كتبت: فاطمة يونس
لم تكن نورهان ابنة نجع أبو شجرة تعلم أن صوت المشاجرة الذي دوّى أمام منزلها في نجع أبو شجرة، دائرة قسم شرطة ثان سوهاج، سيكون النداء الأخير في حياتها. كانت في طريق عودتها من العمل تحمل في يديها بعض مستلزمات المنزل، وتلمع عينها بالحب والتعب معًا. عند سماعها الصياح هرولت إلى الباب، تبحث عن والدها المريض الذي كان في الشارع. نادت عليه وحاولت تهدئة الموقف، لكنها سبقتها يد غاشمة رفعت عصاها الثقيلة وهوت بها على رأسها، فاتهمت نورهان بالظلام في لحظة واحدة. سقطت على الأرض والدماء غطّت وجها، وعينها التي تبصر النور أُطفئت لأبد.
نورهان ابنة نجع أبو شجرة. تفاصيل الواقعة
أظهرت إجراءات الانتقال الأول لمكان الحادث أن الواقعة وقعت أمام منزل نورهان في نجع أبو شجرة، في نطاق دائرة قسم شرطة ثاني سوهاج. كانت نورهان عائدة من عملها، حين اندلعت مشاجرة بين عد من المشاركين في الحدث أدت إلى تدافع وتبادل لضرب. حينها نزلت إلى الشارع لتعتني بوالدها المتعالج من جراحة سابقة وتطمئن عليه، فتعرضت لاعتداء ما أدى إلى إصابتها إصابة بالغة في الرأس. هذه الإصابة تسبت في فقدان إحدى عينيها والدخول في غيبوبة استمرت لعدة أيام، قبل أن تفارق الحياة نتيجة النزيف والارتشاحات الدماغية والجلطات الناتجة عن الحادث. نقلت الجثمان إلى مشرحة مستشفى سوهاج العام، وجرى تحرير محضر بالواقعة. وتواصل الجهات المعنية جهودها لضبط الجاني وتقديمه لعدالة.
تطورات الحالة والوفاة
بعد الحادثة سُرّت إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج، حيث دخلت نورهان في غيبوبة تامة استمرت أياماً، وكانت المدينة بأكملها تدعو لها بالشفاء. إلا أن الأطباء أعلنوا لاحقاً وفاة الشابة متأثرة بالنزيف الحاد والجلطات الناتجة عن الإصابات التي تعرضت لها في الرأس. هذه الوفاة شكلت صدمة كبيرة لأهلها ولكل من عرفها، وأثارت قلقاً مجتمعياً حيال آثار المشاجرات العنيفة القريبة من الأحياء السكنية. الحادثة خلفت في الوقت نفسه أثر الحزن على أهالي نجع أبو شجرة، وذكّرتهم بضرورة التزام الهدوء والإبلاغ عن أي صراع حفاظاً على حياة الأبرياء.
الإجراءات والتحقيقات الرسمية
أوضحت الجهات الأمنية أن الواقعة وصلت إلى علم مدير أمن سوهاج، حيث تلقّى الواء دكتور حسن عبدالعزيز، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطاراً من مأمور قسم شرطة ثاني سوهاج يفيد بورود بلاغ عن وفاة فتاة عقب إصابتها خلال مشاجرة بدائرة القسم. وبالانتقال والفحص تبين أن نورهان كانت في طريقها إلى منزلها حين اندلعت المشاجرة أسفل المبنى، ما دفعها إلى النزول لتطمئن على والدها الذي كان موجوداً في الشارع، فأصيبت بضربة قوية أسفرت عن أذى بالغ في الرأس. جرى نقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى سوهاج العام، وتحرير المحاضر الازمة بالواقعة. وذكرت المصادر أن النيابة العامة تولت تحقيقات الواقعة، وأن جهود الشرطة متواصلة لضبط الجاني وتقديمه إلى العدالة، في إطار حفظ حقوق الضحايا وتطبيق القانون.
تداعيات الحادث وتأثيره على المجتمع
ترك Habitat نجع أبو شجرة أثرًا كبيرًا في نفوس السكان، حيث عمّ الحزن المدينة مع إعلان الوفاة وارتباطها بجريمة شهدتها المنطقة. وتكر الدعوة إلى ضبط النفس والتزام بالقوانين وتجنب الدخول في النزاعات العنيفة التي قد تفضي إلى خسائر بشرية فادحة. كما شدت العناية الأمنية على أهمية التعامل السريع مع أي شجار ينعكس سلباً على آمن السكان، خاصة حين تكون الضحايا من فئة الشباب والفتيات. في أعقاب الحدث، استحضرت الناس قيم العطاء والصبر، وأعادوا تذكير المجتمع بضرورة حماية الأبرياء وتوفير بيئة آمنة لعيش والعمل.
تظل هذه الواقعة عنواناً لمأساة بشرية تذكّر بأن العنف قد يطيح بحياة أشخاص أبرياء، ويترك وراءه حسرة في قلوب الأهل والجيران. وتؤكد السلطات أن التحقيقات جارية لضبط الجاني وتقديمه لمساءلة القانونية، مع التزامها بنقل الحقيقة إلى المجتمع بكل تفاصيلها وبأقصى درجات الشفافية ضمن إطار القانون. تبقى نورهان ابنة نجع أبو شجرة، راوية قصة شابة قضت تحت عجلة العنف، شاهدة على ضرورة حماية الأرواح وبناء مجتمع أكثر أماناً.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































