كتب: صهيب شمس
مع بداية حصاد القاس في الشرقية مع إشراق الموسم الزراعي، يتجد الأمل في الحقول وتستعيد المزارع نشاطها بعد عام من العمل المضطرد. هذه الفترة تشكل محطة مهمة في تقويم المحاصيل الزراعية بالمحافظة، حيث تبرز قرية المنير التابعة لمركز بلبيس كأحد أبرز المصادر الإنتاجية لهذا المحصول، وتصدر الجمهورية في زراعة القاس بمساحة تصل إلى 20 فدان. يتوزع الجهد بين الأراضي الزراعية التي تيح لمزارعين وفرة في المحاصيل وتعاون من جهات عدة تساند استدامة الإنتاج. في هذا السياق، يعتمد الجمع على العمالة اليومية التي تسهر على استغلال المنابع الزراعية وتنسيق الجهود بين الفلاحين والوسطاء لضمان وصول المحصول إلى الأسواق. القاس، كما يؤكد المزارعون والتجار، يحتاج إلى عمل دؤوب منذ استخراج السيقان من الأرض حتى تقطيع الدرنات بعناية ثم تعبئتها وتوزيعها محلياً أو تجهيزها لتصدير. وتُبرز هذه الصورة عملية متكاملة تجمع بين الجهد اليدوي والتقنيات البسيطة التي تحافظ على جودة الدرنات وتلبي متطلبات الأسواق. في هذا السياق، يقول محمد إبراهيم، مزارع وتاجر قلقاس، إن محصول هذا العام مبشر لغاية من حيث الجودة والإنتاجية، كما يشير إلى أن القاس يمثل محصلة لجهد سنوات من العمل والتجربة في الأرض الزراعية. يضيف إبراهيم أن القلة من المحاصيل التي تمتع بربح جيد لفلاح، خاصة مع ارتفاع الطلب في الأسواق المحلية، وهو ما يعز من معدلات الدخل لمزارعين. يوضح أن الفدان ينتج بين 10 و15 طناً حسب مستوى الخدمة وجودة الأرض، وهو ما يجعل القاس من المحاصيل التي تجمع بين الطعم الذيذ والعائد الاقتصادي المجزي، بما يعز استدامة الزراعة في الشرقية ومناطقها القوية في هذا النوع من المحاصيل.
حصاد القاس في الشرقية ومساحات الإنتاج
يُعد موسم حصاد القاس في الشرقية مناسبة اقتصادية واجتماعية توضح حجم الاستثمار الزراعي في المحافظة، فقرية المنير تمثل أحد أبرز مراكز الإنتاج وتؤكد التفوق في زراعة القاس بمساحة واسعة تصل إلى 20 فدان. هذه المساحات ليست مجرد أرقام بل هي تجسيد لوجود بنية زراعية متماسكة تيح لمزارعين الاعتماد على موارد مائية وخدمات زراعية تساعد في تحسين الإنتاجية والجودة. كما أن هذه المساحات تسهم في توفير فرص عمل لعاملين في الحقل وتفتح قنوات لسوق المحلي وتدفع نحو تصدير جزء من المحصول إلى الأسواق الخارجية. وتبقى الشرقية بذلك من المناطق التي تحق توازناً بين الإنتاج الغذائي والربحية، وهو ما يعز مكانتها ضمن خريطة المحاصيل الأساسية في الجمهورية.
آليات الحصاد والدرنات والتجهيز لسوق
تنوع آليات الحصاد وفق طبيعة المحصول وخصوصية الأرض، إلا أن القاعدة الثابتة هنا تعتمد على الجهد اليدوي. يعمل الرجال كعمالة يومية في جمع القاس من الحقول، حيث يتم استخراج السيقان من الأرض يدوياً وتُقطع الدرنات بعناية تمهيداً لتوزيعها على الأسواق المحلية أو تجهيزها لتصدير. هذه الإجراءات تطلب صبراً ومهارة في التعامل مع النبتة لضمان الحفاظ على جودة الدرنات ومتانة التغليف والنقل. بعد الحصاد، تُرتب القلابت وتُغْلَف بشكل يحفظ المحصول من التلف أثناء الشحن والتخزين. وجود هذه العملية المنضبطة يسهم في تثبيت سعر القلَقاس في الأسواق ويعز ثقة المستهلكين في جودة المحصول.
