كتب: كريم همام
قصفت طائرات الاحتلال مجداً المناطق الشرقية لمدينة رفح جنوب قطاع غزة الأربعاء، في إطار تصعيد مستمر يشمل نطاقاً شرقياً من المدينة. كما شملت الغارات الجوية عدة أهداف في المناطق الشرقية بمدينة غزة صباح اليوم ذاته، وفق ما نقلته المصادر المتابعة لميدان. ويلاحظ أن قصف المناطق الشرقية في رفح يمثل حلقة جديدة ضمن سلة الضربات الجوية التي تستهدف تلك المنطقة وتثير قلق السكان والجهات الإنسانية على حد سواء. في هذه التطورات المتسارعة، تبقى الصورة الميدانية معقدة ومتشابكة بين التصعيد العسكري والمساعي الإنسانية التي تقودها جهات دولية ومحلية تعمل لحفاظ على أرواح المدنين وفتح مسارات آمنة لوصول إلى جثامين إذا كان ذلك مكناً في إطار ما يُشار إليه بصفقة تبادل محتملة.
قصف المناطق الشرقية في رفح ومحيطها
تسارعت وتيرة الغارات الجوية التي تستهدف المناطق الشرقية في رفح، وهو ما يعكس امتداً في نشاط الطائرات الاحتلالية إلى نطاقات جغرافية في المدينة كانت تشهد توتراً طوال الأيام الماضية. لم تقتصر هذه الضربات على رفح وحدها، بل امتدت إلى المدينة المجاورة غزة، حيث شهدت المناطق الشرقية هناك أيضاً عمليات قصف صباحية. وفي سياق هذه التطورات، يتصاعد الق من أن تكون هناك محاولات لتحريك خريطة المواجهة على الأرض بشكل أوسع. ورغم أن التفاصيل الميدانية الدقيقة لا توفر على نطاق واسع، إلا أن ما وصل من تقارير يوحي باستمرار حالة الاستنفار في صفوف السكان المحلين والمراكز الحيوية القريبة مناطق التصعيد. كما بات من الواضح أن هذه السلة من الضربات تفرض على الأطراف المعنية إعادة تقيم خطها والتحوط من تبعاتها الإنسانية المحتملة. في ظل هذا الواقع، تبقى المسألة الإنسانية هي محور الاهتمام لدى الجهات الإغاثية الدولية والمحلية التي تابع عن كثب التطورات وتُذكّر بضرورة حماية السكان المدنين وتسهيل وصول المساعدات عند الزوم.
جهود البحث والإنسانية في حي الشجاعية
ولمرّة الرابعة، تدخل فرق الجنة الفنية المصرية والصليب الأحمر ضمن إطار جهود البحث عن جثامين أسرى إسرائيلين في منطقة الشجاعية. يصطحبهم فريق من كتائب القسام إلى الحي في مدينة غزة، وهو إجراء يبرز تداخل المساعي الإنسانية في سياق النزاع وتداعياته المستمرة على الأسر المحتجزة وحالة العائلات التي تنشد معرفة مصير أقاربها. مثل هذه الخطوات الإنسانية تظل جزءاً من جهد أوسع يتナーوه بين الأطراف المعنية، وتُعنى بتوفير قنوات معلومات وأطر تعاون تسهم في جمع شتات الأسرى وما تبقى من جثامين في سياق ما يعرف بصفقة تبادل محتملة. وبصرف النظر عن تفاصيل المسار، فإن وجود فرق فنية وإنسانية مع فريق عسكري من جهة أخرى يعكس تعقيد المشهد وتعد أوجه وأبعاده التي تجاوز المعارك الجوية إلى حيات الناس اليومية واحتياجاتهم الأساسية في المناطق المتأثرة.
وصول دفعة جديدة من جثامين الشهداء إلى مجمع ناصر الطبي
في تطور لاحق ضمن إطار صفقة التبادل، وصلت دفعة جديدة من جثامين الشهداء التي احتجزها الاحتلال وشوّها ونكل بها إلى مجمع ناصر الطبي بخانيونس. هذا الإجراء يأتي ضمن الروابط التي تُثار بشأن تبادل الأسرى والجثامين بين الأطراف المعنية، وهو ما يعكس سعي الجهات المعنية إلى إغلاق فصول مؤلمة تعلق بمصير عد من الأسرى وأفراد العائلات التي طال انتظارها. وجود هذه الجثامين في مجمع ناصر الطبي يمثل نقطة محورية لمتابعة الإنسانية والإعلامية على حد سواء، ويُنتظر أن تكون جزءاً من مسار تفاوضي محتمل يهدف إلى إنهاء جزء من المعاناة الإنسانية المرتبطة بالنزاع المستمر. وبالنظر إلى التفاصيل المتوفرة، فإن هذا التطور يفتح باً لنقاش حول آليات التبادل وأطرها وأساليب الوصول إلى حل يخف من معاناة العائلات التي تنتظر خبر وفاة أقاربها أو عودتهم أحياءً.
تظل الصورة العامة لمشهد الراهن معقدة نتيجة وجود عوامل عسكرية وتحركات إنسانية تقاطع عند خطوط التماس بين رفح وغزة. فالقصف المتجد في المناطق الشرقية من رفح يعكس استمرارية حالة التوتر العسكري، في حين أن المساعي الإنسانية التي تقودها لجان وفِرق دولية ومحلية تسعى لفتح قنوات تواصل وتبادل معلومات مع المحتجزين وأقاربهم. وإذا كانت الصور الميدانية تُظهر انسداً واضحاً في مسار التهدئة الفورية، فإنها في الوقت ذاته تشير إلى وجود مساحات عمل مكنة تيح لجهات المعنية أن تحرك ضمن أطر تفاوضية لتخفيف من أثر النزاع على المدنين. وبالنظر إلى ما جرى من أحداث، يظل مسار تبادل الأسرى والجثامين واحداً من الملفات الأكثر شدة وتعقيداً في منطقة تشهد نزاعاً متواصلاً وتجد فيه العائلات طريقاً لانتظار والبحث عن أمل في مستقبل قريب.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































