كتب: إسلام السقا
بتوجيه من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني وبالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير أطلقت الوزارة مجموعة مسابقات فنية وإبداعية تحمل عنوان حضارة الفراعنة بإبداع طلاب مصر. الهدف من هذه المبادرة ليس مجرد منافسة فنية، بل إحياء روح الحضارة المصرية القديمة في أعمال الطلاب وإتاحة مساحة لهم للتعبير عن انتمائهم وفخرهم بتراث أجدادهم، باستخدام اللغة الهيروغليفية كأداة فنية معاصرة. تعكس هذه الخطوة رؤية الوزارة في الدمج بين المعرفة والفن والهوية الوطنية، وتؤكد السعي إلى تعليم فني يثري الحس الإبداعي لدى الطلاب مع الحفاظ على أبعاده الحضارية.
وتندرج المسابقات ضمن خطة شاملة تسعى إلى اكتشاف المواهب وتنمية القدرات الإبداعية للطلاب في مختلف المراحل التعليمية، مع اعتماد نهج تعليمي يربط بين الفن والتعليم والهوية. وتؤكد المبادرة أن عبقرية المصري القديم في التصميم والزخرفة والرمز يمكن أن تتجسد في أعمال حديثة تعكس روح التقدُّم والابتكار لدى الجيل الحالي. وبناء على ذلك، تُتيح المسابقة للطلاب مساحة تتسع لإبداعهم وتعبيرهم عن قيم التراث، مع تشجيعهم على التفكير الرمزي وتحويل الرموز الهيروغليفية إلى أعمال فنية تلامس الحاضر وتثري الثقافة المدرسية.
أهداف المسابقة في حضارة الفراعنة بإبداع طلاب مصر
تركّز الأهداف الأساسية للمسابقة على تعزيز الهوية الوطنية من خلال الاحتفاء بالتراث المصري القديم، وتقديم قيمة تعليمية إضافية تربط بين التاريخ والفن. كما تسعى إلى إتاحة فرص حقيقية للطلاب لإبراز مواهبهم وتطوير قدراتهم الإبداعية بطرق مبتكرة، بحيث تتاح لهم فرصة العمل على مشاريع تعكس التفاعل بين اللغة الهيروغليفية كعنصر فني وتطبيق فني معاصر. والغاية من ذلك أن يتعرّف الطلاب على رموز حضارة الفراعنة وكيفية تحويل هذه الرموز إلى منتجات فنية تعبيرية تزين الحياة اليومية وتغني التكوين البصري للمحيط المدرسي. إضافة إلى ذلك، تسعى المسابقة إلى تعزيز مهارات البحث والتقصي والتفكير التصميمي لدى الطلاب، وتطوير قدراتهم على التخطيط والتنفيذ من الفكرة حتى النتيجة النهائية. وفي إطار هذه الأهداف، تتكامل التربية الفنية مع قيم الهوية الوطنية وتاريخ الحضارة المصرية القديمة لتشكيل تجربة تعليمية غنية تشجع الطلاب على العمل بروح الفريق وتحمل المسؤولية عن جودة أعمالهم.
مجالات المسابقة وتعبير حضارة الفراعنة بإبداع طلاب مصر
وتتسع مجالات المسابقة لتشمل أعمالاً يدوية وتصاميم مستوحاة من الرموز الهيروغليفية والفنون الفرعونية القديمة، وهو ما يتيح خياراً واسعاً أمام الطلاب لاختيار المسار الأنسب لقدراتهم وميولاتهم الفنية. من بين المجالات المطروحة تصميم أساور الصداقة باستخدام الرموز الهيروغليفية كتعبير عن التواصل والمحبة في التراث المصري القديم، وهو خيار يدمج بين الرسالة الأخلاقية والجمالية في قطعة بسيطة لكنها تحمل دلالة عميقة في العلاقات الإنسانية. كما يشمل المسار ابتكار قطعة فنية مستوحاة من الحضارة الفرعونية تعبر عن جمال العمارة والزخرفة في زمن الفراعنة، وهو مجال يسمح بتجسيد خطوط متشابكة ونقوش دقيقة في أعمال تطبيقية أو زخرفية. وهناك مسار آخر يركز على التريكو الآلي، حيث تستخدم الرموز الهيروغليفية كعنصر زخرفي يبرز قدرات الطلاب في التعامل مع الخيوط والتقنيات الحديثة لإنتاج قطعة فنية متجانسة. كما توجد اتجاهات لتجميل المنازل بروح الفن المصري القديم، ما يمنح الطلاب فرصة لتقديم قطع ديكور منزلية تحمل طابعاً فرعونياً مميزاً. إضافة إلى ذلك، يفتح المجال أمام ابتكار قطعة فنية من الخيوط والأقمشة تعكس النقوش الفرعونية والرموز المقدسة، مستنداً إلى الثيمات الرمزية التي تستوحيها الفنون القديمة وتعيد تقديمها في صيغ حديثة، وتُتيح هذه القطع فهماً عملياً للربط بين زخرفة المصري القديم والتطبيق المعاصر.