الجودة والإنتاجية وتوقعات الأسواق
الموسم الحالي يلقى إشادات من المزارعين والتجار على حد سواء، حيث يعتبر المحصول مبشراً بالجودة والإنتاجية مقارنة بمواسم سابقة. يوضح محمد إبراهيم أن التقديرات لعام الحالي تبشر بارتفاع ملحوظ في مستوى الإنتاج، وهو ما يعكس نجاح الخدمات الزراعية المقدمة لمزارعين وجودة التربة والمياه المتاحة. من جهة أخرى، يزداد الطلب على القاس في الأسواق مع مرور الوقت، وهو ما يدفع نحو تعزيز الإنتاج وتطوير أساليب زراعة أكثر كفاءة. وتقدر الإنتاجية لفدان بين 10 و15 طناً، وهذا يعكس توازناً بين الخدمة الأرضية وجودة الأرض وبين جودة موسم النمو وتوفر الطرق الملائمة لحصاد والتخزين. هذه العوامل مجتمعة تضمن أن القاس يبقى واحداً من المحاصيل التي تجمع بين الطعم الذيذ والعائد الاقتصادي المجزي، ما يدفع المزارعين إلى استمرار الاستثمار في هذا المحصول وتطوير مارسات زراعية ترفع من قدراته الإنتاجية وتقل من مخاطر التغيرات المناخية والظروف الميدانية الأخرى.
الاستخدامات الشعبية والعائد الاقتصادي لمزارعين
يُستخدم القاس في إعداد عد كبير من الأطباق الشعبية المصرية، وهو ما يفتح أمام المنتجين باً واسعاً من الطلب المحلي المستقر والمتزايد في بعض الفترات. تربط الأسواق بين الطلب على القاس وجودة المحصول، وهو ما ينعكس في الأسعار وتدفقات السوق. يظل القاس من المحاصيل التي تجمع بين قيمة الاستهلاك وطلبيات التصدير المحتملة، ما يجعل العائد الاقتصادي لمزارعين مجزياً في ظل ارتفاع الطلب وجود قنوات توزيع مناسبة. تجلى أهمية محصول القاس في الشرقية من خلال قدرته على دعم سلاسل الإمداد في الأسواق المحلية وتوفير مصادر دخل إضافية لمزارعين وأسرهم، وهو ما يعز استدامة العوائد الزراعية في القرية والمناطق المحيطة بها. من هنا، يظل المحصول خطوة مهمة في سياسة تنمية الزراعة المحلية، وفي تأكيد قدرة الشرقية على إنتاج محاصيل ذات قيمة اقتصادية عالية وتلبية احتياجات السوقين المحلي والعالمي قدر الإمكان.
حصاد القاس في الشرقية كعنصر في النسيج الزراعي لمحافظة
على الرغم من أن التفاصيل الدقيقة لموسم قد تغير من عام لآخر، تظل صورة حصاد القاس في الشرقية نموذجاً لمارسات الزراعية المستدامة التي تعتمد على خبرة المزارعين وتعاونهم مع الجهات الداعمة. يظل وجود قرية المنير كمرجع رئيسي لإنتاج في البيس دليلاً واضحاً على قدرة المحافظة على تحقيق إنتاجية عالية، وهو ما يساعد في تحقيق التوازن بين الأسواق المحلية وتوفير فرص عمل بواقع يومي، إضافة إلى تعزيز مكانة الشرقية في قطاع المحاصيل التي تمتع بطلب قوي. وتؤكد التجربة أن المحاصيل مثل القاس ليست مجرد محصول غذائي بل هي ركيزة اقتصادية تساهم في تحسين دخل المزارعين وتوفير احتياجات السوق من الغذاء الآمن والمستدام. وباستمرار متابعة التطورات الزراعية وتحديث وسائل الحصاد وتطوير أساليب التعبئة والتغليف، يمكن تعزيز مواءمة القاس مع متطلبات السوق وتوسيعاته، بما يخدم هدف التنمية الزراعية في الشرقية على المدى الطويل.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































