كتب: أحمد عبد السلام
تشهد الأسواق المحلية انخفاضاً مستمراً في أسعار الدواجن والبيض يوم الأربعاء 5 نوفمبر، في ظل تراجع سعر الأعلاف الذي يمثل نحو سبعين في المائة من تكلفة الإنتاج. هذا التراجع يعكس توازناً جزئياً بين العرض والطلب، ويؤثر بشكل مباشر على الأسعار في المزرعة والمستهلك. وتؤكد حركة الأسعار أن انخفاض أسعار الدواجن والبانيه بات سمة الأيام الأخيرة، مع إشارات إلى إمكانية استمرار الانخفاض في الأيام المقبلة إذا استمر انخفاض تكاليف المدخلات. في هذا السياق يتجلى تأثيره على مختلف الأصناف، من الدواجن البيضاء إلى البلدي والبيض بأنواعه، وصولاً إلى منتجات الحوم الداجنة مثل البانيه.
انخفاض أسعار الدواجن والبانيه وتأثيره على المزارع والأسواق
يأتي هذا الانخفاض في إطار اتجاه عام لاستجابة الأسعار لتكاليف الإنتاج، حيث لامس كيلو الدواجن البيضاء في المزرعة 60 جنيهاً، فيما يصل سعرها لمستهلك إلى نحو 74 جنيهاً. أما الدواجن الأمهات فهبطت إلى نحو 5 جنيهاً لكيلو في المزرعة وتصل لمستهلك نحو 65 جنيهاً. وتراجع سعر كيلو الدواجن الساسو (الفراخ الحمراء) ليصل إلى 83 جنيهاً في المزرعة، في حين يبلغ السعر لمستهلك نحو 95 جنيهاً. وبالنسبة لدواجن البلدي فقد بلغ سعرها في المزرعة نحو 14 جنيهاً، وتصل لمستهلك نحو 125 جنيهاً. كما انخفض سعر كيلو البانيه بالتبعية من 20 جنيهاً إلى 180 جنيهاً في بعض المحال.
تفصيل تقلبات الأسعار بين الأصناف الداجنة والبيض
ولم تكن تقلبات الأسعار على مستوى الدواجن وحده، بل امتدت نحو منتجات بيضاء وأحمر البيض. فالكيلو من الأوراك سجل بين 70 و80 جنيهاً، فيما تراوح سعر الأجنحة بين 50 و60 جنيهاً. أما زوج الحمام فقد بلغ سعره نحو 170 جنيهاً لكرتونة. وفي قطاع البيض، انخفضت كرتونة البيض الأحمر جملة لتصل إلى 130 جنيهاً وتباع لمستهلك بنحو 145 جنيهاً، بينما واصل سعر كرتونة البيض الأبيض انخفاضه ليصل إلى 125 جنيهاً جملة وتباع لمستهلك بنحو 135 جنيهاً. وفيما يخص البيض البلدي، يبدأ سعر كرتونته جملة من 135 جنيهاً وتباع لمستهلك بنحو 145 جنيهاً.
تصريحات وتوقعات المربين والأنبذة الاقتصادية
في هذا السياق أكد الدكتور ثروت الزيني، نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، أن الأسعار في المزرعة انخفضت بشكل كبير حتى وصلت إلى 60 جنيهاً لكيلو، وهو ما يمثل خسارة واضحة لمربي. أشار إلى أن السعر العادل لتكلفة الدواجن حالياً يتراوح بين 70 و75 جنيهاً لمزرعة، ما يفتح باً لنقاش حول سياسات السوق والأسعار. وحذر الزيني من أن انخفاض الأسعار يضع المربين في موقف صعب، مؤكداً أن الاستمرار في هذا المسار قد يرهق الصناعة ويؤثر في الإمداد المحلي. كما شد على أن البلد يعتمد بشكل كبير على المربين، حيث نستهلك نحو 4.5 مليون طائر يومياً، وهذا الرقم يبرز أهمية وجود صناعية دواجن مستمرة وقادرة على توفير الكميات الازمة.
الحلول المقترحة لمواجهة انخفاض الأسعار وتحقيق استقرار السوق
وطرح رئيس اتحاد منتجي الدواجن حلولاً عملية لمواجهة انخفاض الأسعار. أبرز هذه الحلول فتح أسواق جديدة أمام تصدير الدواجن، مع منع الاستيراد بسب وجود اكتفاء ذاتي في الإنتاج المحلي. كما أوصى بتفعيل جزئي لعدم تداول الدواجن الحية، بما يتيح ضخ الدواجن المبردة في أيام الذروة الاستهلاكية، مثل فترات شهر رمضان، لضمان توفير كميات كافية وبأسعار مناسبة لمستهلك. وتحدث عن ضرورة دعم المربين كركيزة أساسية لحفاظ على صناعة الدواجن، مشيراً إلى أن الاستثمار في دعم المزارعين يمكن أن يخف من آثار تقلب الأسعار على الأسر والمستهلكين، ويضمن استمرارية الإنتاج المحلي.
دور الدولة والمستهلك في ظل هذه المعطيات والأسعار الجديدة
ينبغي أن يترجم الانخفاض الحالي في أسعار الدواجن والبانيه إلى سياسات تستهدف حماية سلة الإمداد الحيوي لمواطنين. فالاستقرار في الأسعار يتطلب توازناً بين تسير العرض وتحقيق ربحية معقولة لمزارعين، بما يضمن استمرارية الإنتاج وتوفير المواد الغذائية الأساسية بأسعار مناسبة. كما أن وجود آليات تنظيمية تيح تصدير الفائض وتقل الحاجة إلى الاستيراد قد يسهم في استقرار السوق وتقليل تقلب الأسعار في المستقبل. في المقابل، يتحتم على المستهلك أن يكون واعياً لوضع الراهن وأن يتوخى الرغبة في الشراء وفق الكميات الفعلية والاحتياجات، بما يساهم في تخفيض الضغوط السعرية وتوفير سلاسل إمداد أكثر ثباتاً.
كيف تواجه الأسواق والمنتجون التحدي الراهن؟
يظل التحدي الأكبر في الحفاظ على توازن بين العرض والطلب، وتوفير مستوى توافري مقبول من الدواجن والبيض عبر جميع الأصناف لمستهلكين. وتبرز أهمية استمرار الحوار بين المنتجين والجهات المعنية لضمان سياسات سعرية تراعي تكاليف الإنتاج وتدعم المربين، مع التزام الشفافية في عرض الأسعار وتوفير خيارات متعدة لمستهلكين. كما تبقى آمال التصدير كرافعة أساسية لإعادة التوازن في الأسعار من خلال فتح أسواق خارجية أمام الدواجن، وهو إجراء قد يسهم في تقليل الضغط الهبوطي على الأسعار المحلية على المدى المتوسط.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































