كتبت: بسنت الفرماوي
استقبل الدكتور تامر سمير، رئيس جامعة بنها الأهلية، وفداً من جامعة العرب لعلوم الطبية والتكنولوجيا من ليبيا، برئاسة الدكتور غيث عبد اله خليل رئيس مجلس إدارة الجامعة، وذلك في إطار تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي بين المؤستين. شارك في القاء عد من مسؤولي الجامعة المستضافة، حيث حضر الدكتور أشرف المشد مدير برامج كلية الطب البشري، والدكتور محمود رفاعي مدير برامج كلية الهندسة، والدكتورة أسماء محمود مدير برامج كلية العلاج الطبيعي، والدكتورة أسماء البندراوي مدير برامج كلية العلاج الطبيعي. تركزت المحادثات على بناء جسر من التعاون المؤسي يعز مخرجات التعليم والبحث والتطبيق العلمي، بما يخدم خط التنمية المستدامة في البلدين والمنظومة الأكاديمية العربية.
أشار الدكتور تامر سمير خلال القاء إلى أن جامعة بنها الأهلية تمثل نموذجاً ميزاً لجامعات الذكية في مصر، تجمع بين بنية تحتية حديثة وأنظمة تعليمية متقدمة ورؤية مستقبلية تستهدف إعداد خريجين قادرين على الإبداع والابتكار. كما لفت إلى أن الجامعة تولي جودة التعليم والاعتماد الأكاديمي أهمية قصوى، وتسعى إلى ربط التعليم بالبحث العلمي والتطبيق العملي بشكل متكامل. وأوضح أن الهدف من التعاون ليس مجرد تبادل خبرات فحسب، وإنما إقامة أطر عمل حقية تيح لخريجين والدارسين امتلاك المهارات التي توافق مع متطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، مع تركيز خاص على الاستدامة والابتكار والتطوير المستمر في البرامج الأكاديمية.
ومن جانبه، أعرب الدكتور غيث عبد اله خليل عن سعادته بزيارة جامعة بنها الأهلية، مشيداً بالإمكانات الضخمة التي تمتلكها الجامعة من مبانٍ حديثة ومعامل وتجهيزات تكنولوجية متقدمة. وأكد أن الزيارة تندرج ضمن إطار البحث عن فرص التعاون المشترك في المجالات الأكاديمية والعلمية والبحثية، بما يعز تبادل الخبرات بين الجامعتين ويُسهم في تطوير آليات التعاون لتشمل برامج مشتركة وتبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب. كما أشار إلى أن الوفد جاء لفتح آفاق جديدة من الشراكة تمكن من ترجمة الرؤى الأكاديمية إلى مشروعات واقعية تخدم الطرفين وتواكب التطورات العالمية في مجالات الطب والهندسة والعلوم الإنسانية.
نموذج رائد لجامعات الذكية في مصر
ترسخت في خطاب رئيس جامعة بنها الأهلية فكرة أن الجامعات الذكية ليست مجرد بنى تحتية حديثة، بل منظومة متكاملة تعرف كيف تستثمر التكنولوجيا في تحسين جودة التعليم وتوفير فرص تعليمية مرنة وفعالة. فقد أوضح الدكتور تامر سمير أن تركيز الجامعة على الاعتماد الأكاديمي وجودة البرامج يعزان الثقة في مخرجاتها ويزيدان من فرص توظيف الخريجين محلياً وإقليميّاً. كما أشار إلى أن ربط التعليم بالبحث التطبيقي والتدريب العملي يجعل خريج الجامعة أكثر جاهزية لسوق العمل وتحدياته المتغيرة باستمرار. وتابع بأن هذه الرؤية ليست هدفاً مؤقتاً، بل مسار عملي لبناء بيئة تعليمية تستشرف المستقبل وتواكب التغيرات التقنية والتحديات الصحية والهندسية والإنسانية.
آفاق التعاون الأكاديمي بين بنها والعرب
تأكد خلال النقاش أن هناك رغبة متبادلة في توسيع أطر التعاون بين الجامعتين. فقد تركزت المحاور على آليات التعاون في مجالات تدريس وتبادل أعضاء هيئة التدريس، وتبادل الطلاب على مستويات البكالوريوس والدراسات العليا، إضافة إلى تنفيذ مشاريع بحثية وتدريبية مشتركة. ويهدف الطرفان إلى تعزيز الإشراف الأكاديمي المشترك، وتطوير برامج تعليمية تناسب مع التطورات العالمية في مجالات الطب والهندسة والعلوم الإنسانية. كما تم التأكيد على أهمية إشراك الطلاب في برامج تبادل خبرات وتدريب عملي داخل مختبرات ومراكز بحثية ذات إمكانات عالية، بما يسهم في صقل مهاراتهم وتوسيع آفاقهم العلمية.
