كتب: أحمد عبد السلام
تستعد العاصمة الإدارية لاستقبال نقلة نوعية على صعيد منظومة النقل عبر مشروع مونوريل العاصمة الإدارية، وهو النظام الذي من المقر أن يبدأ تشغيله من محطة المشير وحتى محطة مدينة العدالة، ضمن مخط يعكس توجه الدولة نحو تطوير شبكة نقل راسخة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة. مونوريل العاصمة الإدارية يُعد جزءاً من مشروع أوسع يهدف إلى ربط محطات رئيسية بعيدة من خلال مسار سريع وآمن، مع إتاحة تجربة تشغيل تجريبي لقطارات قبل الدخول حيز الخدمة الكاملة. في الصورة العامة لمشروع، يشتمل مسار مونوريل العاصمة الإدارية على 2 محطة، إضافة إلى مركز تحكم وسيطرة يراقب حركة القطارات ويضمن أعلى درجات الأمان والكفاءة التشغيلية. وفي سياق التفاصيل، يبرز أن المرحلة الأولى من المشروع ستنفذ بشكل عملي من محطة المشير حتى محطة مدينة العدالة في العاصمة الإدارية، وهو ما يعني فتح باب الاختبارات الفنية والإجرائية قبل الوصول إلى الإطلاق التجاري. هذا الصنف من الأنظمة الحديثة يفرض نفسه كرافد حضري يوصل بين مناطق حيوية داخل المدينة ويتيح لمستخدميه خيارات نقل سريعة وموثوقة، وهو ما يتماشى مع تنامي الطلب على وسائل نقل حديثة في العاصمة الجديدة.
نظرة عامة على مونوريل العاصمة الإدارية
يُعد مونوريل العاصمة الإدارية جزءاً مهماً منظومة النقل في المدينة الجديدة التي تشهد نمواً عمرانياً واقتصادياً ملحوظاً. المشروع يتوسطه محور مركزي يهدف إلى تقليل أوقات التنقل بين مواقع رئيسية وتجميع خدمات المدينة في خطوط ربط فعالة. يعتمد النظام على آلية قيادة بدون سائق، حيث تُدار الحركة من وحدة التحكم المركزية الموجودة في العاصمة الإدارية، ما يعز دقة الاستجابة والتنسيق بين المحطات. كما أن النظام مزود بكاميرات داخلية وخارجية، وأجهزة استشعار، إضافة إلى إجراءات أمان متقدمة، مع وسائل تواصل مباشرة مع غرفة التحكم عن بُعد، ومنظومة لرصد الحرائق والدخان في كل عربة. هذه العناصر تبرز ضمن إطار تقني يهدف إلى ضمان سلامة الركاب وموثوقية العملية التشغيلية، خصوصاً خلال فترات الاختبار والتشغيل التجريبي التي تُجرى حالياً دون جمهور.
المحطات والمخط العام لمونوريل
المشروع يضم سلة محطات مرتبة على مسار يربط بين نقطة الانطلاق ومراكز محورية في العاصمة الإدارية. من بين المحطات المرتبطة بالنطاق الرسمي لمونوريل، هناك عدّة أسماء بارزة تعكس الاعتماد على شبكة خدمات متكاملة: العدالة، مسجد مصر، الحي الحكومي، مدينة الفنون والثقافة، حي المال والأعمال، الحي R 2، مسجد الفتاح العليم، بيت الوطن، جولدن سكوير، الوتس، المستثمرين، النرجس، المستشفى الجوى، وان ناينتى، المشير طنطاوى، جيهان السادات، المشير أحمد إسماعيل، الحى السابع، جامعة الأزهر، هشام بركات، ومحطة استاد القاهرة. هذه المحطات تشكل إطارا واضحاً لخطوط النقل الحديثة التي تهدف إلى تيسير الوصول إلى مختلف الأنشطة الحيوية في المدينة الجديدة، وتوفير خيارات سفر أكثر سرعة وكفاءة لسكان وزوار العاصمة.
