كتبت: إسراء الشامي
نفى مطرب المهرجانات مسلم وجود وقفة احتجاجية أمام نقابة المهن الموسيقية احتجاً على قرار منعه من مزاولة المهنة منذ مارس الماضي، مؤكداً أن الأخبار المتداولة عن تظاهرة في هذا السياق ليست سوى كذب وشائعات. وفي مداخلة هاتفية عبر برنامج كلمة أخيرة مع الإعلامي أحمد سالم على قناة ON، أشار الفنان إلى أن ما يُتداول ليس صحيحاً وأنه لم يخط أبداً لخروج في أي تظاهرة أمام النقابة أو في غيرها. وقال مسلم بصراحة وبتوثيق: “مكانش فيه وقفة احتجاجية، كل الكلام ده كذب وشائعات، هو إحنا أيام التحرير هنزل أعمل وقفة احتجاجية عند النقابة؟ ليه يعني؟ محتاج إيه علشان أعمل كده؟ وأنا إنسان مش جاهل، أنا متعلم، وما يطلعش مني الفعل ده.”
المتصلة التلفزيونية حاولت أن ترصد أبعاد الواقعة عبر سرد تفاصيل قد تكون وراء هذه الشائعات، فكان رد الفنان واضحاً ومحداً: لم يكن هناك أي تحرك جماهيري احتجاجي. وهو يعكس في كلماته أيضاً شعوراً بعض السخرية من الاتهامات التي وُجهت إليه، معبراً عن استغرابه من وجود ادعاءات بهذه الطبيعة في وقت يرى فيه أن المسألة قد تحولت إلى نقاش واسع من دون أساس واقعي. وفي حديثه، لم يغفل المغربي الإشارة إلى أن قراره بالحديث جاء بهدف توضيح الصورة أمام جمهوره وسائل الإعلام، لا لإشعال معركة جديدة، وإنما لإظهار الواقع كما يراه هو، بعيداً عن الشائعات التي يصفها بأنها ليست على قدر من الدقة.
ولم يقتصر حديث مسلم على نفي الوقفة الاحتجاجية فقط، بل أشار إلى وجود خلافات سابقة مع جهة إنتاج كبيرة في قطاع الصوتيات استمرت في تقاطعاتها مع مسيرته الفنية. وفي هذا الإطار، قال: “أنا النهارده كان عندي مشكلة مع شركة كبيرة لإنتاج الصوتي، خلصت معاها المشكلة وخدت عقد، والي أعرفه إنه لو جبت العقد وخلصت المشكلة هرجع أشتغل، وكنت رايح النهارده النقابة علشان أحل وارجع، واحد صحفي كلمني وقال لي هاجي معاك علشان لو رجعت تعرف الناس إنك رجعت، وأنا قلت له طالما الناس كلها عرفت إني موقوف، وقلت لو رجعوني النهارده، وكنت واثق في ربنا، كنت هقول إني رجعت.” هذه الفقرة من حديثه تشي بمبدأين: الأول رغبته في العودة إلى العمل عند انتهاء العقد مع الشركة؛ والثاني رغبته في أن تكون عودة مهنته خطوة محسوبة وتحت إشراف واضح.
أما فيما يخص حضور الفرقة والمؤثرات الإعلامية المحيطة بها، فقد أوضح مسلم أن “فرقته كانت هناك ربعها فقط، حوالي ستة أو سبعة، مستنياني علشان نحل المشكلة مرة واحدة”، مشيراً إلى وجود حضور صحفي واسع نسبياً حينها. وذكر أيضاً أن هناك تقارير إعلامية كثيرة وصلت، حيث قال: “لقوا صحافة كتير، بتاع ١٥ صحفي، ولكن أنا كنت رايح بحسن نية، وحد كلمني من الفرقة قال لي ارجع، هما قبضوا على كل الفرقة ومشوهم”. وهذا يبيّن وفق قوله أن التداعيات الإعلامية لم تقف عنده وحده، بل شملت أعضاء فرقته أيضاً، وهو ما يجعل الصورة أكثر تعقيداً من مجرد بيان واحد.