التبادل الأكاديمي والبحث العلمي والتدريب المشترك
ناقش الجانبان آليات محدة لتفعيل التبادل الأكاديمي، ومنها استقطاب أعضاء هيئة التدريس من الجامعتين لإلقاء محاضرات وبرامج تدريبية قصيرة ومتوسطة المدى، وتوفير إمكانية الإشراف المشترك على رسائل ماجستير ودكتوراه في اختصات الطب والهندسة والعلوم الإنسانية. كما تطرقت المحادثات إلى تعزيز برامج التدريب الصيفي والتجارب السرية والتقنية، وتطوير مسارات تعليمية يمكن لطلاب من ليبيا والبلدان العربية الأخرى الاستفادة منها. وأعرب المجتمعون عن التزامهم بتوفير الموارد الازمة لإطلاق هذه المبادرات بشكل تدريجي ومنهج، مع وضع جداول زمنية قابلة لقياس والتقيم لضمان متابعة الأداء وقياس النتائج.
المشروعات البحثية والتدريبية المشتركة
تطرقت المباحثات إلى إمكان إسناد مفاوضات لإطلاق مشاريع بحثية مشتركة تخدم احتياجات الطرفين وتواكب الأولويات البحثية في مجالات الطب والهندسة والتقنيات الطبية الحديثة. كما كان من بين المحاور المطروحة تصميم برامج تدريبية جامعية مهنية متقدمة تيح لطلاب خوض تجارب تطبيقية في بيئات تعليمية متطورة. وتبادل الطرفان وجهات النظر حول أهمية وجود مراكز بحثية مشتركة أو وحدات تعاون علمي تساهم في إعداد تقارير ودراسات يمكن استخدامها في تطوير السياسات التعليمية والصحية والهندسية في الدول العربية الشقيقة. إضافة إلى ذلك، تم التأكيد على ضرورة إعداد خط ترويجية مشتركة تزيد من حضور هذه الشراكات في المحافل الأكاديمية والمنتديات العلمية العربية والدولية.
الجولة الميدانية وتقيم الإمكانات
بعد جلسة النقاش الرسمية، قام الوفد اليبي بجولة ميدانية شملت كليات الجامعة ومعاملها المختلفة. أعرب أعضاء الوفد عن إعجابهم بما شاهدوه من تجهيزات حديثة وبنية تنظيمية عالية، وتجلت خلال الجولة الثقة في أن هذه البيئة الأكاديمية هي الأرضية الملائمة لتطوير شراكات تعليمية وبحثية طويلة الأجل. كما أبرز أعضاء الوفد أهمية اطلاعهم على آليات الاعتماد وجودة الأداء داخل المؤسة، وكيفية توفير بيئة تعليمية تيح لطلاب الاطلاع على أحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا. وخلال الجولة، أبدى الضيوف رغبتهم في نقل تجارب بنها إلى مؤساتهم وتبادل ما لديها من خبرات أدوات وتقنيات حديثة، وهو ما ينسجم مع الرؤية المشتركة لتعزيز التعاون الأكاديمي بين بنها والعرب.
تظل المحادثات بين الجانبين حافلة بالأفكار والتوجيهات التي من شأنها أن تفتح آفاق جديدة أمام الطلاب والباحثين والهيئات الأكاديمية على حد سواء. وتؤكد هذه القاءات أن التعاون الأكاديمي بين بنها والعرب ليس مجرد لقاء عابر، بل مسار استراتيجي يتطلب استمرارية وتنسيقاً عالي المستوى، وتوافر موارد وتوقيتات دقيقة لبدء مشروعات مشتركة وبناء خط تنفيذية قابلة لقياس والمتابعة.
وفي ختام الزيارة، تم الاتفاق على متابعة الإجراءات وتنسيق خطوات عملية لإطلاق أطر التعاون المقترح، مع التزام واضح من الجانبين بتوفير الدعم الفني والإداري والموارد الضرورية لنجاح كل مبادرة مطروحة. كما أكد الطرفان أن التماسكات والتعهدات التي أُعلنت خلال القاء ستكون محلاً لمتابعة والتقيم المستمرين لضمان تحق الأهداف المنشودة وتطوير منظومة تعليمية وبحثية تعود بالنفع على الطلبة والباحثين في البلدين.
تجدر الإشارة إلى أن زيارة الوفد اليبي لجامعة بنها الأهلية جسّدت إرادة حقية لبناء شراكات أكاديمية عربية نابعة من رؤية مشتركة تعز التعاون من أجل التطور العلمي والتكنولوجي. وهو ما يوحي بأن المستقبل يحمل فرصاً واعدة لتطوير منظومات تعليمية تقود إلى إنتاج معرفي وتطبيقات عملية تخدم الإنسانية وتدفع بمكانة الجامعات العربية في المحافل الدولية إلى آفاق أرحب.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































