كتبت: بسنت الفرماوي
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الأربعاء، إن الإغلاق الحكومي كان سبباً في خسارة الجمهوريين في انتخابات الثلاثاء، ودعا إلى إنهائه فوراً، مع إشارته إلى نيته العمل على تغيير نظام الانتخابات الذي يرى فيه عيوباً كثيرة. وهذا التصريح يأتي في ظل جدل سياسي مستمر حول مدى تأثير الإغلاق على نتائج الانتخابات وعلى مسار السياسة الداخلية في الولايات المتحدة. وأوضح ترمب أن الإغلاق الحكومي المتواصل له تبعات سلبية على الاقتصاد الأمريكي، بما فيها سوق الأسهم، وكذلك على قطاعات حيوية مثل شركات الطيران ومساعدات الغذاء المقدمة للأميركيين من ذوي الدخل المحدود. كما أشار إلى أن الأميركيين يبدو أنهم يحمِّلون الحزب الجمهوري المسؤولية بشكل أكبر بسبب الإغلاق، وهو ما يضع الضغوط على الجناح الجمهوري في مواجهة تداعيات الأزمة الحكومية.
وفي سياق حديثه، لفتت تصريحات الرئيس إلى أنه سيواصل المسار لمراجعة أسباب الخسارة في الانتخابات بشكل أعمق، وهو وعد جاء ضمن تعليقاته خلال مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماعه مع عدد من المشرعين الجمهوريين، وذلك بهدف مناقشة الجهود المبذولة لإنهاء الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة. كما جرى التأكيد على دعوته المستمرة لإنهاء العمل بـ”آلية التعطيل” أو ما يعرف بالفيليباستر، رغم أن قيادات جمهورية كانت قد عارضت هذه الدعوة في وقت سابق. وفي تصعيد واضح لمواقفه، اتهم ترمب الديمقراطيين بأنهم يدمّرون بلادنا ويتصرفون بشكل انتحاري، وهو تكرار لتعبيره عن السخط من أوروبا السياسية التي تقودها المعارضة الديمقراطية.
انعكاسات الإغلاق الحكومي على الاقتصاد والسوق
يعاني الاقتصاد الأميركي من انعكاسات معلنة للإغلاق الحكومي المستمر، وفق ما صرّح به ترمب، حيث أشار إلى وجود تأثيرات مباشرة على حركة سوق الأسهم وارتفاع حالة عدم اليقين في بيئة الاستثمار. كما تطرق إلى قطاعات حيوية مثل قطاع النقل الجوي، حيث يمكن أن تتأثر الخدمات والرحلات بسبب تعطّل أجزاء من القطاع الحكومي، إضافة إلى تقديم مساعدات غذائية للمواطنين من ذوي الدخل المحدود، وهي مساعدات قد تتعثر أو تتأخر في ظل استمرار الإغلاق. وليس ذلك فقط، فإغلاق هذا النوع من المرافق الحكومية ينعكس بشكل غير مباشر على الثقة الاقتصادية لدى المستهلكين والشركات، وهو ما قد ينعكس في قرارات الإنفاق والاستثمار في المدى القريب والمتوسط.
تصريحات ترامب وخلفياتها السياسية
في إطار استعراضه للموقف، عزّز ترمب فكرة أن الإغلاق الحكومي له أبعاد سياسية تتجاوز مجرد معركة التمويل الحكومي. فقد أشار إلى أن جزءاً من الخسارة في انتخابات الثلاثاء يعزى إلى تداول الأميركيين لمسألة الإغلاق والتحمل السياسي للمسؤولين عنه. وفي هذه النقطة، تعود التصريحات لتلمّس قناعة بأن الإغلاق ليس مجرد مسألة تقنية أو إدارية، بل يمثل اختباراً لمدى قدرة الجمهوريين على إدارة الأزمة وتقديم حلول سريعة وفعالة. كما أكد أنه سيواصل تحليل الأسباب الجوهرية للخسارة بشكل أعمق، وهو أمر يفتح باباً لقراءة سياسية أوسع حول الديناميات الانتخابية وتأثيرها على المشهد الحزبي.
