كتب: كريم همام
تؤكد وزارة الأوقاف، عبر المتحدث الرسمي الدكتور أسامة رسلان، أن القافلة الدعوية التي تنظِّمها الوزارة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم قد شملت أكثر من 568 مدرسة على مستوى الجمهورية، وتحمل عنوان «أثر القيم الدينية والاجتماعية في تعزيز احترام الكبار». وتُعد هذه القافلة الدعوية جزءاً من الجهد الوطني لإعادة بناء الشخصية المصرية على أسس دينية وأخلاقية راسخة، ترتبط فيها القيم بالعلم والانتماء الوطني. كما أشار إلى أن هذه القافلة الدعوية تمثل خطوة عملية ضمن رؤية شاملة لإعادة صياغة فهم الطلاب للمفاهيم الأساسية للسلوك والتعايش ضمن المدرسة والمجتمع.
وذكر خلال لقاء تلفزيوني أن فكرة القافلة الدعوية جاءت من مبادرة «صحح مفاهيمك» التي تهدف إلى معالجة السلوكيات السلبية بأسلوب علمي ومنهجي، وبالتعاون مع أكثر من 15 وزارة ومؤسسة. وتؤكد هذه المبادرة أن الرسالة التوعوية ينبغي أن تصل إلى شرائح واسعة من المجتمع، وتتحقق من خلال قنوات متعددة تشمل المدارس والمساجد ومراكز الشباب ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. وتؤكد أيضاً أن الانتشار الواسع لتلك القوافل يهدف إلى توسيع قاعدة الفهم الصحيح لدى الطلاب وأهاليهم وجمهور المجتمع، بما يعزز الترابط الاجتماعي واحترام القيم الدينية والاجتماعية.
تستهدف القافلة الدعوية في رسالتها الأساسية المدارس والمساجد ومراكز الشباب ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لضمان وصول الرسالة التوعوية إلى أكبر عدد من الفئات. وبالإضافة إلى ذلك، تمثل هذه القوافل جسراً تواصلياً بين المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية، مما يسهم في ترسيخ نموذج للسلوك الإيجابي وتدعيم قيم الاحترام المتبادل بين الطلاب والكبار على وجه الخصوص. كما تتيح القوافل فرصاً للنقاش المفتوح وتبادل الأفكار حول أهمية الانضباط واحترام المعلم والزملاء ضمن بيئة مدرسية آمنة ومحفزة.
كما أشارت الوزارة إلى اعتمادها منهجاً علمياً في تقييم الأثر، حيث يتم التنسيق مع الأخصائيين الاجتماعيين بالمدارس لمتابعة التغير في سلوك الطلاب بعد القوافل، وتحديد ما إذا كانت تحتاج إلى تكرار أو تطوير. وهذا الإطار التقييمي يعكس جدية الجهود في قياس نتائج الأنشطة التربوية، ويعزز من قدرتها على الاستدامة والتوسع وفقاً للحاجة الفعلية في كل مدرسة وإدارة تعليمية. وتؤكد الوزارة أن القياس ليس merely شكلياً، بل هو آلية لاستقراء التغيرات في السلوك وتقييم جدوى التكرار والتطوير ضمن النُظم التعليمية.
وأبان رسلان أن اختيار المدارس يتم بالتنسيق بين مديريات الأوقاف والتعليم في المحافظات، بناءً على طبيعة القضايا السلوكية المنتشرة بكل منطقة، مثل التنمر أو ضعف احترام المعلم أو الزملاء. وهذا النهج يضع القيم والأخلاق في مركز العملية التعليمية ويؤكد أنها ليست ترفاً تربوياً، بل ركيزة أساسية في بناء المجتمع المصري المعاصر. من هذا المنطلق، تسعى القافلة الدعوية إلى دمج قيم الدين والأخلاق في مخرجات التعليم اليومي، بما يثري وعي الطلاب ويعزز من قدراتهم على اتخاذ مواقف إيجابية ومسؤولة في حياتهم الدراسية والشبابية.
أهداف القافلة الدعوية وأثرها المتوقع
تساهم هذه القافلة في تعزيز مبدأ احترام الكبار كركيزة للانضباط المدرسي والسلوك الإيجابي داخل المدرسة. كما تعزز فهم الطلاب لربط العلم بالقيم الاجتماعية الصحيحة، وتساهم في إرساء ممارسات تعامل تحترم الكبير وتكرس قيم الاحترام المتبادل. وتؤكد أيضاً أن البيئة التعليمية بحاجة إلى نمط من التدخل المنهجي والحكيم، يوازن بين المعرفة الأكاديمية والالتزام الأخلاقي.
آليات التنفيذ والتعاون المؤسسي
تقوم القافلة الدعوية على آلية تنظيمية متينة تشارك فيها مؤسسات متعددة، منها وزارة الأوقاف ووزارة التربية والتعليم، إضافة إلى عدد من الجهات المعنية. وتُنفَّذ القوافل في مدارس ومرافق عامة، وتستخدم قنوات متعددة للوصول إلى أكبر عدد من المستهدفين. وتُراعى في هذه الآليات التنسيق المستمر مع الأطر الإدارية والتعليمية في المحافظات لضمان تنفيذ المشروعات وفقاً للخطط المعلنة.
المناطق المستهدفة وقضايا سلوكية مألوفة
أُنشئت القوافل بناءً على تنوع في طبيعة القضايا السلوكية من منطقة إلى أخرى، مع مراعاة وجود ظواهر مثل التنمر وضعف احترام المعلم والزملاء في مدارس مختلفة. وتأتي هذه النقطة في إطار اعتماد القيم الأخلاقية كأداة أساسية لبناء مجتمع صحي. وبناءً على ذلك، يتم توزيع العمل وفق احتياجات كل محافظة حتى تكون الرسالة أكثر تأثيراً وتأصيلاً في الواقع المدرسي.
التقييم والمتابعة العلمية للأثر
يعتمد التقييم على منهج علمي يتطلب متابعة حثيثة من الأخصائيين الاجتماعيين في المدارس. وتساعد هذه المتابعة في رصد التغيرات الحاصلة في سلوك الطلاب وتحديد الحاجة لتكرار القوافل أو تطويرها. وبهذه الصورة، تتحول القافلة الدعوية من نشاط تقليدي إلى آلية مستدامة لتعديل السلوك وبناء اتجاهات ايجابية نحو التفاعل مع الكبار ومع المجتمع بشكل عام.
ترسيخ القيم كركيزة لبناء المجتمع
تؤكد وزارة الأوقاف أن القيم والأخلاق ليست ترفاً تربوياً، بل هي حجر الزاوية في بناء المجتمع المصري المعاصر. وتوضح أن التصور القائم على تعزيز احترم الكبير والالتزام بالقيم الدينية والاجتماعية يشكّل إطاراً عملياً يساعد الشباب على التمييز بين السلوك الصحيح والمضاد للمصلحة العامة. وتستمر الجهود في ربط الدين بالعلم وبناء الانتماء الوطني كعنصرين لا ينفصلان في تشكيل الهوية الوطنية للطلاب وجيل المستقبل.
تظل هذه المبادرات جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى إعادة تشكيل الشخصية الوطنية من خلال قيم راسخة تدمج بين التربية والتعليم والدين وثقافة المجتمع. وتبقى النتائج مرهونة بقياس الأثر والمتابعة المستمرة وتكييف البرامج وفقاً للحالة الواقعية في كل مدرسة ومحيطها.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































