدد على أن هذا الرَيْع ليس شعوراً عابراً بل سياسةٌ تشجِّع على المشاركة وتفتح آفاقٍ جديدة للشباب الموهوب. وجود دعمٍ من قيادات رفيعة المستوى للمصممين الشباب يرسخ مكانة الفنون والابتكار في النسيج الوطني، كما يحفز مزيداً من التبادل المعرفي والتعاون بين مختلف جهات الإبداع والصناعة. وهذا التوجه يعكس إيماناً بأن قدرات البلد في مجالات التصميم والإبداع ليست محدودة بفئة بعينها، بل هي قوةٌ كليةٌ تساهم في بناء اقتصادٍ معرفيٍ يحتضن التراث ويُعيد إنتاجه بصورةٍ تلائم العصر وتطلعاته. وبذلك، تتحول كلمة “فخر المصممين المصريين” إلى معادلةٍ عملٍ حقيقي يوازن بين الحفاظ على الهوية المصرية وفتح آفاقٍ واسعة للابتكار والتطوير في ميادين التصميم والفنون.
تظل رسالة قرينة رئيس الجمهورية بمثابة دعوةٍ مفتوحة للمشاركة، ومساندةٍ عملية لشباب المصممين في مصر، وتأكيداً على أن الإبداع الوطني ليس مجرد مشكلةٍ فنية، بل ركيزةٌ أساسية في بناء المستقبل الذي يحافظ على الماضي ويصنع الحاضر ويؤسس لخطوط مستقبلية في صناعة التصميم والفن.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