هذه المساقات ليست حبيسة ضمن قالب واحد، بل تتيح للطلاب خيارات متعددة تسمح لهم باستكشاف المواد والتقنيات التي تتناسب مع قدراتهم. يتيح وجود هذا التنوع فرصة قياس مستويات الإبداع والابتكار من خلال مشاريع فردية وجماعية، وتكون الأسئلة والمعايير مرتبطة بالقدرة على توظيف الرموز الهيروغليفية بإبداع، مع الاهتمام بالجودة الفنية والدقة في التفاصيل. كما أن المسابقات تشجع على تقديم أعمال ذات صلة بالهوية الوطنية وبالتراث، وتدفع الطلاب إلى التفكير في كيفية نقل معنى الوريث الثقافي إلى جمهور حديث من خلال وسائل فنية مناسبة. في نهاية المطاف، يظل الهدف الأساس هو إنتاج أعمال غنية بالمحتوى الفني والمعاني الثقافية وتقديمها كإسهامات فنية تعزز مكانة التراث المصري بين أجيال اليوم والغام.
التكامل بين الفن والتعليم في إطار حضارة الفراعنة بإبداع طلاب مصر
يؤكد إطار هذه المسابقات على التكامل بين مسارين رئيسيين: التعليم الفني والفهم التاريخي، وبين الإبداع والتقنيات المعاصرة. فالتعليم الفني هنا لا يقتصر على تعليم المهارات اليدوية فحسب، بل يمتد ليشمل فهم الرموز والتصاميم الفرعونية وتفسيرها من منظور فني حديث يسمح بنقلها إلى منتجات يمكن استخدامها في الحياة اليومية. وهذا الدمج يعزز من قيمة التعلم من خلال العمل الميداني ويرسخ لدى الطلاب فكرة أن التراث ليس ثابتاً بل هو حي يتطور بتطبيقاته الفنية. كما يحفز الطلاب على تطوير مشاريعهم عبر البحث والتخطيط والتنفيذ والتقييم الذاتي، ما يعزز مهارات التفكير النقدي والتخيل المنظم والالتزام بالجودة. إضافة إلى ذلك، تسهم المبادرة في تعزيز روح المنافسة الصحية، وتطوير مهارات العرض والتواصل لدى الطلاب عند تقديم أعمالهم أمام لجان التحكيم، ما يعزز الثقة بالنفس ويمهد الطريق لإشراك المجتمع في الاحتفاء بالتراث من خلال فنون التعليم.
تُعد هذه المسابقات جزءاً من منظومة تعليمية تسعى إلى بناء جسور بين الماضي والحاضر. ويُتوقع أن تثمر النتائج عن أعمال تعكس مدى قدرة الطلاب على استلهام حضارة الفراعنة بإبداع طلاب مصر وتحويلها إلى لغة فنية معاصرة تفيد في تنمية الذوق الفني وتعمّق الفهم التاريخي وتدعم الهوية الوطنية في المدرسة وخارجها. كما تتيح للمعلمين فرصة توظيف اللغة الهيروغليفية كأداة تعليمية تفاعلية، وتدفع الطلاب إلى اكتساب معارف جديدة بطرق جذابة تشجع على الاستمرار في الإبداع والاستكشاف. وفي سياق هذه الرؤية، يتأكد أن التراث المصري غني بالرموز والتكوينات التي تستطيع أن تلهم أجيالاً جديدة من الفنانين والمبدعين وتفتح أمامهم آفاقاً واسعة لإنتاج أعمال فنية تواصل رسالة الحضارة المصرية القديمة وتستمر في إغناء الثقافة المجتمعية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