المرحلة الأولى والتجربة التشغيلية
أما الملف الخاص بالمرحلة الأولى، فيتولى تشغيل مونوريل العاصمة الإدارية من محطة المشير إلى محطة مدينة العدالة في العاصمة الجديدة، مع إجراء اختبارات تشغيلية بشكل تجريبي دون حضور جمهور. هذه المرحلة التجريبية تُعد خطوة مهمة نحو تحق هدف التشغيل الكامل، وتيح لمشغلين والفنين اختبار الأنظمة في بيئة تشابه الواقع، من دون تحميل الركاب أثناء هذه الفترة. ومن المرجح أن تيح هذه الفترة تقيم أداء القطار في النقل بين أبرز المواقع الحيوية، فضلاً عن قياس الاستجابة لأنظمة التحكم المركزي والتواصل المتبادل بين العصب الحيوي لمجموعة وهو مركز التحكم، ومجموعة المحطات المنتشرة على طول المسار. جاء هذا الإجراء في إطار عملية تأكد وحرص على تطبيق أعلى معاير السلامة والاعتمادية قبل الدخول في مرحلة التشغيل التجاري، وهو ما يلامس في الوقت نفسه توقعات الجمهور بوصول محطة نقل حديثة تُسهم في تخفيف أعباء التنقل اليومية.
الخصائص التقنية وآليات الأمان
يُبرز أحد المحاور الأساسية في مونوريل العاصمة الإدارية كونه نظاماً بدون سائق، حيث يتم التحكم في حركة القطار من وحدة التحكم المركزية الموجودة بالعاصمة الإدارية. كما يضم القطار تقنيات حماية وتواصل متقدمة، بما في ذلك كاميرات داخلية وخارجية، وأجهزة استشعار تعمل على رصد الأحوال الفنية وتوفير بيانات حيّة عن حالة المركبة والبنية التحتية. إلى جانب ذلك، توجد وسائل لتحدث مع غرفة التحكم عن بعد، بالإضافة إلى منظومة لرصد الحرائق والدخان بكل عربة، ما يعز قدرات الاستشعار والإنذار المبكر. هذه العناصر لا تشكل جزءاً من عملية تشغيل آلية فحسب، بل تعز أيضاً قدرات الأمن والسلامة لمستخدمين ولقائمين على إدارة النظام، وتؤكد التزام بأعلى معاير النقل الذكي.
الشراكات والإنجاز الهندسي
التنفيذ التجاري لمونوريل يتم عبر تحالف هندسي مكون من شركات عالمية وإقليمية كبرى، وهي ألستوم وأوراسكوم وتحديداً المقاولون العرب. هذا التحالف يضطلع بمسؤولية تنفيذ المشروع وفق أطر زمنية محدة وبناء بنية تحتية حديثة تعكس المعاير الدولية في تصميم وتشغيل أنظمة السك الحدية الخفيفة. وفي إطار المسار الإجمالي لمونوريل، يمتد مشروع شرق النيل والغرب منه ليصل إلى نحو 10 كيلومتر من المسار الإجمالي عبر 35 محطة، وهو رقم يعكس الطموح التنموي الكبير في ربط المناطق العمرانية الجديدة بمراكز اقتصادية وخدمية حيوية. وتمتد شبكة المونوريل من الاستاد في مدينة نصر وصولاً إلى مركز السيطرة والتحكم المرتبط بالعاصمة الإدارية الجديدة، ما يجعل هذا المشروع لبنة أساسية في بناء شبكة نقل موثوقة ومتكاملة.
التطلع لمستقبل والتوسع الناتج
من حيث الهيكل التشغيلي لمونوريل، يتكون القطار من 4 عربات في هيئته الأساسية، مع وجود مخط لزيادة عد العربات إلى 8 عربات لاحقاً زيادةً في سعة النقل وتلبية ارتفاع الطلب المستقبلي في المناطق العمرانية الجديدة. 이러한 التوجه يأتي في إطار تعزيز الخدمات وتوسيع قدرات النظام ليتماشى مع الكثافة السكانية المتزايدة والتوسع الحضري المستمر، وهو ما ينسجم مع الرؤية العامة لمنظومة كأداة أساسية لنقل المستدام في العاصمة الإدارية والمناطق المحيطة بها. الجدير بالذكر أن هذا المسار يشير إلى اتجاه حكومي نحو تطوير بنى تحتية حديثة تُسهم في تسريع الحركة وربط الأحياء الجديدة بخيوط نقل فعالة، وهو ما ينعكس في سلة المحطات التي تشكل ركيزة مهمة لولوج إلى مختلف المواقع الاقتصادية والثقافية والترفيهية داخل المدينة الجديدة.
(
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































