كتبت: بسنت الفرماوي
شهد ملعب أنفيلد قمة حماسية جمعت بين ليفربول وريال مدريد ضمن الجولة الرابعة من مرحلة الدوري لمسابقة دوري أبطال أوروبا. انتهت المباراة بفوز ليفربول بهدف دون رد، وهو الانتصار الذي يمنح الريدز فوزهم الثاني على التوالي في البطولة والث من أصل أربع جولات. جاءت المباراة مثيرة طوال دقائقها، وبرزت فيها محاولات من ريال مدريد لإدخال التعديل على النتيجة، بينما واصل ليفربول فرض أسلوبه وتضيق المساحات أمام منافسه القوي. في ظل هذا السياق، تبقى مواجهة اليوم شاهدة على صراع كبير في المجموعة ومؤكّدة لكونية المنافسة القارية بين الفريقين.
نتيجة المباراة ومجريات القمة بين ليفربول وريال مدريد
في المجمل، حسم ليفربول القمة لصالحه بهدف دون رد، ليحافظ على وجوده في صدارة المفاوز النارية ضمن المجموعة أو في موقع متقدم من التصنيف. في الدقيقة 17، كانت محاولة كيليان مبابي من ريال مدريد لتفتح التسجيل بتسديدة من حدود منطقة الجزاء، لكنها مرت أعلى المرمى. جاءت ردات الفعل من ليفربول في الدقيقة 28 حين أهدر دومينيك سوبوسلاي فرصة هدف محق بعد انفراده بالمرمى، لكن تدخل الحارس تيبو كورتوا حال دون التهديف. وفي الدقيقة 30، شهدت المباراة جدلاً تحكيميًا بعد احتساب لمسة يد على تشاوميني عند حدود المنطقة، قبل أن يعود الحكم إلى تقنية الفيديو ويقر إلغاء القرار.
على الصعيد ذاته، طالب لاعبو ريال مدريد بركلتي جزاء متاليتين في الدقيقتين 38 و39 بسب سقوط أردا جولر وفينيسيوس جونيور داخل المنطقة، لكن الحكم قر متابعة العب دون احتساب أي ركلة. وقبل نهاية الشوط الأول مباشرة، ازدادت الإثارة بتبادل الفرص بين الفريقين؛ إذ تصدى كورتوا لتسديدة صاروخية من سوبوسلاي في الدقيقة 42، ورد عليه ماردشفيلي بتصديه الرائع أمام تسديدة من جود بيلينجهام في الدقيقة 4. انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، وسط ردة فعل متوازنة من الفريقين واشتراطات واقعية لعب في الشوط الثاني.
أحداث الشوط الثاني وتسجيل الهدف الحاسم
بدأ ليفربول الشوط الثاني بنفس الحدة واليقظة التي أنهى بها الشوط الأول، واستمر كورتوا في المحافظة على تفوقه الدفاعي من جهة ريال مدريد. تصدى الحارس البلجيكي لتسديدة رأسية قوية من فيرجيل فان دايك، ثم واصل التألق أمام رأسية أخرى من هوجو إيكيتيكي الذي حاول مرة أخرى بالرأس، إلا أن كرته مرت بجوار القائم.
في الدقيقة 60، نجح ألكسيس ماك أليستر في تسجيل الهدف الأول لصالح ليفربول برأسية قوية في منتصف مرمى كورتوا، وذلك عقب عرضية ميزة من دومينيك سوبوسلاي من ركلة حرة مباشرة. جاء الهدف ليمنح ليفربول التفوق ويرفع منسوب الثقة لديهم في بقية دقائق القاء. وفي الدقيقة 74، كاد مبابي أن يعادل النتيجة لريال مدريد بتسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء، لكنها مرت بمحاذاة قائم ماردشفيلي دون أن تسكن الشباك.
وفي الدقائق الأخيرة، بحث ريال مدريد عن هدفٍ يرفع من رصيده، لكن محمد صلاح كان له الكلمة الأخيرة في الدقيقة 86 من خلال هجمة فردية رائعة؛ مر صلاح الكرة بوجه القدم إلى جاكبو الذي سدها في جسد كورتوا، لتعود الكرة إلى صلاح مرة أخرى وتصل به إلى نقطة التفعيل الأخيرة، لكنها اصطدمت بالمدافع ميليتاو وارتدت خارج الملعب.
وبهذا، انتهت المباراة بفوز ليفربول 1-0، وهو فوز مهم لريدز في سعيهم نحو المركز المتقدم في المجموعة، مع الإبقاء على حظوظ المنافسة قائمة أمام ريال مدريد رغم الخسارة.
أداء الفريقين وأثر النتيجة على ترتيب المجموعة
بتلك النتيجة، وصل رصيد ليفربول إلى 9 نقاط في المركز السادس ضمن جدول ترتيب مرحلة الدوري من مسابقة دوري أبطال أوروبا. في المقابل تجمد رصيد ريال مدريد عند 9 نقاط في المركز الخامس، مع تسجيل الخسارة الأولى لهم في المسابقة القارية هذا الموسم. التحليل الأولي لمباراة يؤكد أن ليفربول امتلك تفوقاً تكتيكياً في المواقف الحاسمة، وأن حرس المرمى بقيادة ماردشفيلي استطاع حماية شباك الفريق بشكل جيد في لحظات كثيرة من المباراة، بينما ظل ريال مدريد يضغط حتى نهاية المباراة لكنه لم يتمكن من تحويل سيطرته إلى هدف يعادل النتيجة.
ملاحظات عامة عن المباراة ونتائجها على السياق العام لمجموعة
المواجهة أظهرت أن ليفربول تمكن من فرض أسلوبه والحد من خطورة المنافس في جزء كبير من القاء، فيما يظل ريال مدريد قادراً على العودة بنقاط من المباريات المقبلة طالما تمكن من ترجمة سيطرته إلى أهداف. النتيجة تضع الفريقين في موقعين متقاربين في النقاط، وتؤكد أن المنافسة في المجموعة ستواصل بقوة في الجولات المتبقية، مع وجود فرص متداخلة لوصول إلى الأدوار الإقصائية. كما أن القاء أظهر أهمية الاستحواذ وتنوع الحلول الهجومية لدى ليفربول، إلى جانب الصلابة الدفاعية التي أبرزها قائد الفريق في تلك المباراة، وهو ما انعكس في النتيجة النهائية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.
