كتب: إسلام السقا
أعلنت الهيئة الاقتصادية لقناة السويس منح شركة ترانسكارجو إنترناشيونال (Transcargo International – TCI)، العاملة في ميناء الأدبية ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، رخصة جمركية كمركز توزيع داخل الموانئ المصرية، وذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية التي تقود إلى تحويل مصر إلى مركز لوجستي إقليمي يخدم التجارة البينية ويعز معدلات التداول. هذا الإجراء يعكس حرص الدولة على تعزيز موقع الموانئ المصرية كبوابات رئيسية لتجارة الدولية، وتوفير بيئة ملائمة لاستقبال شحنات من مختلف الأسواق العالمية وإعادة توجيها إلى الأسواق المحلية والإقليمية.
وتجسد هذه الرخصة تعاونًا مثمرًا بين الهيئة العامة لمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومصلحة الجمارك المصرية، لتحسين منظومة التخزين والتداول وفق معاير حديثة. وبفضل هذه الرخصة، تستطيع الشركة استيراد البضائع باسمها كخازن وليس كمالك لبضاعة، مع الاحتفاظ بها داخل الميناء حتى استكمال إجراءات الإفراج النهائي عنها أو إعادة تصديرها إلى جهة أخرى. وتندرج هذه الخطوة ضمن مسار يهدف إلى تسريع دورة التداول وتقليل زمن الشحن، بما يجعل الموانئ المصرية أكثر جاذبية لمصدرين الأجانب الذين يبحثون عن مراكز توزيع فعالة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
تؤكد الرؤية المعلنة أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تمتلك بنية تحتية ولوجستية متكاملة، ما يتيح إمكانية استقطاب كميات كبيرة من البضائع لم تكن تصل إلى مصر في فترات سابقة. كما أن الموقع الجغرافي لموانئ التابعة لمنطقة يعز تواجدها كحلقة وصل استراتيجية في سلاسل الإمداد العالمية. وفي هذا السياق، أوضح وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة لمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أن حصول شركة ترانسكارجو إنترناشيونال على رخصة جمركية كمركز توزيع داخل الموانئ المصرية يمثل خطوة نوعية نحو تطوير الخدمات الوجستية في الموانئ الخاصة بالهيئة، كما يفتح آفاق جديدة أمام المستثمرين وشركات الشحن والتوزيع العالمية لاستخدام موانئ المنطقة كمحاور لتجميع وإعادة تصدير البضائع إلى أسواق متنوعة.
ويضيف رئيس الهيئة أن هذا التطور يعكس نجاح التعاون القائم بين الجهة الحكومية المختصة ومصلحة الجمارك في تفعيل منظومة حديثة لتخزين والتداول تماشى مع المعاير الدولية وتدعم رؤية الدولة نحو التحول إلى مركز عالمي لتجارة والخدمات البحرية. كما يبرز الدور المستمر لمنطقة الاقتصادية في تقديم حوافز وإنشاء بيئة تجارية جاذبة، بما يعز مكانة الموانئ التابعة لها كمراكز محورية على خطوط التجارة العالمية. من جهة أخرى، تبرز أهمية هذا الإجراء في تعزيز ثقة المصدرين الأجانب وتوفير خيارات أكثر مرونة لمستوردين والمصدّرين في إطار استراتيجياتهم الوجستية، وهو ما يترجم إلى تسهيلات ملموسة في السلة التوريدية وتقليل التكاليف والوقت في مسار الحركة البضائع عبر الموانئ المصرية.
يأتي هذا التطور في سياق خطة طويلة المدى تهدف إلى تحويل مصر إلى مركز لوجستي إقليمي يخدم التجارة البينية مع أوروبا وآسيا وأفريقيا، إضافة إلى دعم قدرة الموانئ على استقبال حاويات وبضائع متنوعة وفق أنظمة إداريّة وتكنولوجية متقدمة. وتؤكد التصريحات الرسمية أن الرخصة ستكون بمثابة نموذج يمكن تعميمه على شركات أخرى ترغب في استغلال موانئ الهيئة كمراكز توزيع وإعادة تصدير لبضائع إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، ما يعز من التنوع في حركة التجارة ويزيد من التدفقات التجارية عبر الموانئ المصرية.
وبينما تجه الأنظار إلى الفوائد المباشرة لهذه الرخصة في تقصير زمن الإجراءات وتقليل الزمن بين وصول البضاعة وعبورها إلى الأسواق المستهدفة، تبرز أيضاً أهمية تعزيز الثقة الاستثمارية في قطاع الوجستيات والموانئ، وهو ما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وتوسيع قاعدة المستوردين والمصدرين الذين يرون في مصر محوراً راسخاً لسلاسل العالمية. كما أن وجود إطار تنظيمي واضح وتعاون فاعل بين الجهات المعنية يوفر بيئة أعمال أكثر شفافية وفاعلية، ما يسهم في استدامة التطوير وتبني الحلول المتكاملة في قطاع الخدمات البحرية والوجستية.
في الختام، تمثل رخصة جمركية كمركز توزيع خطوة استراتيجية ضمن منظومة متكاملة لتحويل مصر إلى لاعب رئيسي في التجارة العالمية، وتؤكد الجهود المستمرة لهيئة ومصلحة الجمارك في تنفيذ سياسات حديثة توافق مع المعاير الدولية. ومن المتوقع أن تكون هذه الرخصة نموذجاً يُحتذى به في تعظيم استخدام الموانئ كمراكز لجمع التوزيع وإعادة التصدير، وتحفيز المستثمرين الدولين على اختيار الموانئ المصرية كقاطرة لنمو أعمالهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم.
H2: رخصة جمركية كمركز توزيع تدفع الاستثمار الوجستي
H2: آليات العمل والتخزين في الموانئ وفق الرخصة
H2: التعاون بين الهيئة والجمارك وتوحيد المعاير
H2: تأثير الرخصة على التجارة الدولية وسلاسل الإمداد
H2: آفاق مصر كمركز عالمي لتجارة والخدمات البحرية
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