ومن جهة أخرى، أشار مسلم إلى سب محتمل لهذه الخلافات والاتهامات التي طالت آلية تعاقده مع المتعهدين والشركات. وفي هذا السياق قال: “في ناس بتكرهني كتير في المجال لأني مش منولهم مرادهم ومش باتفق معاهم، وأنا كنت شاب صغير نفسي أنجح، مضيت مع منتج عقد وقلت هيطلعني ويظهرني، لكن كنت قاصر، وحصل خلافات بعد كده، وهي دي الشركة الوحيدة الي مشكلتي معاها.” ثم أضاف توضيحاً مهمّاً حول مسار تعاقده: “أنا مضيت مع منتج فقط، ولما فسخت معاه رحت لشركة.” هنا يحصر مسلم المشكلة في علاقة واحدة مع منتج بعينه، وهو ما يرفض أن يُفسر كقرار عام ضد مشواره الفني، بل يراه سياقاً محداً من المشاكل في بداياته.
وفي سياق الحديث عن التبعات والإجراءات، علق مسلم أيضاً على رواية النقابة حول سب منعه، قائلاً إن هناك اتهامات بأن عدم التزامه باتفاقاته مع متعهدين وشركات معينة قد يكون جزءاً من السب. وقد أشار إلى وجود من ينافسونه بشدة في المجال، وأن العداء الشخصي قد يؤدي إلى تشويش في الصورة العامة. وفي هذا الإطار قال: “في ناس بتكرهني كتير في المجال لأني مش منولهم مرادهم ومش باتفق معاهم” وهو واصل سرد سياق الاشكاليات المهنية التي يراها أنه يتورط فيها. هذا الكلام يعكس في نظره أن منع مزاولة المهنة قد يكون له جذور تراكمية وليست قراً أصيلاً مستنداً فقط إلى حادثة بعينها.
وبقدر ما يحاول مسلم توضيح موقفه وإعادة سرد الوقائع من وجهة نظره، كان هناك تفاعل من جانب النقابة يظهر في التفاصيل التي عرضها الإعلاميون. فالمسألة التي تُثار من حين لآخر حول الفحص والتقيم المهني بين الفنانين والجهات المنظمة تظل معقدة وتفرض خطاباً حول الحقوق والواجبات والتزامات المهنية. ويؤكد المسلم في حديثه أن ما يروَّج له من “وقفة” لم يكن صحيحاً، وأن تبرير النقابة لإجراءاتها كان ينبغي أن يُفهم في سياقه القانوني والمهني، خاصة في ظل وجود عقد قائم وقرار منعه من مزاولة المهنة منذ عدة أشهر.
كما يتضح من الكلام الذي ورد في الحوار أن مسلم يتوقع أن يتم فهم موقفه بشكل أفضل إن حافظت الإجراءات والمواقف على قدر من الشفافية والوضوح. وهو يقر في نهاية المطاف بأنه كان يراهن على الشفافية مع جمهوره ومع الصحافة، وبناء علاقة واضحة مع المعنين من الصناعة من أجل استعادة نشاطه الفني في أقرب فرصة مكنة. وفي الوقت نفسه، يتوجب على الجمهور متابعة التطورات بشكل يعتمد على المصادر الرسمية والتصريحات العلنية، بما يحفظ لعلاقة بين الفنان ومهنته طابعها المهني والرسمي.
هذه المسألة تبقى معروضة لنقاش، مع كلام مسلم حول رغبته في العودة إلى الساحة الفنية عندما يُحلق العقد مع الشركة ويُحلّ ما يحول دون ذلك، إضافة إلى ضرورة فهم الأسباب المحيطة بالقرار الذي اتخذته النقابة بشأن منعه من المارسة منذ مارس الماضي. وفي هذا السياق يبقى الهدف الأساسي هو نقل الصورة بشكل دقيق ومتكامل، بعيداً عن الإشاعات التي قد لا تعكس الواقع وتُشتّت الانتباه عن الحقيقة التي يحاول الفنان توضيحها من خلال كلامه العلني.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