الاجتماع مع المشرعين الجمهوريين وتبعاته
عقد ترمب مؤتمره الصحفي عقب اجتماع مع عدد من المشرعين الجمهوريين لبحث جهود إنهاء الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة. هذه المباحثات تأتي في سياق استمرار الجمود حول تمويل الحكومة وكيفية إنهاء حالة الإغلاق مع الحفاظ على مبدأ الحدود الزمنية والإنفاق. خلال اللقاء، شدد الحاضرون على أهمية الوصول إلى حل يجنّب الاقتصاد الأميركي مزيداً من التراجع، كما جرى التطرق إلى مقترحات وسياسات قد تخفف من أثر الإغلاق على المواطنين وتضمن استمرارية تقديم الخدمات الأساسية.
الدعوة إلى إنهاء آلية التعطيل وموقف الجمهوريين
لا يزال ترمب يدفع نحو إنهاء آلية التعطيل التي هي جزء من النظام الانتخابي الأميركي، وهو إجراء يحظى بدعماً من بعض المراقبين ومناوئاً من قيادات جمهورية سابقة، حيث عُرِض عليه في سياق الحديث عن الإصلاح السياسي والإداري. وفي هذا الإطار، جرى التأكيد على أن mód صغير من أعضاء الحزب الجمهوري يواجهون صعوبات في تقبل هذه الدعوة في الوقت الراهن، وهو ما يعكس حالة من التوتر الداخلي بين الرغبة في تحقيق تقدم سياسي واضح ورغبة بعض القيادات في الحفاظ على أساليب العمل التقليدية. وفي المقابل، يحذر ترمب من أن استمرار التعطيل قد يسهّل الأرضية أمام خصومه السياسيين ويعرقل قدرة الجمهوريين على وضع سياسات جديدة للبلاد.
ما وراء الدعوات إلى تغيير النظام الانتخابي والإغلاق الحكومي
أشار ترمب إلى أنه ينوي إجراء تغييرات في نظام الانتخابات، معتبراً أن النظام الحالي فيه عيوب كثيرة تؤثر على المناخ السياسي وتوزيع القوى. هذه التصريحات تتصل بموضوع الإغلاق الحكومي الذي يلقى عليه بالعادة مسؤولية الصراعات السياسية والمؤسساتية، ويتضح منها تصور واضح بأن هناك حاجة لإعادة النظر في آليات تنظيم الانتخابات وتحديد كيفية إدارة العملية الانتخابية في ظل التوترات السياسية. ويظل السؤال قائماً حول طبيعة التغييرات المحتملة وكيف ستؤثر على المشهد الانتخابي في الولايات المتحدة في الأسابيع والشهور القادمة، خصوصاً في ضوء التصريحات حول الإغلاق الحكومي وتأثيره على ثقة الناخبين والجمهور.
انعكاسات سياسية وتوقعات المشهد الأميركي
في ضوء ما جرى من تصريحات وقرارات ورؤية سياسية، تبقى احتمالات المشهد السياسي الأميركي معقودة على مدى قدرة الأطراف المختلفة على تجاوز الإغلاق الحكومي والانتقال إلى آليات عملية لفتح أبواب الحكومة من جديد، مع مراعاة مصالح المواطنين واحتياجاتهم الأساسية. من جهة أخرى، تترك تصريحات ترمب الباب مفتوحاً أمام نقاشات جديدة حول آليات تنظيم الانتخابات وتقييمها، مع توقع أن تتصاعد الحوارات حول ما إذا كانت هناك امتدادات لإصلاحات سياسية تشريعية في أعقاب الإغلاق الحكومي وأثره على النتائج الانتخابية. هذه التطورات من شأنها أن تشكل خريطة للموقف العام، وتؤثر في مواقف الأحزاب والناخبين على حد سواء، وتفتح فصلاً جديداً في جدل السياسة الأميركية في الفترة المقبلة.
بكلمات واضحة وبسيطة، يعيد خطاب ترمب تأكيد أن الإغلاق الحكومي ليس مجرد مسألة فنية أو تنفيذية بقدر ما هو محور سياسي يؤثر في الاقتصاد والانتخابات وقرارات الترشح. ومع استمرار الحديث عن إنهاء الإغلاق الحكومي وتعديل آليات الانتخابات، يبقى السؤال الأكبر عن مدى قدرة السياسة الأميركية على تجاوز هذه المرحلة والتحول إلى مسار يتيح للمؤسسات الحكومية العمل بشكل أقوى وأكثر كفاءة، وهو ما يأمل فيه الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء، رغم اختلافاتهم حول الوسائل والطرق.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































